ساخر سبيل فى كلام تااانى الفاتح يوسف جبرا تَوقّفَت طويلاً عزيزي القارئ قبل أن أهدأ شوية و«أروق» لأبدأ في كتابة هذا المقال )غير الساخر).. اليوم هو الأربعاء الأول من شهر سبتمبر.. الساعة الآن التاسعة والنصف مساءً.. قبل قليل (في حوالي الساعة التاسعة)، كُنت ماراً بشارع «الحرية» بالخرطوم حيث طلب منى أطفالي التوقف عند مشاهدتهم لمحل لبيع الآيسكريم، بالفعل توقفت أمام المحل الذي يفتح على الشارع العام، لكنني وحرصاً مني على ألاّ أقف في (الظلط) فقد قمت بإيقاف العربة فى طرف الشارع الجانبي حتى يكون الأطفال تحت ناظري. نزل الأطفال لشراء الآيسكريم وبقيت أنا وزوجتي في انتظارهما وفي هذه اللحظة حاولت إحدى العربات أن تمر، غير أن عربة في الإتجاه المعاكس لم تسمح لها (لوجود عربتي) فقمت على الفور بالتوغل قليلاً داخل الشارع مفسحاً الطريق، غير اننى فوجئت بعد ان توقفت تماماً بالعربة التي خلفي تقف حذائي مباشرةً وهي عربة بيضاء (نقل) عليها السائق وشخص آخر يجلس بالمقعد الأمامي، حيث تبينت بعد مسافة من الوقت أنهما يرتديان زي الشرطة، فصرخ فيّ الذي من ناحيتي قائلاً: - أنزل يا زول وجيب رخصتك..؟ وفي هذه الأثناء قفز السائق (قفزة مظلية) من المركبة (العالية) ووقف على بُعد أمتار أمام عربتي في مُواجهتي (على طريقة أنزل وخت إيديك في رأسك).. وهو يشير لي في عصبية ويأمرني في حدة: - أنزل يا زول بسرعة وجيب رخصتك.. لوهلة ظننت أنني أشاهد أحد أفلام (الآكشن)، أخذت رخصتي من درج العربة ونزلت مُتجهاً (للزول النزل ليّا)، غير أنّه خاطبني وهو يُشير لي للشخص الذي لا يزال في العربة. - سلِّمها لي جنابو هناك! وامشي ورانا القسم! بالطبع عزيزى القارئ لا يمكن لأي عاقل بالغ رشيد إلا أن يسأل روحو في هذه اللحظة عن (الجريمة) النكراء التي اقترفها، لوهلة اعتقدت بأن (الناس ديل) مشبهين عليّا وأن هنالك مجرماً هارباً (يشبِّهني) أو أنّ لوحة عربته قريبة من لوحة عربتي، فكان أن توجّهت بالسؤال (لجنابو): - لو سمحت ممكن بس أعرف أنا عملتَ شنو..؟ - (في إزدراء): يعني ما عارف..؟ - واللّه ما عارف! - لمن تمشي معانا القسم ح تعرف! - جميل.. أنا ح أمشي معاكم القسم بس ممكن توروني الحاصل شنو..؟ - الحاصل إنك واقف ما تمام! - الحقيقة الأولاد نزلوا يشتروا آيسكريم من المحل ده وأنا ما عاوز أقيف بعيد عشان يكونوا قدام عيني وبعدين أنا ما قافل الشارع والشارع فااااضي وممكن براحة إنتو تمروا - (سؤال مفاجئ): إنتا جنسك شنو..؟ على الرغم من أنني لم أعرف المغزى من هذا السؤال إلا أنني أجبته في استغرابٍ: - سوداني! هنا ناولني (رخصة قيادتي)، في ذات الوقت الذي إعتلى فيه (السائق) مقعده وأنا ما زلت في تلك الحالة من الإندهاش الذي جعلني أخاطبه قائلاً: - أنا ما شايف يا ابني الحاجة العملتوها دي بتتناسب والشئ الحصل، الزول المعاك ده (أقصد السائق) يتلب من العربية (زي الكوماندوز) ويتعارض ليّا بعيد قدام عربيتي (زي العامل ساتر) ويكورك فيني (أنزل ... أنزل) وأنت بي جايي برضك (أنزل يا زول وامشي ورانا القسم).. وكمان المسألة جابت ليها (جنسك شنو)! - (جنابو والسائق في نبرة واحدة): والله إنتَ لو ما زول كبير كان ممكن يكون في كلام تاني! ثم انطلقت رقم (39082) شر طة وتركتني و(أبنائي) في ذهول وتوتر نحاول أن نجد تفسيراً لما حدث! عزيزي السيد مدير عام الشرطة: حتى ترون بأنفسكم أن ما حدث من (ترويع) و(إذلال) و(إرهاب) لا يتناسب مع المخالفة (إن وجدت)، وأن الموضوع ما بيستاهل الكلام العملوهو (أولادنا ديل)، فإنّني على أتم إستعداد لتمثيل (الجريمة) في موقعها!! كسرة: ده كلو طبعاً كوم وحكايَة (إنتَ جنسك شنو) دي كوم تاني!! أكون (صيني) ومش واخد بالي..؟ الرأي العام