.. لندن [email protected] هل جربت يا اخي ان تتم اي معامله رسميه حكوميه او مصرفيه في احدى البنوك السودانيه في السودان او اي مرفق حكومي يقوم بخدمة الجمهور ؟ اتوقع ان تكون الاجابه .. نعم .. حسنا .. ماهو الانطباع الذي تخرج به بعد نهاية المعامله ( هذا اذا انتهت ) مصرفيه كانت ام حكومية ؟ اتوقع ان تكون الاجابه كنت .. مستاءا جدا .. السؤال الثالث لماذا ؟ هنا اسمح لي ان اجاوب نيابة عنك عزيزي القاريء .. نلاحظ دائما عندما نأتي لموظف حكومي كان او غير حكومي ( صرة الوجه الظاهره البارزة التي لا تغبى على احد ) وكانما هذه الصره جزء لصيق واصيل من اي وظيفه في هذا البلد السمح .. وكانما المعاينه الاولي لقبولك لهذه الوظيفة كانت تشترط .. ان تكون عبوسا قمطريرا .. كاليوم المذكور.. اوكأنما المعاينة الاولى لقبولك في الوظيفه تشترط .. ان تكون صارم القسمات .. تهزم المواطن بنظرة واحده تجعله يترنح .. قبل ان يشرع في شرح معاملته او يقدم مستنداته .. وذلك حتى تزلزل دواخله وتهزمه نفسيا ( وايضا تهزم جيش المواطنين العرمرم الذي ينتظرمن خلفه بنظرة واحده قاضية .. حتى اذا وقف احدهم امامك فيما بعد يقف كما التلميذ البليد..) قبل ان يبدأ حتى بالسلام الذي لايجد له ردا مع ان رده فرض على كل مسلم عاقلا وبلغ الحلم .. وخاصة في رمضان كأنما رد السلام يبطل او يبجرح الصيام في قاموس الموظف وطبعا في غير رمضان ايضا و في كل شهور الله الحرام والغير حرام العربية منها والافرنجيه .. الموظف في السودان يشعرك اولا بأنك جاهل في كل شيء لا تجيد الكتابة ولا القراءة ولا تحسن التفكير ولا التصرف ولا حتى الوضؤ او هكذا يجب ان تكون طالما انت واقف امام جلالته وحضرته يجب ان تتجرد من كافة انواع العلوم والمعارف و كل الثقافات وان تتجاوز عن كل السخافات .. كما يجب ان توافقه الراي في كل شيء يختص بالمعامله التي حضرت من اجلها او غير هذه المعاملة او اي موضوع اخر حتى لو كان من صميم اختصاصك وهو لا يفهم فيه شيء .. كما لاتنسى ابدا ان تذكره بان كلامه صحيحا مائه في المائه وانه عين العقل .. وان يكثر الله من امثاله .. ويجب ان يكون كلامك نابعا من دواخلك حتى اذا نظر اليك وجد كلامك مطابقا لقسمات وجهك والا تبدو انك مستاءا من اي شيء ( يعني تنافق تمشي حالك ) وياويلك اذا حولك هذا الموظف الى موظف اقدم منه وظيفة او ارفع منه درجة .. تدخل الى المكتب المهاب فيلحظك الموظف بنظرة فاحصه سريعة واحيانا غير سريعة متأملا فيك وبالطبع تذداد صرة الوجه وقساوة القسمات بينما يذداد قلبك خفقانا حتى يشعرك بأنه ماليء هذا المكتب هيبه ووقارا( وما ادراك ما الهيبة والوقار في السودان .. الهيبة والوقار في السودان لا تتأتى الا بالصرامه الواضحة للعيان .. الجلية التي لاشك فيها ولا ارتياب ولا التباس .. ولا تحتاج الى تفسيرا او شرحا .. يعرفها كل عاقلا راشدا.. قاصيا كان ام دانيا .. حاضرا كان ام غائبا.. ويدركها كل صحيح معافى او مجنونا يحمل شهادات معترف بها ) (هذا هو التعريف الرسمي للهيبة والوقار في كل المرافق الحكومية والغير حكومية وكل المراكز الخدمية في السودان المتفق عليه حسب علمي..جاء ذلك في قانون ارهاب المواطن .. واعتقد انه اجيز من مجلس الشعب نسبة لعدم وجود اي اعتراض عليه من اي من اعضاء مجلس الشعب الموقر ) .. ( عرفت فألزم.. ) وكلما تدرجت الى الموظف الاعلى ثم الاعلى تجد ان صرة الوجه في زيادة واضطراد الى ان تجد في النهاية ( بوز فقط بدون وجه ) لا تستعجب وتتصور ان هذا الموظف بلا وجه .. لا .. له وجه .. ولكن بوزه يطغى على وجهه ولذلك اذا تأملته جليا ستجد وجها يختفي تحت تلك الصرة العظيمة العملاقة وانه من الملتزمين بتعريف الهيبة والوقار.. .. احزر .. واذا رايت رجلا مسنا ا يسير في الشارع وبه اثار صرة قديمه ( كأثار الجمال في المرأة التي تقدم بها السن ) فأعلم يا اخي انه كان مسوؤلا حكوميا كبيرا في يوم من الايام .. ( سيمائهم في وجوههم ) قال النبي صلى الله عليه وسلم :- ( تبسمك في وجه اخيك صدقه) ولم يستثني الموظفين من ذلك يا اخي .. ثم انت هنا في هذه الوظيفة لخدمة المواطن ارجو ان اذكر اخواني الموظفين بذلك فقد كنت موظفا في يوم من الايام كما ان المرتب الذي تتقاضاه هو من الضريبة التي يدفعها هذا المواطن .. لاجل ان تخدم هذا المواطن بحفاوة وطلاقة وجه وان يكون دائما عملك هو ان تريح هذا المغلوب على امره الذي يتكبد كل العناء في الحضور الى الجهة التي يجب ان تنصفة .. واذا استلمت ملفه يجب ان تكون مسؤولا عن تلك المعاملة حتى النهاية او هكذا يفترض ان يكون .. ثم هناك شيء اخر لابد يا اخي الموظف انك تكون ( مواطنا ..) احيانا .. .. اذا ذهبت لاتمام معامله خاصة بك في مرفق اخر ليس لك به علاقة .. هل تقبل المعامله الغير لائقة من موظف اخر ( اعتبروا يا اولي الالباب ) ندائي للمسؤولين الكبار نرجو منهم اولا ان ( يفردو وجههم ويطرحوه ) حتى يسمعوا هذا النداء .. نرجو ان يخضع كل موظف في الدوله لكورس (كيفية معاملة المواطن ) ان المواطن لا يتسول حينما يأتي لاتمام اي معاملة تخصه في اي جهة حكوميه او خلافه بل بالعكس تماما انه يدفع كل الرسوم والجبايات التي تفرض عليه ومنهم من يقترض المال ليدفعة للحكومه نظيرا لمعامله لا تساوي شيئا وبعد ذلك يلقى من سؤء المعامله مايلقاه .. والله حرام .. والله المستعان .. انتهى طبعا انا لا اعمم هذا القول .. ( واقول الا من رحم ربي ) .. وأرجو ان يذيده رحمة فهل تكون ايها الموظف الذي يقرأ هذا المقال ممن رحم ربي .. ارجو ان يكون كذلك.. وان كان لا .. ارجو ان يرحمك ربي .. سيف الاقرع .. لندن [email protected]