بالمنطق سلَّتك يا وطن ..!! صلاح عووضة * لعلّها سياسة انقاذية جديدة أن يتحلّى الوزراء والمسؤولون بخفة دم تلطِّف على الناس اجواءهم السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشون فيها هذه الأيام .. * فأهل الانقاذ (جميعاً!!)لم يكن يُعهد فيهم من قبل ميل الى الظُرف والدعابة بخلاف الذي اشتهر به كثير من سابقيهم حتى خلال الحقب العسكرية .. *و من النكات المايوية الشهيرة مثلاً التي مازال الناس يتداولونها الى اليوم نكتة (اسألوا العنبة الرامية فوق بيتنا)التي تنسب الى زين العابدين محمد أحمد عبد القادر .. * ومثلها كثير سيما تلك التي كانت تطلق تحت قبة البرلمان .. * ولكن أهل الانقاذ أضحوا فجأة بسم الله ماشاءالله (منكِّتاتية)من الطراز الأول .. * فأحلى النكات هى تلك التي تكتسي ثوب الجدية ثم لا يظهر على صاحبها ما يشير إلى انه يُنكِّت .. * إنها مدرسة الكوميديان السوري الكبير دريد لحام .. * وربما كان أول منفذ لسياسة الانقاذ الجديدة هذه في التخفيف على الناس عبر النكات مستشار الرئاسة (الدائم!!) لشؤون لبنان مصطفى اسماعيل حين قال ان السودانيين كانوا (شحادين!!)قبل مجىء الانقاذ .. * فقد مات كل سوداني حينها على روحه من الضحك .. * ونجح اسماعيل بدرجة امتياز في الترويح عن الناس .. * ثم توالت بعد ذلك النكات .. * وقبل ان يفوق الناس من نوبة الضحك جراء نكتة وزير المالية (الكسروية) تأتيهم نكتة أشد اضحاكاً الآن من تلقاء وزير الري .. * فقد قال المهندس كمال علي ان حكومة السودان تقدمت بخطة للعرب لجعل بلادنا (سلة غذائهم!!!) * قال ذلك دون أن يرتسم على وجهه ما يشي بأنه اطلق نكتة تقطِّع المصارين من الضحك .. * فإذا كان السودان غير قادر بفعل (خطط)الانقاذ على إطعام ابنائه فكيف سيطعم العالم العربي كله عبر (خطة) تضعها الانقاذ نفسها ؟!.. * فمن من العرب لم يسمع بتدهور الوضع الزراعي في السودان لانصراف الانقاذ عنه الى النفط ؟!.. * ومن منهم لم يسمع بانهيار اكبر مشروع زراعي في السودان منذ عهد الاستعمار وهو مشروع الجزيرة ؟!.. * ومن منهم لم يسمع بنيّة الإنقاذ حسب الرواة بيع بعض مشاريع البلاد الزراعية بسبب عجزها عن ادارتها ؟!.. * ومن منهم لم يسمع باستيراد السودان للقمح رغم (خطة!!): تمزيق فاتورة القمح ، ونأكل من مانزرع ، و(ما دايرين دقيق فينه قمحنا كتير بكفينا )؟!.. * ومن منهم لم يسمع أخيراً بتضاؤل سلة غذاء العالم العربي المنتظرة الى سلة (عواسة كسرة!!) ؟!.. * وبمناسبة (السلة) هذه فإننا نخشى أن ينتبه دريد لحام إلى ما يجري في بلادنا هذه الأيام من فواصل كوميدية تشابه تلك التي اشتهر بها فينسج من هذا الفاصل الأخير الخاص بالسلة مسرحيةً على غرار مسرحيته الشهيرة (كاسك يا وطن).. * وحينها نخشى أن يضحك العالم العربي علينا وهو يشاهد مسرحية للحام هذا اسمها (سلّتك يا وطن ).. * فيا أهل الانقاذ : * من قبل سُئل الفيلسوف الآيرلندي الساخر برناردشو عن رفضه زيارة أميركا فأجاب قائلاً : (ألكي أرى تمثال الحرية؟.. حقاً إنني مولع بالدعابة ولكن ليس إلى هذا الحد).. * والسودانيون كذلك الآن يا أهل الانقاذ مولعون بالدعابة خشية الموت (كمداً).. * ولكن ليس إلى حد الموت (ضحكاً) . الصحافة