وحدة (ضرب الرُكبْ)...!! د.مرتضى الغالي أحد من أصبحوا من المسؤولين الكبار الآن في السلطة والعمل السياسي سبق أن صفع استاذه الجامعي في موقف مشهود.. فماذا يعني هذا إذا كان الناس لا زالوا ينتظرون (من هذه الشاكلة) ان تتعهّد بتربية المواطن السوداني، وتعمل على وحدة الشعب ورفاهيته..! ما مناسبة هذا الكلام؟! نترك مناسبته إلي النهاية... ولكن نتساءل في اتجاه آخر ونقول: هل الحركة الشعبية (هي وحدها) التي ترفض البقاء في وطن يفتقر الي العدالة والمواطنة المتساوية؟! وهل يمكن ان يكون البديل هو الوحدة التي تتم تحت التهديد والوعيد والقهر؟؟! هذا ما نسمعه الآن من كثير من يتقلّدون المناصب القومية الحسّاسة... فقد سمعناه من وزير الاعلام، وسمعناه - وياللمفارقة- من رئيس برلمان، وسمعناه من قادة المؤتمر الوطني الذي هم قادة الحكومة، وتنعقد تحت ايديهم كل خيوط السلطة وقرارات مصير السودان.... وفي هذا السياق تعجّب أحد الاخوة الجنوبيين من مناصري الوحدة؛ وقال في مقال بالصحف انه لا يدري ماذا يقول لجماعته من الاخوة الجنوبيين المؤيدين للوحدة بعد حديث وزير الاعلام... خاصة وانه من الناشطين في العمل العام من أجل الوحدة.. وقد قام قبل أسابيع بعقد ندوة بالرنك يدعو فيها للوحدة.. فماذا يقول بعد الآن والناطق الرسمي بإسم الدولة والحكومة يقول انهم سوف يمنعون أي جنوبي من حقنة مستشفيات الشمال...؟! وحق له أن يتساءل: هل يبيح الدين منع أي شخص من العلاج تحت أي (واقع سياسي) أو أي (موقع جغرافي) ؟! المشكلة كما صوّرها كثير من المواطنين والمراقبين هو ان القرار الآن قد أصبح في يد مجموعة غير مؤتمنة على القرارات الكبيرة و(السنياريوهات العاقلة) التي تحتاج الي رجال دولة يزنون الأمور بموازين الذهب، أو كما كان يقول الملك الحسن بميزان (بيض النمل) كناية عن الدقة المتناهية في الاعتبارات والحيثيات... فمن أين للسودان الآن بمثل هذه الرجاحة من رجال سلطة اصبحوا يطلقون (اسوأ ما يمكن الحصول عليه من تبغ المكايدات الطفولية) متلاعبين بمصير وطن بحجم السودان؛ صاحب الموازين الثقيلة في ميادين الحضارة والثقافة والتاريخ والمواريث، علاوة على نبل طينة إنسانه، وثراء موارده، وعبقرية مكانه في محيطه وقارته ومنطقته ومداراته؟؟ لقد وقع السودان (في شر أعماله) كما يقولون.. وتجنّت عليه مصائره بغياب الشخوص ذات الرجاحة والمسؤولية والهمّة العالية، التي تستطيع ان تعبر بالأوطان الي (بر السلامة) عندما تدلهم الأمور.... ولكن يجب ان يعلم (الغاشي والماشي) ان مطلب الوحدة يتطلّب العدالة والمواطنة والديموقراطية... وليس أهل الجنوب وحدهم الذين يطلبون شرط المواطنة والمساواة مهراً للوحدة.. ولا نظن ان احداً يمكن أن يرحّب بوحدة تقوم على القهر و(النصب) والإذلال.... ويمكن ان يكون في ذلك إشارة إلي ما بدأنه به من (سوء التربية) الذي يسوّغ للتلميذ صفع معلمه.. بإسم الانتماء للتنظيم....والله على المفتري..!! اجراس الحرية