حديث المدينة (صينية) توتي..!! عثمان ميرغني ما أسوأ من التنفيذ الخطأ إلا التخطيط الخطأ.. تزمع ولاية الخرطوم تشييد جسر جديد بين جزيرة توتي ومدينة الخرطوم بحري.. ويقال أنّ جسراًً ثالثاً سيربط جزيرة توتي بمدينة أم درمان.. لتكتمل الصورة وتصبح جزيرة توتي.. مجرد (صينية) توتي للعابرين بين المدن الثلاث.. مثل هذا التفكير مدمر للغاية فعلاوة على أنّه لا يرتب الأولويات كما ينبغي.. فهو يهدر موارد وأموال دافعي الضرائب.. ثم إنّه يبدد أجمل.. ما في أجمل جزيرة في السودان.. عذريتها ودلها.. فجزيرة توتي سحرها في كونها هادئة مستكينة بعيدة عن الزحام والضجيج.. ويجب أن تظل لمن يطلبها.. الذي يقصدها وحده من يدخل إليها.. لكن أن تتحول إلى معبر.. بين المدن الثلاث.. مجرد (صينية).. لن تكون حينها جزيرة.. وتفقد كل دلالها, وتكتظ بالسيارات العابرة بين المدن الثلاث.. فن التخطيط أن تمنح العقلية المخططة كل مدينة.. وكل حي في المدينة طابعه المميز.. فسحر المكان – أي مكان – في عطره الخاص.. سماته المميزة .. شخصية المكان وهويته.. فشاطئ أبروف مثلا.. ليس كشاطئ المنشية.. و لا ينبغي له.. لكن عندما تصبح جزيرة توتي مثل أحياء العاصمة الأخرى.. بزحامها وشهيق وزفير حركتها.. تصبح مسخاُ مُشوّهاً.. لنحسبها بالمنطق.. ما المقصود من الكوبري الجديد... هل لعبور أهل توتي إلى بحري.. أم للعبور بين الخرطوم وبحري لكل العابرين.. إذا كان الهدف الأخير هو المقصود ( عبور بين الخرطوم وبحري) فلماذا عبر توتي.. لماذا لا يقام هذا الكوبري الجديد في أي موقع آخر على النيل الأزرق.. ليحمل الناس والسيّارات بين الحرطوم وبحري.. الأجدر أن تحافظ جزيرة توتي على كوبري واحد فقط يربط بالبر الجنوبي مع الخرطوم.. لمن أراد إليها سبيلاً.. حتى لا يعبر الجسر إلا من يبتغي الدخول إليها.. وفي كل الأحوال.. تشييد أنفاق في تقاطعت الطرق المزدحمة.. و البدء في تشييد خطوط مترو في العاصمة أكثر أهمية وأولوية من مثل هذا الكوبري.. خاصة أنّ تحويل الوزارات والمقار الرسمية من شارع النيل إلى مدينة الخرطوم سيقلل كثيراً من حاجة سكان العاصمة للانتقال والحركة بين المدن.. يأهل توتي، جزيرتكم في خطر.. لن تظل جزيرة.. ستصبح أكبر (صينية) في العاصمة.. ومن حقكم قانوناً أن تصونوا شخصية جزيرتكم.. قاوموا حركة مسخ الجزيرة.. يأهل توتي، اتحدوا ضد مخطط تحويل جزيرتكم إلى (صينية). التيار
