اوراق متناثرة مطلوب إمام!! غادة عبد العزيز خالد تغيرت، في خلال السنوات الأخيرة، خارطة البرامج التلفزيونية. ففي معظم دول العالم صارت البرامج التقليدية لا تسمن ولا تغني عن جوع ولهفة المشاهد. فالفترة الإخبارية مهمة ولكنها تستمر دقائق معدودة وتنقضي.. ثم تأتي البرامج الترفيهية مثل المسلسلات أو الأفلام لكنها أيضا صارت تقليدية بالرغم من تنوع القصص وتحديث وسائل التصوير وظهور وجوه شابة جديدة. لقد ظهرت حديثا البرامج الواقعية والتي باتت تستحوذ على اهتمام المشاهد وتجذبه لمتابعتها. لقد صار المشاهد يهتم بالبرامج التي تحتوي على أشخاص حقيقيون وليس مجرد ممثلين. في خلال هذه البرنامج، يقوم الشخص بتمثيل نفسه وإستعراض قصة حياته الحقيقة ويقوم بمنافسة المتسابقين الأخر. فمن ضمن أمثلة هذه البرامج تأتي برامج مثل (من سيربح المليون) و(نجم العرب). ويكون المتسابق في البرنامج الأخير شخص ذو صوت شجي ويغني وينافس. ونجد الجمهور يتفاعل مع مغني معين او مغنية ويستجيب لكلمات والحان دون غيرها، بل ونجدهم في كثير من الأحيان يصوتون عبر رسائل تليفونية تخبر عن اختيارهم وبذلك يفوز احد المتسابقين دون عن الآخر. ونجد ان القاسم المشترك في معظم هذه البرامج أنها تأتي من الغرب اولا ثم تتحور وتزين بلباس شرقي حتى تتجه صوب شاشات تلفازه. ونجد ان المشاهد في الدول العربية يتابع هذه البرامج ويشارك فيها بكل وجدانه واحساسه. ولكن هذا المتابع والمشارك نجده شبه منعدم في البرامج الغربية. فمعظم البرامج الواقعية التي تعرض على شاشات الولاياتالمتحدة مثلا لا نجد فيها مشاركا شرقيا او مسلما وذلك لكثير من الإختلاقات في العادات والتقاليد والمعتقدات. وظلت هذه الصورة على ما هي عليها حتى ظهر إعلان عن برنامج واقعي جديد في اندونيسيا. في الإعلان، يتم البحث عن مشاركين مسلمين يرغبون في ان يصبحوا أئمة في المساجد. وكان مصممو البرنامج يعتقدون انهم سيتحصلون على حوالي المائتين او الثلاثمائة استمارة (بالكثير) ، لكنهم صدموا حينما وجدوا انفسهم امام حوالي الف استمارة. ولم تكن هذه الطلبات مقصورة على دارسي الديانة الإسلامية وخريجيها من الجامعات والمعاهد المختلفة، بل كانت الطلبات تضم مجموعة من المحاميين والأطباء وكلهم يرغبون في الفوز في هذا البرنامج حتى يتم تعيين احدهم كإمام في أحد الجوامع. من ضمن متطلبات البرنامج، ان يقوم المتسابقون بتقديم النصح لأصحاب بعض المشاكل والقضايا ويحلل حكام البرنامج ويقيمون كل نصيحة حتى يروا من الأصلح للفوز بمنصب الإمام. تتطلب فقرات البرنامج ايضا من كل متسابق زيارة مركز للايتام والتحدث مع الأطفال هنالك.. ويتطلب ايضا التحدث مع المجرمين ومحاولة هدايتهم صوب الطريق القويم. لقد ظلت البرامج الواقعية حكرا على البرامج الترفيهية، وكانت تقتصر على انواع معينة. وهنالك كثير من البرامج الواقعية تتطلب ان يهتم كل متسابق بنفسه، فيخطط لمصلحته وللإضرار بالآخرين بل والتآمر ضدهم احيانا حتى يضمن فوزه.. وفي هذا افكر، كيف سيقوم المتسابقون في هذا البرنامج من ضبط انفسهم ومن تحقيق المعادلة التي تقتضي سعيهم للفوز بالمنصب من جهة ودورهم في إظهار الإسلام بصورته النيرة اللائقة من جهة أخرى. وسننتظر اذاعة حلقات البرنامج ونتابع ونرى!! الصحافة