مناظير زهير السراج [email protected] نعى أليم ...!! * قبل حوالى إثنى عشر عاما كانت لدى مع الصديق الحميم والبروفيسور صاحب المواهب المتعددة عبداللطيف البونى تجربة صحيفة اجتماعية ناجحة كان هو رئيس تحريرها وكنت مدير التحرير وكان استاذنا الصحفى والاديب الرائع نبيل الغالى نائبا لرئيس التحرير، بينما كان صاحب الفكرة والامتياز كالعادة هو رائد المبادرات الصحفية الشجاعة استاذنا الجليل محجوب عروة الذى لو كنت صاحب القرار داخل المجلس القومى للصحافة لأسست جائزة خاصة بالمبادرات الصحفية الناجحة باسمه واعطيته الجائزة الاولى، فلقد فعل الرجل الكثير من اجل نهضة الصحافة السودانية ورفع الوعى لدى جماهير الشعب السودانى وخسر بسبب ذلك الكثير من ماله وصحته، ولكنه كسب احترام الجميع وهو مسكون بحب الديمقراطية ولا يخشى شيئا فى سبيل الدفاع عنها، وسيكون لى عودة عن هذا الموضوع لاحقا باذن الله الكريم ..!! * تلك التجربة الناجحة كانت هى صحيفة ( الصباحية ) الاجتماعية التى أسست لعمل صحفى اجتماعى فريد فى البلاد نأى بنفسه عن اخبار الجرائم والحوادث وحتى الرياضة، وحقق نجاحا كبيرا ووجد قبولا واسعا من القراء، ولكن اراد الله ان نغادرها وهى فى قمة النجاح بسبب مشغوليات اكاديمية ومهنية بالاضافة الى كتابة العامود الصحفى السياسى الذى كان يستنزف كل وقتنا ..!! * احدى ابداعات صديقنا البونى التى وجدت رواجا كبيرا وسط القراء هى إعادة نشر موضوعات صحفية نشرتها صحف الخرطوم مع استبدال العنوان بعنوان آخر غير مباشر وخفيف الدم، وكنا على سبيل المثال نضع بيت شعر او قول معروف او جملة ساخرة كعنوان لخبر او موضوع سياسى او اجتماعى قصير فيأتى العمل الصحفى شيئا فى غاية السخرية والطرافة، وتفاعل معه القراء بشكل كبير بل صاروا هم الذين يحررونه ..!! * ورد فى ذهنى هذا الموضوع عندما قرأت الخبر الذى نشرته معظم صحف الخرطوم عن ملتقى المرأة للسلام والوحدة الذى نظمه الاتحاد العام للمرأة السودانية يقاعة الصداقة يوم الاربعاء الماضى وشرفه عدد من الحضور الكريم على رأسه الدكتور نافع على نافع ..!! * جاء فى الخبرالذى نشرته الزميلة (الرأى العام): ( كثيرة هى اللقاءات والحشود التى حشدت لدعم خيار الوحدة فى الإستفتاء المقبل، وكثيرة هى الدموع التى ذرفت من أجل ذلك، إلا ان دموع د. نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية التى فرت من تحت نظارته فى ملتقى المرأة للسلام والوحدة الذى نظمه الاتحاد العام للمرأة السودانية بقاعة الصداقة يوم الأربعاء بقاعة الصداقة لم تكن تباكيا خوفا على وحدة لن تكون، ولكن تفاعلا مع ما جاشت به صدور وأفواه سيدات جنوبيات قلن ( لا ) للانفصال وتلاحمن وتفاعلن مع ايقاعات النشيد الوطنى \"عشت يا سودان\" ..) !!. * أدعوكم أيها السيدات والسادة لاختيار عنوان مناسب لهذا الخبر وجزاكم الله كل خير!!