نمريات نار اخلاص نمر ٭ بصورة لافتة للنظر اصبحت الشيشة سيدة »مزاج» المقاهي والكافتريات في بعض الاحياء ووسط السوق العربي.. مجموعة من الشباب يتحلقون حول حلقات «الدخان» التي تتصاعد بقوة وكثافة.. سحب تطغى على المكان والوجوه وتتسرب الى الجالسين فيصبحون جميعهم يحملون صفة «المدخن السلبي» الذي يتقلب في جحيم التعاطي رغما عنه. ٭ زهرات بوجوه متوردة وسنوات غضة بكر يجلسن حول واحدة «يتناوبن» التعاطي بانتشاء واضح يكررن المحاولات رغم «الكحة» التي «تخرج» عرضا وتأخذ اتجاه «الكتمان» ورغم ذلك تصبح «متعة» الجلوس في «حضرتها» من ألذ الاوقات واميزها هروبا من «جحيم» عاطفي او نفسي او «تراجيديا» شقت استار الحياة اليومية وتركت بصمتها في الدواخل. ٭ اعترافات الشباب من الجنسين بتعاطيها يعني استمرارية «نارها» واماكنها المفتوحة لكل الاعمار، والتي صارت من خلالها «عادة» وعند البعض وصلت حد الادمان الذي لا فكاك منه، كما ان «العدوى» انتقلت تدريجيا لدائرة اكثر اتساعا وصارت في العاصمة الحضارية «موضة». ٭ رغم التحذيرات الكثيرة من مضارها وتسببها في الكثير من الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي وانتفاخ الرئتين والالتهاب المزمن وضيق الشعب الهوائية وكارثيتها الكبرى في الاصابة بالسرطان، الا انه لا احد قرر ان يطلقها «طلاقا بائنا» وكأنهم يضربون بالنصح والارشاد «عرض الحائط». ٭ اصبحت جلسة الشيشة ذات «طقوس وبرامج وجو» مما ادى إلى ان تكون «ملاذا» للكثيرين الذين هم خارج اطار «التوظيف» بعد شهادات البكالريوس والماجستير والدكتوراة في الطريق. ينظرون لمال اهدر مسبقا ووظائف تهرب بسرعة الصاروخ ولنسيان عذاب «ملازم كالظل» يبقى اقصر الطرق هو اللقاء مع زملاء الطريق «اللا مهنة»، والذي لا نهاية له لوجود لافتات تعلو المؤسسات «لا توجد وظائف شاغرة» هي السبب. ٭ حتى عهد قريب لم تكن تعرف الخرطوم هذه الظاهرة ربما «ادمان المسلسلات هو السبب لغزوها الخرطوم بهذه العشوائية التي رفعت من درجة انتشارها وجعلتها وجهة الشباب الذين ارتبط بعضهم بقهوة من نوع «خاص» فأصبح «اسير الكيفين».. ٭ غياب الرقابة عن تلك الاماكن رغم تنبيهات المواطنين التي بدأت «تكثر وتنتشر» وتجمع اكبر عدد واكثر «مال» لتزيين اماكنها وتجهيز «مستلزماتها» ادى ل «امتعاض» الجيران الذين «تجاور» منازلهم اماكن تجمعات الشيشة فهرب البعض ب «عيالهم» من الحي. ٭ الامر برمته يحتاج لتوعية شاملة وتثقيف جاد يضع حدا لانتشار الشيشة وسلبيات تعاطيها الذي يقود لخواتيم «ضارة» بالنفس التي تابعت «السوء» ونالت منه نصيبا عن معرفة او عدمها في تلك اللحظة التي «يشفط» فيها الشارب ما يكفي ان «يفرِّج» هماً و«يفرِّق» زهجا لكنه قطعا لن يمحوه الى الابد. همسة: يا سيدتي المغزولة من لون الارض وملح الارض.. في ركن زاويتي.. اضع صورتك الاولى... واشفق من احزانك النهارية.. الصحافة