ساخر سبيل الفاتح جبرا - ضغط كهربائي أكاد أجزم بأن المواطن السوداني أكثر المواطنين فى العالم تهذيباً وإنصياعاً لأى قرار تصدره أى جهة مسئولة (ومرات ما مسئولة) حتى وإن كان ذلك القرار يتنافى وأبسط أساسيات (القانون) و(المنطق) والأمثلة على ذلك كثيرة خاصة فى مسائل (التعاقد) بين المواطن وبعض الجهات الخدمية والأمثلة على ذلك كثيرة لا تحصى ولا تعد . عندما فكرت فى إقتناء (خط) هاتف جوال ذهبت إلى مبانى (الشركة الفلانية) التى إستقبلنى فيها مندوب المبيعات بإبتسامة عريضة طالباً منى الجلوس فى ذلك الكرسى الوثير ثم أخذ يعدد لى مزايا أن يكون لدى (خط هاتف) مع تلك الشركة وأن أهم ميزة لا تتميز بها أى شركة أخرى هى أن سقف (الفاتورة) يصل 500 جنيه ، أى أن بإمكانى التحدث حتى ما قيمته 500 جنيه دون أن يتم إيقاف الخدمة عن رقمى ، وبالفعل قمت بدفع الرسوم المقررة وما هى إلا بضع أشهر حتى تم إيقاف الخدمة عن هاتفى فذهبت لنفس الموظف متسائلاً عن السبب فى قطع الخدمة بينما لم أتجاوز السقف المسموح به فكانت إجابة الموظف لدهشتى هى بأن الشركة قامت بإلغاء تلك الميزة ووضعت بدلاً عنها معادلة جديدة (لقطع الخدمة) عن المشترك !! بالطبع فإن تغيير تلك الميزة التى رغبتنى تلك الشركة للإنضمام إلى مشتركيها يعد إخلالاً بالعقد (الشفاهى) الذى بينى وبينها ولكن ولأننى مواطن سودانى (ما بيخلى حقو) ولثقتى فى أننى قد تعرضت لنوع من أنواع (النصب) والإستدراج وإيمانى بأن هذه قضية واضحة فقد قمت بالتظلم إلى الله سبحانة وتعالى مختصراً الطريق فمن غير الله يستطيع أن ينصف مواطناً بسيطاً من شركة إتصالات تعج بجيوش من المستشارين مما يجعل (قضيتى) تنظر امام المحاكم المختصة عام 6210 ب ف (بعد الإنفصال) على أقل تقدير ! ماذا سوف تكون ردة فعلك عزيزى القارئ إن إنتابك (صداع) حاد فذهبت إلى أقرب صيدلية وطلبت من (البائع) أن يعطيك (شريط بنادول) فأجابك : - والله يا أستاذ لو عاوز بنادول لازم تشترى معاهو (علبة بف باف) ! بالطبع سوف تصيبك الدهشة وسوف تسأل نفسك قبل أن تسأل البائع ( ما دخل البف باف بالبنادول) ؟ ولأنك مواطن سودانى مهذب وتموت فى الإنصياع لكل ما يفرض عليك فسوف تترك الصيدلية دون الدخول مع البائع فى أى (نقاشات) وتقرر العودة إلى المنزل لتناول كباية شاى (صاموطى) لإزالة الصداع عوضاً عن البنادول أبو(بف باف ) ولكن تكتشف أن البيت يخلو من (السكر) فتلبس هدومك وتتجه نحو (أدم سيد الدكان) : - بالله يا آدم أدينا نص رطل سكر - والله يا أستاذ لو عاوز نص رطل سكر لازم تشترى معاهو (كيس صابون البقرتين) ! هنا تحس بأن (راسك عاوز يطير) وأنت تواجه هذه الأشياء غير المنطقية .. فما علاقة السكر بصابون البقرتين وما علاقة البف باف بالبنادول ، نعم لا توجد أى علاقة ولكن (التاجر) فى الحالتين عندو رأى فهو ربما يعانى من بوار هذه السلع ويود تسليكها وكأنى بك أيها القارئ الكريم تسألنى : وأنا كمواطن دخلى شنو؟ دى مشكلتو ومفروض يحلها براهو فأقول لك أيها المواطن السودانى الفضل إنتا لازم تحل لأى زول مشكلتو حتى لو كانت غير قانونية وغير منطقية فها هى (الحكومة ذاااتا) ممثلة فى (هيئة المياة) التى تود (تسليك أمورا) من توفير لمرتبات جيوش المتحصلين الإداريين والمحاسبين وخلافه وتوفير المجهود الذى تبذله فى قطع (الخدمة) فها هى الهيئة تقرر أن (تخت راسا) مع (ناس الكهرباء) فقاما بربط دفع قيمة المياة مع إمدادك بالكهرباء (ولحدت هنا ده كلام كويس وقانونى ومنطقى وبيوفر قروش ) لكن الكلام الما قانونى ويتنافى تماما والمنطق هو إنو لو ما دفعتا (الموية) ح يقطعو عنك (الكهرباء) !! كسرة : توقعوا قريباً العوائد والضرائب والنفايات مع (الكهرباء) ... يا دوبك فهمنا ليه بيقولو عليهو (ضغط كهربائى) !!