أفشل رئيس لأفشل دولة !(1) د. زاهد زيد [email protected] جاء ترتيب السودان الدولة الفاشلة الأولي في العالم وذلك وفق معايير ومقاييس محددة وضعها خبراء في مجالهم , وقد انبرت ذمرة المطبلين وثلة المنتفعين عند صدور هذا التقرير لأشهر خلت ليس للرد على فحواه ويحوي الكثير ولكن بالتشكيك في المنظمة التي اصدرته وبتكرار الاسطوانه المشروخة حول نظرية المؤامرة وما اليها . وقد انساق البعض خلف كبريائه ومحبته للوطن فاستنكر ان يأتي السودان في تلك القائمة قبل دول كانوا يظنونها انها أسوأ حالا مثل افغانستان والعراق التي أثبت التقرير خطأ ظننا فيها وأننا الدولة الفاشلة الأولى في العالم أجمع . لا انكر انني شعرت بالاستياء وأنا استمع لأول مرة لهذا التقرير من إذاعة لندن ولكن تحول شعوري بالاستياء الى شعور بالخزي والمهانة عندما قرأت وتمعنت في معايير ومقاييس التي استند عليها التقرير والتي تشمل كل المجالات الحيوية التي تنشط فيها الدولة لتكون دولة ناجحة من تعليم وصحة وحقوق الانسان والحريات العامة والتنمية وتحقيق السلام والامن الداخلى والعالمي وتوفير خدمات صحة البيئة وفرص العمل للعاطلين واقضاء علي البطالة ورفع مستوي الدخل ....إلخ والدولة الفاشلة هي التي تخفق في تحقيق هذه المتطلبات والدولة عندنا فشلت تماما في معظم ان يكن في كل هذه الخدمات وانسحبت تماما من تقديم كل الخدمات بحيث اصبح المواطن ملزما بدفع فواتير كل خدمة يتلقاها دون اي دعم حقيقي يتلقاه من الدولة فهو ملزم بتعليم ابنائه في مدارس خاصة ان اراد لهم تعليما مناسبا وملزم بعلاجهم في المستشفيات الخاصة ان اراد لهم علاجا من امراضهم وقس على ذلك خدمات صحة البيئة والبحث عن عمل لأن الدولة لا توظف الا منسوبيها اما السلام والامن فدونك حرب دارفور وانفصال الجنوب الوشيك . اما السلام العالمي فالدولة مصنفة ايضا كراعي للارهاب الدولي بعلاقاتها المشبوهة بالمنظمات المتأسلمة , واماعلاقات الدولة بجيرانها فحدث ولا حرج فكل جيراننا لهم تاريخ أسود مع هذه الدولة . اما مجال حقوق الانسان والحريات العامة فلم تشهد بلادنا ترديا في انتهاك الحريات مثلما تشهده وشهدته في هذا العهد . بهذا يكون السودان قد حقق المرتبة الأولي ولأول مرة في ان يكون افشل دولة على مستوي كافة الدول وليس ذلك بمستغرب ما دام يحكمنا أفشل رئيس مرّ على هذا البلد من عهد بعانخي وإلى اليوم . وفشله من فشل دولته ومن فشله في تحقيق اي نجاح على اي مستوى كان , اللهم الا كونه الرئيس الوحيد في العالم المطلوب جنائيا وهو على سدة الحكم .