هل يلحق الرئيس البشير بالشيخ حسن الترابي بعد مفاصلة ثانية ؟ الحلقة الرابعة ( 4 – 5 ) ثروت قاسم [email protected] مقدمة ذكرنا في الحلقة الثانية من هذه المقالة , أن الرئيس سلفاكير كان قلقأ من فرضية اعلان محكمة الجنايات الدولية تضمين تهمة الأبادة الجماعية في أمر قبض الرئيس البشير , قبل يوم الأحد 9 يناير 2011. يعلل الرئيس سلفاكير ذلك بقوله : كلاب اللوبيات اليهودية في امريكا تنتظر , بفارغ الصبر , اعلان المحكمة تضمين الابادة الجماعية في ملف امر قبض الرئيس البشير لكي , تقوم بالنباح والخربشة والعض في ادارة اوباما , لكي تتخذ أجراءا ً حاسماً وفورياً , للقبض علي الرئيس البشير , ومحاكمته قبل ان يبدأ في ابادة جماعية ثانية لليهود . اليهود يربطون اي ابادة جماعية بالهولوكست الذي اصابهم , ويرددون دوماً في ادبياتهم : اطلاقاً ......ليس مرة اخري . Never Again ربما أضطر اوباما للانحناء امام الطوفان اليهودي , خصوصاً وانتخابات نوفمبر التكميلية لمجلسي الكونغرس علي الابواب ! وبعدها سوف تهب العجاجة التي ترمي بشرر ! ويختلط الحابل بالنابل ! وتجوط المسألة ! ويصبح الجميع في حيص بيص ! ولن يقبل نظام الخرطوم بعقد الاستفتاء في ميعاده , بل سوف يرفع في وجوهنا قميص عثمان ( امر قبض الرئيس البشير ) , ويتخذه ذريعة لعدم عقد الاستفتاء . الله كضب الشينة ؟ كان أعلاه السيناريو الخبيث الذي طير النوم من عيون الرئيس سلفاكير , وجعله ارقا طول الليل , كلما فكر في تداعياته . ولكن الله كضب الشينة . سأل امبيكي صديقه الرئيس سلفاكير : كيف ؟ يا سلفا العزيز ؟ ابتسم الرئيس سلفاكير , ونور صديقه قائلا : بسيطة يا واطسون ! القس فرانكلين جراهام أقنع كلاب اللوبيات الصهيونية , بأن تفتيت بلاد السودان يصب في مصلحة الأمن القومي الأسرائيلي ! كما دعي الي ذلك بن غورين في خمسينيات القرن المنصرم ! وتفتيت بلاد السودان يمر عبر بوابة الأستفتاء ! وعليه أهمية أن تكون هذه البوابة مفتوحة علي مصراعيها ! الرئيس البشير في السلطة , وهو أمن , هو الوحيد الذي يضمن بقاء هذه البوابة مفتوحة , خلال الفترة المتبقية علي الأستفتاء ! وبالتالي ضرورة أن لا يمس الرئيس البشير قرح خلال هذه الفترة المفتاحية ! أقتنعت كلاب اللوبيات الصهيونية بمنطق القس فرانكلين ! وسكتت عن النباح ... حتي يوم الأحد 9 يناير 2011 ! أما بعد يوم الاحد 9 يناير 2011م ... فالطوفان . معرفة السبب وزوال العجب !! سأل امبيكي صديقه الرئيس سلفاكير , ان كان راضياً عن الدعم الامريكي للحركة الشعبية ؟ رفع الرئيس سلفاكيرعصاه في الهواء , ملوحاً بها , وشاكراً جهود القس فرانكلين جراهام , الذي يجاهد لاستيلاد دولة جنوب السودان المسيحية , من رحم دولة السودان الاسلاموية ! وثمن الرئيس سلفاكير جهود ومجهودات القس فرانكلين جراهام , التي فتحت الابواب علي مصراعيها مع ادارة اوباما , بحيث اصبحت كل الانوار علي الطريق الي البيت الابيض خضراء تسر الناظرين . واستطرد الرئيس سلفاكير ً , قائلأ : جاهدت وتجاهد ادارة اوباما من خلال مجهودات الجنرال غرايشون المقدرة , في جعل الفترة التي تسبق الاستفتاء , فترة هدؤ تام , حتي يتم عقد الاستفتاء في سلاسة ويسر ، ونحصل علي استقلالنا , دون مشاكل ! تصفير المشاكل هو هدف ومنهجية الدور الامريكي في الفترة المؤدية للاستفتاء ! ونثمن الدور الامريكي الذي نجح في التركيز علي الاهم ( الاستفتاء ) , وتجاوز الامور الاخري العالقة مع حزب المؤتمر الوطني , علي الاقل حتي يوم الاستفتاء ... مثلاً : * قبلت ادارة اوباما نتيجة انتخابات ابريل المزورة