تراسيم.. الوحدة الكاذبة !! عبد الباقي الظافر احتار الأستاذ باقان أموم من أي الأبواب يدخل إلى مقر مجلس الأمن الدولي في نيويورك .. ماكان يمكنه أن يتحدث باسم الخارجية السودانية .. وهو الذي يستنكف أن يزور مقر سفارتها بمنهاتن .. ومنصبه الحزبي في الحركة الشعبية لا يتيح له مخاطبة المجلس الموقر .. انتهت حيرة السيد باقان بأن يجلس مستمعًا في المقاعد المخصصة للصحفيين.. رغم ذلك الحرج البروتكولي .. استطاع السيد باقان أن يحصد ثمار رحلته إلى ما وراء المحيط الصاخب .. فقد التقى الرجل بكل الرجال الذين يصنعون الأحداث في البيت الأبيض ..ثم انتزع وعدًا من الصين وروسيا أهم حليفين للخرطوم .. بأن يحترما خيار أهل الجنوب إن اختاروا الانفصال في الاستفتاء المقبل.. لما هبط باقان بمصر .. خاطب جنوبييها وقال لهم في لسان مبين.. إنه يفضل الانفصال وإن الوحدة تحتاج إلى سودان جديد. الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب .. استطاع أن يحتفظ بابتسامة بيضاء عندما يغضب الشريكان .. بل كان رفيق الأستاذ علي عثمان وهو يبشر بالوحدة في أحراش الجنوب ..النسخة الأخيرة من مشار أبانت عن وجه انفصالي .. مشار صرح للعالمين بأن لا سبيل للوحدة .. حتى إن أمست جوبا مثل جوهرة الخليح دبي . حتى ابن الجزيرة الخضراء ياسر عرمان .. قد ارتدى قناعًا جديدًا .. وترك وراءه شعارات الأمل والتغيير .. فقد صرّح مرشح الرئاسة السابق من قاهرة المعز قائلاً:(انفصال الجنوب سيعطي مزيدًا من الدفع لباقي الأقاليم للخروج من سيطرة الدولة المركزية في السودان) .. بمعنى أن الأستاذ ياسرعرمان قد تجاوز محطة جوبا العاصمة المستقلة .. وطفق يبحث عن عواصم أُخر تشق عصا الطاعة على الوطن الكبير. من قبل هؤلاء .. وفي لحظة صفاء خاطب الرئيس سلفاكير جموع المصلين في كنيسة بالجنوب حاثا إياهم للتصويت للانفصال .. إن كانوا يريدون العيش كمواطنين درجة أولى في بلدهم. معسكر الوحدة في الحركة الشعبية يفقد كل يوم رجلاً رشيدًا .. والخطة تقضي أن تتحدث الحركة الشعبية بلسان وحدوي حتى تكتمل كل معالم الانفصال على الأرض .. ثم يشذ عن القاعدة نفر قليل .. وكلما اقترب أهل الجنوب من يوم الاستفتاء .. وجدوا معسكرالوحدة يتناقص شيئًا فشيئًا .. هذا التكتيك يجعل الحركة الشعبية تناور شريكها في مساحة أرحب .. ولهذا لن تقبل حكومة الجنوب بتأخير الاستفتاء إلا لأسباب قاهرة جدًا. تصريحات لوال دينق وزير النفط المؤيدة للوحدة تتفق مع خطة الانفصال الهادىء .. لوال دينق يتجرأ ويتهم الأمين العام بخيانة مبادىء القائد المؤسس قرنق.. ثم يمضي إلى مكتبه مبتسمًا. يا أهل السودان! الحفاظ على الوطن الآن موحدًا.. أو شقّه إلى بلدين بيد الحركة الشعبية وحدها. التيار