[email protected] كما لو أن لها (غرض) من وراء الحكاية، أعادت قناة ال «mbc» -أكثر من ثلاث مرات - حلقة قديمة لبرنامج (أوبرا)، كانت قد ناقشت من خلالها أوضاع النساء في مختلف انحاء العالم، واختارت من عالمنا ان تطل على المرأة العربية المسلمة من نافذة قاهرة المعز .. استضافت على الهواء شابتين احداهما محجبة والثانية على الموضة .. تحدثت الاثنتان عن اوضاع المرأة العربية عموما، والعلاقات بين الجنسين، وحاولت كل منهما ان تجيب حسب قتاعاتها عن السؤال (الجدلي): هل تشعر المرأة العربية أنها مقهورة ولا تملك قرارها ؟ خاصة مع مقارنة (أوبرا) لها مع المرأة الدنماركية التي تتمتع بكامل حقوقها وتشعر ب (الندّية) مع الرجل أكثر من غيرها من ناس العالم بمن فيهن الأمريكيات !! رغم تحفظي على تناول (البعض) من نسائنا لوضع المرأة في الاسلام عبر المنابر الغربية، بفهم فيه الكثير من (العشوائية) والجهل باحكام الدين، والخلط بين تعاليمه السمحة والعادات والتقاليد التي اكتسبت قدسية الاحكام الدينية بينما الدين منها براء، إلا ان منسقة اللقاء (الخواجياية) في نهايته، علقت على حال المرأة المسلمة تعليقا (وقف لي في حلقي) ولم استطع تجاوزه .. قالت ما معناه: تظل المفارقة انه اذا تضررت المرأة المسلمة من الزواج لاي سبب ورغبت في الطلاق، فلا سبيل لها سوى اللجوء للقضاء وحباله الطويلة، أما اذا ما زهد الزوج في زوجته فلن يكلفه التخلص منها سوى ان يجهد نفسه بنطق لفظة الطلاق أو أن يرسلها لها عبر رسالة!!..(sms) ال (وجعني) في كلام الخواجاية (الله لا تاجرا)، ان كلامها يشبه الحق الذي اريد به باطلا .. ففي غفلة من عين الزمان صار طلاق ال (sms) ، وسيلة (سهلة ومريحة) للهروب من خنقة الزواج، وربما للتشفي والانتقام من (بنات الناس) .. اذكر قصة مؤلمة (حصلت قريبات دي) لموظفة في احدى المؤسسات العريقة، وكانت شابة حديثة الزواج لم يمض سوى بضعة اشهر على زواجها من (حبيب) ظلت تقاتل من اجله سنوات، حتى تمكنت من اقناع اهلها بالتجاوز عن نقايصه، والرضا بتزويجها له .. ظلت تلك الشابة تشكو لزميلاتها من المشاكل التي تعانيها مع زوجها فيطمئنونها بأن (عادي)، فهكذا الحال مع حديثي الزواج حتى يتواءما ويتحولا ل (عاشق معشوق) .. وذات يوم وبينما كانت تؤدي مهامها الوظيفية في (امانتي الله)، اذ بالموبايل برسل نغمة (جاتك رسالة .. أو وو) .. فتحت الرسالة بفضول عندما رأت على الشاشة ما يفيد باستلام رسالة من فلان - اي زوجها .. للحظة راودها شعور بأنه ربما شعر بتأنيب الضمير ل (الغلغلة) التي مارسها عليها صباحا قبل خروجها للمكتب، فقرر أن يصالحها برسالة! ولكن المسكينة سقطت على الارض مغميا عليها عندما قرأت الرسالة المكونة من كلمتين: انت طلقانة!! ثارت زميلاتها في المكتب لهذه القسوة والاستهتار، و(تحنفش) احد الزملاء واتصل بالزوج ليوبخه على الفعلة الذميمة ويخبره بأن (دي ما سواة رجال)، لكن صاحبنا فضّل ان يغلق الموبايل بعد ارسال الرسالة مباشرة.. المؤسف ان اغماءة الشابة نتيجة عدم تحملها للخبر، كانت بسبب كونها (حامل) دون ان تدري، والاشد (تأسيف وسف تراب) ان والدها رفض كل محاولات اصلاح ذات البين التي قام بها الخيرون، بحجة ان من يقوم بهكذا تصرف بعد كل التضحيات التي قدمتها ابنته من أجل ان يظلّهم عش الزوجية، لهو غير جدير بها ولا بمؤتمن عليها.. الاسلام بريء من افعال مطلّقي الموبايلات، وحين اعطى حق الطلاق، جعله ابغض الحلال عند الله، ودعى لحل المشاكل بالجودية (وان خفتم شقاقا بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها )، ولم يتركه للاهواء وساعات غلبة ابليس فقد قال سبحانه (فاذا عزمتم الطلاق ) والعزم هو الرغبة الاكيدة المبنية على حسابات عقل وليس لحظة غضب اعمى .. وعند أهلنا الكبار كان الطلاق (كبيرة)، وتقتضي التعامل فيها باخلاق الرجال الذين ان احبوا اكرموا وان ابغضوا فارقوا باحسان، فعندما يقنع أهل الزوجة من (خيرا) في نسيبهم المتهرب من مواجهة المشكلة، يرسلون خلفه ليطلبوا منه أن يفعل فعل الرجال .. فكما اعطوه رجال فعليه ان يحضر و(يسوي سواة الرجال) .. الرأي العام