في شمال السودان . * قبلت ادارة اوباما بفوز الرئيس البشير فوزاً ساحقاً ( اكثر من 90% من الاصوات في شمال السودان ) , رغم انه مطلوب للعدالة الدولية . بل شاركت في حفل تنصيبه رئيسأ ! * جمدت ادارة اوباما اي محاولة من حلفائها لاختطاف طائرة الرئيس البشير , والقبض عليه , وتسليمه للمحكمة في لاهاي , كما يدعو لذلك قرار مجلس الامن 1593. * جمدت ادارة اوباما ملف دارفور , وعملت علي خصى منبر الدوحة , علي الأقل حتي الأنتهاء من عملية الأستفتاء ! * عزلت ادارة اوباما الدكتور خليل ابراهيم وحركته , ومنعت اي سلاح من الوصول الي قوات الحركة , مما سوف يجعلها تلحق امات طه بحلول يوم الاستفتاء . * جمدت ادارة اوباما تفعيل توصيات لجنتكم الموقرة ( لجنة أمبيكي ) , خصوصاً توصيتها بخصوص محاكم الهجين في دارفور , في محاولة لترويق المنقة للرئيس البشير حتي موعد الاستفتاء . * ساعدت ادارة اوباما من خلال مجهودات وتوسط خادم الحرمين الشريفين لدي الرئيس البشير , لتمرير مشروع قانون الاستفتاء ( حسب رؤيتنا ... الحركة الشعبية ) في المجلس التشريعي القومي في 30 ديسمبر 2009م , بعد ان بدأ المؤتمر الوطني في الطنطنة والخرخرة . * سمعت ادارة اوباما بكل مبادرات ومقترحات السيد الامام واثنت عليها , ثم تركتها معلقة في الهواء , حتي لا يشوش تطبيقها علي هدؤ ما قبل اللاستفتاء ! * قدمت لنا ادارة اوباما مساعدات قيمة في مجال الامن والدفاع , والشكر في ذلك لمجهودات القس فرانكلين جراهام . * ضغطت ادارة اوباما علي النظام المصري الذي اصبح يؤيد ويبارك انفصال جنوب السودان جهاراً نهاراً , بل وعدنا بمساعدات مالية معتبرة , وبفتح خط جوي لمصر للطيران , مباشر بين القاهرة وجوبا . + بر القس فرانكلين بوعده , الذي قطعه لنا , بأنه سوف يقلب هوبتين لأحتواء نباح وخربشة كلاب اللوبيات الصهيونية في امريكا , وكذلك نباح السفيرة سوزان رايس التي شمت دم الرئيس البشير , بعد أعلان محكمة الجنايات الدولية أضافة تهمة الابادة الجماعية في ملف امر قبض الرئيس البشير في يوم الاثنين 12 يوليو 2010م . واصل الرئيس سلفاكير في تعداد مجهودات ادارة اوباما في تصفير المشاكل في الفترة المؤدية للاستفتاء ! ابالسة الانقاذ : دخل امبيكي في نوبة تفكير حادة , انسته صديقه الذي امامه ! ثم بادر امبيكي صديقه بسؤال عن امكانية انقلاب هادئ في القصر , من غلاة المؤتمرنجية , أو من زملاء الرئيس البشير في القوات المسلحة , ضد الرئيس البشير , وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية ، ما دام اصبح شوكة حوت , وضد مصالح المؤتمرنجية ؟ وسابقة مفاصلة 1999 عام ضد العراب الأكبر الذي علمهم السحر , تقف شاهدأ علي عدم أستبعاد أي سيناريو , مهما بدأ غير عقلاني ؟ استبعد الرئيس سلفاكير هذا السيناريو قطعياً ! واردف قائلاً : المؤتمرنجية المتنفذون من رجالات الحرس القديم يزايدون علي الرئيس البشير , ويستميتون في الدفاع عنه , وأبقائه رئيسأ للجمهورية ! لأنهم علي يقين تام بأن الرئيس البشير يمثل أخر خط للدفاع عن شخوصهم ؟ اذا تم القبض علي الرئيس البشير بواسطة محكمة الجنايات الدولية , فسوف تبدأ نظرية بيادق الدومينو عملها , ويتساقطون جميعهم , الواحد تلو الأخر , في شباك أوكامبو ! فكلهم في قائمة ال 52 الشريرة ؟ فلذلك أما الرئيس البشير وشخوصهم في كراسي الحكم , واما كلهم في بروش سجون السودان , او زنازين لاهاي ؟ شخوصهم مربوطة ربطأ محكمأ بالرئيس البشير ! الرئيس البشير خلق مراكز قوي متشاكسة داخل المؤتمرنجية ! ومن ثم صعوبة أنقلاب قصر ضد الرئيس البشير ؟ كل هذه المراكز تزايد علي الرئيس البشير ؟ الذي أصبح صمام الأمان لكل مركز قوي ؟ بل صار أما : هو أو الطوفان ؟ بأختصار ليس أمام المؤتمرنجية حول الرئيس البشير , غير الاستمرار في كراسي الحكم ؟ ومن ثم تزويرهم الفاضح البليد غير المبصر والعشوائي , بل العصبي , لأنتخابات ابريل ؟ ورغبتهم في تزوير الأستفتاء كما زوروا الأنتخابات ؟ لأن التزوير والتدليس أصبح منهجأ لهم في العمل السياسي ؟ ولكن اوكامبو في انتظارهم علي الكورنر ؟ ولن يختفي , حتي لو دفنوا رؤوسهم في كل رمال العتمور ؟ تسأل امبيكي هل المؤتمرنجية بهذا السؤ ، مع انهم يبدون له اناس افاضل محترمين ؟ ابتسم الرئيس سلفاكير ابتسامته الماكرة , وخاطب صديقه قائلاً : العزيز تابو ... جوهر المشكلة بيننا والمؤتمرنجية يمكن تلخيصه في كلمتين , كما في مائة ... انعدام الثقة ؟ ثم لم يكن للمؤتمرنجية أي رؤية استراتيجية في التعامل مع مسالة الجنوب ! سياستهم نحو الجنوب كانت بردود الأفعال , سياستهم كانت أمنية بأمتياز , وليست سياسية ! كان المؤتمرنجية يتعاملون مع الجنوب بسياسة القطاعي ... حق اليوم باليوم ! ويوم بكرة ل بكرة ؟ أستعمل المؤتمرنجية سياسة فرق تسد , لفركشة الجنوبيين , وخلق المشاكل بينهم . يفكر المؤتمرنجية دومأ , تحت مواقع اقدامهم , ويتعاملون مع مسألة الجنوب كألية ضغط لتصفية الحسابات , والابتزاز السياسي , والضحك علي ذقون الجنوبيين , في عملية الصراع السياسي العبثية ؟ المؤتمرنجية يرون أنه من المستحيل تقديم أي تنازلات في علاقة الدين بالدولة ! لأن مشروعية حكم الأنقاذ تستند على التوجه الإسلاموي ! وأن أي حديث عن مدنية الدولة سيؤدي إلى تفكيك بنية نظام الحكم الأنقاذي ! المؤتمرنجية يرددون دومأ بأنهم لن يقبلون ب ( بوصة واحدة لتطبيق مدنية الدولة , حتى وإن وقع انفصال الجنوب ) . ويؤمنون بان ّ شعار مدنية الدولة لا يجوز شرعاً ولا قانوناً ، وأن الله سوف يسألهم يوم التغابن عن دينهم , وليس عن تفتيت بلاد السودان ؟ فلسفة وفكر المؤتمرنجية تعتمد علي نظرية هوبز ( لا اخلاق في السياسة ؟ ) ؟ منهجية واليات المؤتمرنجية تعتمد حصرياً علي الكذب والتدليس والخداع والغش . ألم يقل عرابهم في يوم الجمعة 30 يونيو 1989م انه ذاهب للسجن حبيسأ , والبشير للقصر رئيسأ , في اكبر كذبة في تاريخ السودان الحديث؟ كان الشعب السوداني الطيب يتسأل وقتها في عفوية : هل هؤلاء الرجال جبهة ؟ الأخونجي , الجبهجي , الأنقاذي , المؤتمرنجي ... كلها من أسماء أبليس , الذي يغير اسمائه , كما تغير الحرباء لونها ؟ بدأ المؤتمرنجية بالكذب ! واستمرأوا الكذب , فولغوا فيه , واصبح طبعاً بعد ان تطبعوا عليه طيلة ال 21 سنة الماضية ! واصبحوا يؤمنون بان الكذب حلال , بل فيه الفلاح ! بدليل استمرارهم في السلطة طيلة العقدين المنصرمين ! اصبح الكذب ظاهرهم وباطنهم ! والذي دفع الفاتورة هو الشعب السوداني , الذي سوف يري السودان ينفصل الي دولتين ! لاننا في الجنوب لن نستطيع التعايش مع المؤتمرنجية , الذين لا يرعون العهود , ولا يحترمون المواثيق ؟ بل يعتمدون في شعارهم في العمل السياسي علي نظرية ( رزق اليوم باليوم ) , قصيرة النظر التي فجرت محنة دارفور ؟ المؤتمرنجية يؤمنون بالاسلاموية , ولا يؤمنؤن بالاسلام ! الأسلام دين الله ورسوله محمد . الأسلاموية أيدولوجية مثلها مثل النازية أو الفاشية , تنبني علي فهم خاطئ لصحيح الاسلام , أيدلوجية ظلامية تعتمد علي أقصاء وتكفير الاخر . العزيز ثابو ... المؤتمرنجية ابالسة الانس والجن ! فاحذرهم ! قاتلهم الله اني يؤفكون . يتبع الحلقة الخامسة