قصه من الواقع أدنبره المحارب طلال ابراهيم محمدين [email protected] المجد للشيطان .. معبود الرياح من قال لا..في وجه من قالوا نعم من علّم الانسان تمزيق العدم من قال لا .. ولم يمت ، و ظل روحا أبدية الألم ! معلّق أنا .. على مشانق الصباح و جبهتي - بالموت - محنيّة لأنني لم أحنِها .. حيّة !! جزيل الشكر والتحية للشاعر امل دنقل مؤلف الأبيات أعلاه انها قصة نضال ( الاطفال الرجال) وحكايات ابطال من الهامش قد يمر مرور الكرام اذا لم نمعن التأمل في لحظتها ، وفي الحياة كثير من المواقف مررنا عبرها دون ملاحظتها ولا اطيل المقدمه حتي لا افسد روعة الحدث. محمد ابكر اسماعيل(أدنبره) والشهير بجني جيش أدنبره، في ثانيه عشر من العمر ولد في نواحي طويله وترعرع داخل الحركه ووالدته في معسكرات النازحين ولم يقابلها منذ تمرده ويعمل مقاتلا منذ 2005م. في 17/02/2009م تحركت الحكومة بقوه قوامها 6دبابه و270 لاندكروزر و40 شاحنه امداد وجنود و3ابابيل و2 انتنوف للقضاء علي المتمردين في جبل مره وحولها وحينها كانت العدل والمساواة عادت من شرق دارفور وارتكزت في شرق جبل مره وتحديدا في (دوبو المدرسه) وكنا مرتكزين في المشروع ،وصل زبانية النظام الي منطقة الملم ومنه تحركت الي دوبو وعند صباح الباكر بدأنا نسمع هدير دانات الهاون ( التدوين) وازيز الانتنوفين في السماء واتصل بنا الرفاق ليعلمونا بتحرك العدو، وحينها كنا علي بعد 40 كيلو تنادينا متسرعين للركوب في العربات . وصلت مهرولا للعربه وعند ركوبي لاحظت الرفيق الصغير (ادنبره) راكبا وهو ممسكا بسلاحه فطلبت منه النزول والبقاء الي حين عودتنا ،فرفض بشده وقال: لم أتي للثوره كي أبقي في الخلف ..لقد أتيت للقتال والمواجهه وهي ليست الاولي قطعا ولن تكون الاخيره وانني مخالف للتوجيهات من الآخر كدا !! فانزله الرفاق وعندها تقدمت جل العربات لانها لحظات لا ينتظر فيها احدا احد الكل يريد ان يكون الاول في الاشتباك، وتحركنا للحاق بالرفاق ولكن تبعنا ادنبره راجلا ووهو يبكي ويطلق الاعيره في الهواء من فرض الغضب والحرقه...رجعت لنفسي وتأملت كثيرا تصرف هذا الصغير...وبدأت الاسئله تتوارد في بالي: لماذا يبكي هذا الصغير عندما ابعدناه من القتال ؟ وأقرانه في جميع انحاء الدنيا يبكون في هذه الساعه لانهم لم يرتووا من حليب الصباح. مابال الصغير يجري كل هذه المسافات للمشاركه في القتال واصحابه يجرون وراء الكره لركله لماذا يقوم ادنبره ورفاقه منذ ال5 صباحا لاداء فروضهم اليوميه وقضاء حاجاتهم دون اتكاليه لاحد والآخرين من امثالهم يستعدون لبدأية يوم دراسي جديد في المدرسه ويتم تجهيزهم من قبل امهاتهم..وعند هذه النقطة عزمت علي إرجاع هذا الصغير ورفاقه للمدارس مهما يكن عند عودتي .. حضرت نفسي في دقائق لمواجهة الزنادقة وقد كان الانتصار وفي طريق العوده وجدت ادنبره وقد شارف علي الوصول وقد نال منه التعب الكثير، وعند علمه بانتهاء المعركه ودحر العدو لم يجف له دمع حتي المغربيه، وفي اليوم الثاني طلبت منه تحضير نفسه والاستعداد ووداع الرفاق للالتحاق بالدراسه في اقرب فرصه ولكنه رفض غليظ الرفض والح عليه الجميع بما فيهم القياده واصبحت امرا وتوجيها يلزم الالتزام به فغادرنا خلستة في ليله مشؤومه والتحق برفاق آخرون لمواصلة نضاله من تلك النواحي وهو يردد كما اتصور: لا المعارك تهز يقينا ولا فصول المدرسه بتودر طريق الكادحين لا وردة الدم الفي قلوبنا يوم بتطفيها الرياح ليلم الخوف والكوابيس والخيانه.. ونحنا قدامنا الصباح ،،ونحنا قدامنا الصباح..... حقا رفيقي الصغير نحنا قدامنا الصباح ونتسأل الي اين يذهب موتي الوطن..لانهم قررو ان نموت ليبقي النظام ،لن تنطفي جزوة النضال التي أتقدت في دواخلنا مهما طال الصباح