اوراق متناثرة في منتصف العاصفة!! غادة عبد العزيز خالد يعتبر برنامج (وجهة النظر) بالرغم من حداثة عمره، مقارنة بالبرامج الأمريكية الأخرى، واحد من أنجح البرامج في الخارطة التلفزيونية. إنشأته الإعلامية الأمريكية الشهيرة (باربرا والترز). البرنامج عبارة عن مجموعة من السيدات، يجلسن حول طاولة، يتحدثن ويتناقشن حول اهم القضايا التي تشغل بال المواطن سواء على المستوى المحلي او العالمي. وعلى غرار فكرة هذا البرنامج تكون برنامج آخر عربي يحمل اسم (كلام نواعم). وقام برنامج (وجهة النظر الأمريكي)، في الرابع عشر من اكتوبر، 2010، بإستضافة (بيل اورايلي). يعتبر بيل واحدا من اهم الإعلاميين الأمريكيين المنضمين تحت لواء اليمين والمعروفين بتشددهم في مواقفهم خصوصا فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين. وفي جلسة نقاش السيدات مع بيل بدأ النقاش يدورحول المركز الإسلامي المزمع بناؤه بالقرب من مكان إنهيار برجيّ نيويورك والذي اثار، ولا يزال، الكثير من النفاش في المجتمع الأمريكي. كان رأي بيل، بالطبع، معارضا لبناء المركز وحينما بدأ يوضح وجهة نظر قال انه يمانع بناء المسجد لأن المسلمين «قتلونا في الحادي عشر من سبتمبر». وأثارت كلماته حنق واحدة من السيدات التي سريعا ما قامت من مكانها وهي تقول انها تاركة المكان بسبب كلمات بيل العنصرية ضد المسلمين. وفي الطريق صحبتها واحدة من المذيعات تاركتين الضيف بصحبة ثلاث مذيعات اخر. واثارت تصرفات المذيعتين الكثير من النقاش، هل كان من المفترض ان تترك المذيعة مكانها حتى وإن كانت تتعارض مع الضيف في حديثه؟ ام انها من المفترض ان تجلس وتواصل النقاش ولا تترك مكانها ابدا. ولكن، هنالك فرق بين ان تختلف مع الضيف في امر أو رأي وفيما ترى انه خطاب يحمل عنصرية وكراهية، ومن واجب الإعلام ان يقف في وجه مثل هذه الكلمات غير المسؤولة. وشعر بيل بالإهانة الكبيرة، فهاهو واحد من اهم وانجح الإعلاميين ويقابل بمثل هذه الإهانة في برنامج آخر وقناة مختلفة عن التي يعمل بها، ولكم ان تتخيلوا ما حاول القيام به. لقد حاول بيل من خلال برنامجه ان يثبت انه كان على حق وان (أس) مشاكل هذا العالم نابعة من الإسلام والمسلمين. وقام بيل في محاولته إثبات وجهة نظره باستضافة إعلامي امريكي شهير آخر (وان ويليامس) الذي حاول تعضيد بيل، وقال في حديثه انه كلما كان حوله مسلمون فهو يشعر بالخوف الشديد. وأثار حديث (وان) هذا زوبعة جديدة فصل على اساسها من الإذاعة التي كان يعمل بها. وبالطبع صار هذا مدعاة لمزيد من الحديث، ليس على الإعلاميين الأمريكيين، وإنما على الإسلام والمسلمين. لقد أخطأ بيل في حديثه مع السيدات حينما ألبس عباءة التطرف الديني للإسلام عامة، وبدلا من الإعتذار عن حديثه، قام بمحاولة إثبات موقفه الذي ادى إلى (رفد) إعلامي آخر من موقعه. وكل هذه الأحداث ادت بالتالي إلى مزيد من النقاش والهجوم على الإسلام. لقد وجد المسلمون انفسهم في منتصف معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إعلاميون امريكيون لهم خلاف في وجهات النظر، ووجد المسلمون انفسهم بسببها ايضا في منتصف عاصفة جديدة لا تبدو لها، حتى الآن، نهاية قريبة. الصحافة