اوراق متناثرة عرش جائزة السلام!! غادة عبد العزيز خالد بدأت اللجنة المسئولة عن جائزة نوبل في إعلان اسماء الفائزين هذا العام، فظهر الفائزبجائزة نوبل في الطب وآخر في الكيمياء ثم الأدب. كل هذه الجوائز كانت تحيطها مظاهر الفرحة والإحتفاء بالفائز الذي تسعى وكالات الإعلام لنيل كلمة منه حتى تتمكن من إذاعتها للعالم الذي بشوق يترقبها. ثم أعلن عن جائزة نوبل للسلام في يوم الجمعة، 8 اكتوبر، وبدلا من ان يحيط السلام جائزة السلام بدأت المشاكل والخلافات. نال جائزة نوبل للسلام هذا العام الصيني (ليو زياوبو). ولد ليو في اسرة تهتم بالتعليم والثقافة، وتشبع بتعاليمها هو، فلقد تدرج في دراسته حتى نال الدكتوراة في عام 1988، واحب ليو ان يتواصل مع العالم الذي يحيطه، فعمل كاستاذ زائر في عدد من الجامعات العالمية مثل جامعة اوسلو وجامعة كولمبيا الأمريكية العريقة، حتى كان عام 1989، كان ليو لا يزال بامريكا حينما بدأت مظاهرات ساحة (تيانانيم) الشهيرة بالصين. لقد قاد المظاهرات مجموعة من الطلبة والمثقفين الذين كانوا يطالبون بمزيد من الحريات السياسية. وإستمرت المظاهرات اسبوعا كاملا حتى قامت القوات الصينية بإستخدام القوة لتفريق المتظاهرين المسالمين. وترجح التقديرات العالمية ان عدد القتلى يتراوح ما بين ال(400-800) شخص. وازعجت انباء الصين ليو، وقرر العودة فورا إلى بلاده. وما ان وصل، حتى قام ليو بالإعلان من موقفه الرافض تجاه ممارسات حكومته، بل وطالب بان يحاسب كل من وافق على المجزرة التي وقعت بالميدان. وكانت النتيجة اعتقال ليو لسبعة اشهر، لكنها كانت البداية لسلسة من الإعتقالات. فلقد اعتقل مرة ثانية في 1995، ثم حكم عليه بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات في 1996، وفي خلال العام الماضي، 2009، حكم على ليو بالسجن لمدة احد عشر عاما بسبب تهديده نظام الحكم. ومن المتوقع الا يتم الإفراج عنه إلا في 2020. وفي إعلان لجنة جائزة نوبل عن فوز ليو بجائزة السلام، قال رئيس اللجنة (جاكلاند) ان إختيار ليو بدا وكأنه امرا طبيعيا. وقالت اللجنة في بيانها انها تقدم الجائزة لليو تقديرا «لمطالبته الطويلة والسلمية بمبادئ حقوق الإنسان في الصين.» ومن الملاحظ هنا ان الجائزة هذا العام قد فرقت ما بين السلام وما بين حقوق الإنسان، عكسما كانت تفعل في خلال السنوات الماضية، وهو حصر جائزة السلام في امور الحرب والسلام فعلا. ولكن ما ان اعلن عن فوز ليو بالجائزة، حتى قامت السلطات الصينية بإنتقاد قرار اللجنة قائلة ان ليو هو مجرم في نظر قانونها ومحكوم عليه باحد عشر عاما يقضيها في سجونها. بل واشارت السلطات إلى ان اعطاء الجائزة لليو فيه تناقض مع مبادئ الجائزة التي تنادي إلى احياء السلام وليس إلى إنتقاضه، كما يحاول ليو ان يفعل في رأيها. لقد كان ليو استاذا زائرا في واحدة من اعرق الجامعات الأمريكية، وكان له ان يحيا حياة المفكرين الهادئة. لكنه قرر ان يعود إلى بلاده في ظل اصعب الأوقات التي تمر بها، ثم فضل ان يقبع في سجونها بدلا من ان يتربع على عرش الجامعات العالمية. وبسبب تضحيته التي دامت اكثر من العشرين عاما، يتربع اليوم ليو على عرش جائزة السلام حتى وهو في أحد سجون بلاده. الصحافة