رأي إبتهالات ورجاءات بمناسبة أيام العيد الطيبات محمد عيسي عليو لقد أقبل العيد، ويجب ان تكون الفرحة والبسمة هما اللتان تكسوان الجبين للطاعة الالهية التي التزمنا بها وللتوفيق الذي منّ الله علينا، حيث وفقنا لصيام رمضان وقيامه. على العكس تماماً العصاة الذين فرطوا في هذه العبادة التي لها دلالات عظيمة، ففي هذا اليوم يكسو وجوههم السواد، ويغشى قلوبهم الاضطراب، وتستفزهم اطرافهم ومشاعرهم لماذا لم يسخروها لطاعة الله، ولأن ربنا صبور حليم وجعل من الصبر إسماً له لم يخسف بهم الارض ولم يطبق عليهم الجبال، ولم يفرقهم بماء بحاره وأنهاره، وانما اصبحهم حتى يوم العيد بكامل صحتهم في ابدانهم وازواجهم واولادهم، بل ربما زاد بعضهم منعة في المال والولد.. يا الهي ما اصبرك وما احلمك!! قيل ان رجلاً جاء لسيدنا ابراهيم عليه السلام او ربما الى نبي آخر، رجل ملحد كافر بالله ورسله وبلغ من العمر اكثر من سبعين عاماً، وهو في ضيافة ذلك النبي، اذ تجرأ على الله سبحانه وتعالى بما لا يليق فلم يتحمل هذا النبي هذا الالحاد فطرده، فاوحى اليه الله سبحانه وتعالى قائلاً: يا فلان ان هذا الرجل يسبني طول هذه السنين وارزقه من حيث لا يحتسب افلا تصبر عليه برهة وتطرده من ضيافتك، فجرى النبي ليلحق بذلك الرجل ليعتذر له فلم يجده. سبحان الله يا ربنا يا صبور يا ودود يا ذو العرش المجيد، فعال لما يريد، لقد مننت علينا يا ربنا بان وفقت هذه الامة لصيام رمضان وبلغتنا عيدنا يوم الفرحة ويوم الاكل والشرب وحسن التبهل وحسن التعاشر مع الجميع، يوم الصفح والعفو، يوم مراجعة الناس والاستغفار لكل ذنب فات، والاستعداد لفتح صفحة جديدة بيضاء من غير سوء لكل يوم آت، وعندما تدنو الارض من السموات تكون ان شاء الله الآمنين من عذابه في كل الاوقات. اما بالنسبة لنا كسودانيين جمعنا الله في هذا القطر الذي من الله علينا بكل الخيرات، امطار تفيض علينا من السماوات وانهار تحمل الينا ماءً غير آسن تنبت منه الزرع وتملأ به الضرع، وبحار تمخر عليها الفلك التي تواصلت عليها الشعوب قبل ما تخلق العربات والطائرات، ونغوص في باطنها لنحصل على اللآليء والمرجانات ونأكل منها لحماً طرياً من اسماك من احلى الوجبات وفي هذا القطر الفسيح من الله علينا بانعام، من كل الازواج التي ذكرها الله سبحانه في كتابه ذو المكرمات من الضأن اثنين ومن الماعز اثنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين وهكذا اكتملت عندنا نعمة الانعام التي لم يخلق مثلها عند كثير من اهل الصحراوات.. كذلك وفق الله الافئدة لتهوى الينا حتى اكتملت امة السودان بجنود لا قبل للدول بمثلها شجاعة وجسارة حتى تشرشل قال في معركة كرري لم نهزمهم ولكن ابدناهم بقوة السلاح.. اضبطوا اين محكمة لاهاى في بند الابادة الجماعية؟ وزاد تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في فترة الحرب العالمية الثانية والمراسل الحربي لمعركة كرري عام 9981م.. ربما نجد شجاعة تضاهي شجاعة الانصار ولكننا مطلقاً لن نجد شجاعة تفوق شجاعة الانصار «كتابه حرب النهر». ورزقنا الله بامهات مؤمنات طائعات، ومقاتلات، ويعرفن فنون الاستخبارات كرابحة الكنانية التي اسعفت الجيوش المهدية بغزير المعلومات.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل قدرنا هذه النعم حق قدرها، ام فرطنا فيها حتى تركنا الاستعانة ببعضنا البعض، وطلبنا المعين من اقاصي الديار وحتى من الخواجات، الذين كانوا لنا بالامس بالمرصاد! الله المستعان. اعتقد اننا نسينا انفسنا وانسانا الله اياها، حتى ان البطن تنوم متخمة ولا تعلم بان جارها في إيلام، ولذلك ربما افتقدنا شرط ترى المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وكذلك افتقدنا الاحساس باهمية الاوطان، اذ الآن في طريقنا لقطع ثلث البلاد وثلث السكان، ولا ينتابنا الشعور بالندم والخزلان بل تكسو وجوهنا الضحكات تلو الضحكات هل قلوبنا وصلت مرحلة الممات؟! يا ربي يا غفور أغفر لنا ذنوبنا ولا تؤاخذنا بكل هذه الاسرافات التي سلفت فينا، ولين القلوب حتى تنمحي عنا كل العداوات والخصومات بيننا نحن أبناء الوطن الواحد وتهب لنا بفضلك اتفاقيات ليست كالسابقات تعود لنا باهلنا النازحين والنازحات، اللاجئين واللاجئات ويعود لنا جنوبنا لتتسالم وتتشابك ايادي الشماليين بالجنوبيين والجنوبيات بالشماليات، وهذا ليس على الله ببعيد إذا اصلحنا بما في أنفسنا، وصدق الله العزيز القائل لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، صدق الله العظيم الصحافة