شئ من حتي العيد على طريقتهم .. الطريقة الأمريكية للعيد د.صديق تاور كافي بالنسبة للإدارة الأمريكية فإن عيد الأضحية هو مناسبة للتعبير عن الأحقاد ضد المسلمين والعرب في كل عام. فقبل أربع سنوات نفذت سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق عن طريق حكومة عملاء الاحتلال جريمة اغتيال الرئيس صدام حسين، صبيحة يوم عيد الفداء الأكبر. ولم يكن اختيار التوقيت نفسه مصادفة وإنما كان القصد منه الأذى النفسي للمواطن في البلدان العربية والإسلامية. لأن العراق ورئيسه الشهيد كان يمثل أكبر قاعدة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة بأسرها، وفي اغتيال قادة العراق وضرب الحكم الوطني وتدمير البلد، فرصة أمريكية صهيونية للتخلص من أهم مركز داعم للقضية الفلسطينية ومناهض للاستسلام والركوع، وناهض للهمة الوطنية والقومية ومساند لقضايا شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وقبيل عيد الأضحية كشف موقع ويكليكس الالكتروني عن وثائق خطيرة تفضح جريمة احتلال العراق، وتفضح الأكاذيب التي تمارسها سلطة الاحتلال، في تضليل الرأي العام العالمي والعربي حول أرقام الضحايا من المدنيين، وعن الممارسات غير الأخلاقية والانتهاكات داخل سجون الاحتلال وخارجها، وكذلك تضليل الرأي العام الأمريكي بأرقام الخسائر في صفوف قوات الاحتلال بفعل المقاومة الوطنية العراقية. وقد ذكر الموقع أنه سوف يكشف عن ثلاثة ملايين وثيقة متعلقة بالفضائح الأمريكية في العراق واحتلال هذا البلد، الذي انبنى على شهوة القمع والاحتلال وتأسس على الأكاذيب والتضليل، بمشاركة العملاء والخونة من عديمي الانتماء، واُستخدم فيه الأرزقية والمرتزقة من كل حدب وصوب. وعلى ذات النسق سلمت، سلطات الاحتلال الأمريكي الأستاذ/ طارق عزيز وزير خارجية العراق في العهد الوطني، سلمته لحكومة العملاء التي لم تتردد في اصدار حكم الإعدام بحقه بنفس محاكم الانتقام والتصفيات التي يتولاها عملاء ايران في العراق، ويصدرون أحكامهم على خلفية الهزيمة التي لحقت بإيران في حرب الثماني سنوات من جانب العراق. وحكم الإعدام بحق طارق عزيز أميز وزراء الخارجية العرب على الإطلاق، جاء بسبب رفضه لمساومة الإفراج عنه مقابل الإدلاء بشهادته ضد الرئيس صدام حسين، حيث قال عبارته المشهورة «أنا لا أخون شرفي». العيد على طريقة المؤتمر الوطني الأعياد عند المسلمين هي مناسبات للتسامح والتصافي مع الآخرين، ومناسبات لفتح صفحات جديدة مع النفوس ناصعة ونظيفة. ولكنه على ما يبدو عند جماعة الحكومة وحزبها غير ذلك تماماً. فبدلاً من إصدار عفو عن المعتقلين والمحتجزين من سجناء الرأي وأرباب القلم والمعتقلين السياسيين وغيرهم وفي مقدمتهم صحافيو جريدة «رأي الشعب» الثلاثة «أبو ذر علي الأمين، وأشرف محمد عبد العزيز، والطاهر أبو جوهرة» الذين تراوحت الأحكام بحقهم ما بين خمسة أعوام إلى عامين، نقول بدلاً من ذلك فوجئت الأوساط السياسية والإعلامية والحقوقية قبيل أيام عيد الأضحية المبارك باعتقال السلطات لعدد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان والصحافيين والقانونيين بلغ عددهم «15» شخصاً ضمنهم آنسات وسيدات وأرباب أسر كلهم من إقليم دارفور، من بين هؤلاء المحرر الصحافي بجريدة «الصحافة» الأستاذ جعفر السبكي، والأستاذ عبد الرحمن آدم، والأستاذ عبد الرحمن محمد القاسم وآخرون. وعلى الفور تشكلت هيئة للدفاع عن هؤلاء المعتقلين والمعتقلات برئاسة الأستاذ مصطفى عبد القادر المحامي، انضم إليها أربعون محامياً. وقد اشتكت هيئة الدفاع من صعوبة مقابلة المعتقلين والاطلاع على البيِّنات ضدهم، بينما رشح عبر الإعلام أن هؤلاء متهمون بالتعامل مع «راديو دبنقا» وبالتخابر مع المحكمة الجنائية الدولية. وأمضى أغلب هؤلاء العيد رهن