هناك فرق اكذب عليّ! منى أبو زيد أحد كتاب الصحافة السعودية نسيت اسمه الكريم في لُجَّة الإحباط والذهول دبَّج مقالاً ساخناً.. غاضباً.. مناشداً وزراء النقل العرب في شأن يعتبره (هو) حديث الساعة الخليجية.. أو تدرون ما هو؟! كتب الرجل متحدثاً عن مأساة السياح الخليجيين مع الطرق البرية في بلاد الشام أي والله ! فآلاف الأسر الخليجية تسلك الطريق الخطير.. من منفذ المصنع (اللبناني) حتى منطقة بحمدون (اللبنانية).. وهو طريق ليس له أكتاف.. ولو خرجت سيارة السائح الخليجي عن مسارها إلى اليمين نصف متر فقط لا سمح الله فإنها سوف تنقلب على الفور! وعليه فإن كاتب المقال الذي نما إلى علمه أن هنالك مجلساً خاصاً لوزراء النقل العرب، يرجو معالي وزير النقل في بلاده أن يضع هذا الموضوع (أخطار الطرق البرية المحدقة بالسياح الخليجيين في لبنان وما جاورها) على قائمة الموضوعات التي يجب مناقشتها خلال الاجتماع القادم لمجلس وزراء النقل العرب.. (اللهم لا حسد)! مهلاً.. ليس ذلك فقط بل اقترح الرجل على دول الخليج العربي أن تطرح تمويلاً ضخماً إن كانت تلك الحكومات الشقيقة المجاورة غير قادرة على تحسين طرق بلادها.. ليس من أجل خاطر عيون فيروز وأخواتها.. بل من أجل أمان وسلامة السائح الخليجي في لبنان! لاحظ أن السياحة عموماً سلوك اختياري ينتمي إلى فصيلة كماليات المعيشة.. ومع ذلك لم يطالب الكاتب بمنع السياحة الانتحارية في لبنان.. مثلاً.. بل طالب حكومة بلاده بمساعدتها على تمهيد الطريق أمام سياح شعبها! اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا وهواننا على الناس.. لبنان السعادة ذاتها، هي القاسم المشترك بين دلال البعض ومذلة البعض الآخر.. ولله في خلقه شؤون.. دستة مساجين سودانيين وليسوا سياحاً! نفذوا إضراباً عن الطعام لمدة أربعة أيام.. في أحد السجون اللبنانية.. مطالبين بترحليهم بعد انتهاء محكومياتهم منذ أكثر من شهر.. الأمر الذي يعيد تكرار تفاصيل إضراب سجن بعلبك الذي اندلع قبل أسابيع.. ولنفس الأسباب! والآن مستصحباً مناشدة الكاتب السعودي المذكورة آنفاً بشأن راحة وسلامة سياح بلاده صدِّق أو لا تصدق.. الأمن العام اللبناني أعلنها صريحة هذه المرة عملية ترحيل هؤلاء السجناء مرتبطة ب (تعاون سفارة بلادهم)! هل من الحرام أن نسأل؟!.. ما هو نوع التعاون المطلوب يا ترى؟!.. ولماذا لا تريد سفارة السودان أن تتعاون لإطلاق سراحهم؟!.. وما شأن الآخرين الذين لا (يرعى) بعض مواطني بلادنا (بي قيدهم) في أراضيهم بأحوالنا القومية ومشكلاتنا الداخلية.. ما علاقة الواجهة الخارجية للبلاد بمآلات الاستفتاء وتقرير المصير.. وحدة كان أم انفصالاً؟!.. ثم .. أخيراً وبمنتهى الصدق والحزن والإحباط ما هو مفهوم العار بالله عليكم؟!.. إذا لم يكن العار هو (تَمنُّع) وتلكؤ سفارة بلادك عن التعاون مع الأمن العام في بلاد الناس لتذليل صعاب احتجازك قسراً.. وقهراً.. ومجاراةً لواقع مفاده أنك منبوذ بحسب سفارتك..؟! لا حول ولا قوة إلا بالله.. الآن فقط عرفنا لماذا غنت فيروز (تعا ولا تجي.. اكذب عليا.. الكذبة مش خطية.. أوعدني إنو راح تجي.. وتعا ولا تجي) ؟! .. لأن في بعض التظاهر بالاهتمام حفظ ل (بعض) ماء الوجه! التيار