ساخر سبيل وكم سوط كده ! الفاتح جبرا لا شك عزيزى القارئ أن فلسفة العقاب تقوم على منع تكرار الجريمة وردع من يفكر بإرتكابها .. فكلما كان العقاب رادعا ومكافئاً للجرم قل إنتشار الجريمة المعنية غير ان من قام بصياغة قانوننا الجنائى لسنة 1991م والذى إستمد روحه من الشريعة الإسلامية (عندو رأى تانى ) فبينما نجد أن هذا القانون يقطع يد من يسرق 392 جنيهاً (نصاب السرقة الحدية تقريباً) نجده يعاقب بالجلد والسجن من يقوم بإغتصاب طفل أو طفلة !! وهاكم تلخيصا للمادتين : المادة 149 (الإغتصاب) : يعد مرتكباً جريمة الاغتصاب من يواقع شخصا زنا او لواطا دون رضاه . ومن يرتكب جريمة الاغتصاب يعاقب بالجلد مائة جلدة وبالسجن مدة لا تجاوز عشر سنوات . المادة 170 (السرقة الحدية): يعد مرتكباً جريمة السرقة الحدية من يأخذ خفية بقصد التملك مالا منقولا متقوماً للغير شريطة ان يؤخذ المال من حرزه ولا تقل قيمته عن النصاب ويعاقب من يرتكب جريمة السرقة الحدية بقطع اليد اليمنى من مفصل . عزيزى القارئ : من قال أن الضرر الذى يقع على المجتمع من فعل السرقة أكثر من الضرر الناتج عن إغتصاب الإطفال والإغتصاب عموماً ؟ ، .أذكر اننى قمت بكتابة مقال بعنوان (وكم سوط كده) معلقاً على حادثة إغتصاب الطفل (ح) الذى تمت محاكمة الشخص الذى إعتدى عليه بالسجن 4 أشهر والجلد 40 جلدة ! وقد ذكرت فى ذلك المقال أن مثل هذه العقوبات لا تتناسب وفظاعة الجرم الذى يرتكب ومدى تأثيره النفسى على الضحية وأهله وذويه والخزى والعار الذى سيظل يلاحقهم مدى الحياة. تذكرت هذا المقال وأنا أطالع اليوم خبراً يتصدر الصحف يفيد إغتصاب طفلة عمرها 4 سنوات ثم قتلها بواسطة أحد الذئاب البشرية وقد تم القبض على الجانى وأقر بفعلته الشنيعة .. وقبل شهر تقريباً وتحديداً فى يوم 17/6/2010 طالعتنا الصحف بحيثيات الحكم الذى أصدرته محكمة جنايات حي النصر بمايو فى حق مدان بإغتصاب طفل فى بواكير عمره بينما كان ينام فى بيت من بيوت الله وقد كان الحكم هو (السجن عامان و100 جلده) وفى إعتقادى أن هذا الحكم لا يتناسب حتى لتهمة تدنيس هذا المجرم لبيت من بيوت الله ناهيك عما فعله بداخله ! نعم .. لقد تزايدت ظاهرة الإغتصاب فى المجتمع وكيف لا تتزايد فى ظل قانون يتعامل مع هذا الفعل الشنيع بصورة أخف كثيراً مما لو قام الجانى بسرقة (موبايل كمرتين) ! أنا شخصياً أعتقد أن من قام بصياغة هذا القانون (ما من هنا ) لسبب بسيط جداً وهو إنو لو سألت أى زول فى البلد دى .. قاضى .. محامى .. مسئول .. طبيب .. خفير .. تاجر .. عاطل .. قلت ليهو لو فى زول إغتصب ولدك ح تعمل ليهو شنو ؟ ح يقول ليك بدون تردد : ح أكتلو !! الجريمة .. شنيعة .. وهى من الجرائم التى يمتد تأثيرها على الإنسان وتتابعه كظله وتؤثر عليه وعلى مستقبله وتورثه ألماً نفسىاً لا يستطيع الفكاك منه وتجعله منزوياً عن المجتمع فكيف سادتى القراء يكون هذا العقاب (سجن وكم سوط كده) ملائماً لهذه الجريمة ؟ إننى من هذا المنبر أدعو المسئولين عن (القوانين) فى هذا البلد إلى سرعة تغيير هذه العقوبة الهشة وإستبدالها بعقوبة تتناسب وهذا الجرم حتى يرتدع كل من يفكر فى إرتكاب هذا الفعل الذى يعد إفساداً فى الارض ما بعده إفساد إذ يقول جل من قائل (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).المائدة،آية33 . إن هذا التهاون غير المبرر للقانون الجنائى السودانى تجاه من يقومون بإرتكاب هذا الفعل الشنيع لا يتناسب مع الأذى الذي يلحق بضحاياهم وأسرهم وأقاربهم و بالمجتمع كافة لذلك و(مرة تانية) نلتمس من الجهات المعنية السرعة فى تغيير العقوبة وتغليظها حتى لا يضطر الضحايا وذووهم لأخذ حقهم بأياديهم مما يجعل المجتمع تحكمه شريعة الغاب ! كسرة : يقولون : من أمن العقاب ساء الادب ... ودى (قلة الأدب) ذاااتا الرأي العام