الاعتقال بعيداً عن أسرهم وأطفالهم، بينما كان العيد نفسه مناسبة لمراجعة أمر الاعتقال الذي استنكرته أوساط وقطاعات واسعة داخلياً وخارجياً. ولكن يبدو أن هذه هي نظرة حزب المؤتمر الوطني للعيد وطريقته في المعايدة على المواطنين، والتي تذكِّر بإعدام ضباط حركة «28» رمضان في أيام عيد الفطر المبارك، ولم تُعرف حتى أماكن دفنهم حتى الآن. اللهم لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه. عيد الحركة الشعبية لأهالي جبال النوبة ولأن الحركة الشعبية هي الوجه الآخر للعملة، فإنها لا تختلف ولم تختلف عن شريكها المؤتمر الوطني في ما يتعلق بالعيد والمعايدة واحترام حقوق الإنسان وحقوق الآخرين. ولفترة طويلة إدعى الفريق سلفا كير عدم علاقته بما حدث للواء «تلفون كوكو أبو جلحة» المعتقل في سجون الجيش الشعبي بالجنوب منذ أبريل الماضي وحتى الآن. ووعد الرئيس سلفا عدداً من القيادات السياسية ممن لهم علاقات جيدة مع حركته، بأنه سوف يتدخل للإفراج عن اللواء كوكو، ولكنه لم يفعل ذلك لا في عيد الفطر ولا عيد الأضحية، رغماً عن أنه قد حزم الأمر ورتب مع حركته أمر انفصال الجنوب، وتم اعتماد السلام الجمهوري للدولة الجديدة، وسبق ذلك بالعفو عن الضباط الذين تمردوا على الحركة الشعبية وحملوا السلاح في وجهها من أمثال أطور وياو ياو وغيرهم. والوحيد الذي تم استثناؤه من العفو الرئاسي للفريق سلفا هو اللواء تلفون كوكو ابن جبال النوبة، فقد اقتصر العفو على أبناء الجنوب فقط، وهذا في حد ذاته استفهام كبير بشأن نوايا الحركة الشعبية تجاه جبال النوبة بعد الانفصال الوشيك للجنوب، وتجاه أبناء هذا الإقليم في صفوفها. وفي كل الأحوال فإن سلوك رئيس الحركة تجاه اللواء تلفون لا يبشر أهل جبال النوبة بخير، وإلا لكانت فرصة العيد مناسبة لإبداء حسن النيَّة واطلاق سراحه والاعتذار له عن هذا الظلم الكبير الذي تعرض له، والتمييز العنصري الذي مُورس ضده في قرار العفو عن متمردي الحركة الشعبية. ناشئو جنوب كردفان فريق ناشئي جنوب كردفان المشارك في الأسبوع الأولمبي الأول للناشئين، الذي نُظِّم بالخرطوم في الفترة من 5 2010/11/12م، حقق نجاحات وانتصارات كبيرة في المناشط المختلفة، كانت بحق عيدية لأهل جنوب كردفان الذين فارقوا طعم الفرح والنجاح منذ ربع قرن من الزمان. وحصد هذا الفريق «45» ميدالية خلال مشاركاته في هذا الأسبوع ما بين ذهبية وفضية وبرونزية، معبّراً من خلالها عن مكنونات إنسان تلك المنطقة الإبداعية الراقية التي لا تصدأ أبداً، رغم بؤس الحال. فقد حصل الفريق على «23» ميدالية في ألعاب القوى ضمنها «6» ميداليات ذهبية، وحصل على «18» ميدالية فضية في كرة القدم التي أحرز فيها المركز الثاني على مستوى السودان بعد ولاية الجزيرة، وأحرز المركز الثاني أيضاً في الكرة الطائرة بعد الولاية الشمالية، فيما تصدّر الموقع الأول على صعيد كرة اليد. والمحفز والدافع لهؤلاء الشباب وهم يحققون هذه النجاحات الباهرة، هو الغيرة على ولايتهم وإصرارهم على إثبات ذواتهم، فقد خاضوا هذه الجولات بقوة وإحساس كبير بالمسؤولية، على الرغم من أنهم لم يجدوا أي دعم معنوي من القائمين على الأمر في هذه الولاية، حيث غاب عنهم تماماً وزير الثقافة والإعلام والشباب والرياضة، ولم يكلف نفسه حتى مجرد الاتصال الهاتفي للاطمئنان على هؤلاء الفتية اليافعين وهم يمثلون الولاية لأول مرة في مثل هذا المحفل المهم. كما غاب عنهم كل الجالسين على كراسي السلطة باسم جنوب كردفان في العاصمة من تنفيذيين ودستوريين «وزراء، مستشارون، نواب دوائر،....إلخ». والوحيد الذي زار البعثة في مقرها هو الوزير أسامة ونسي، وزار أيضاً بعثة شمال كردفان. أما البقية الباقية فقد كان همهم في كيفية الاستمتاع بعطلة العيد على ما يبدو، على النثريات والامتيازات وسبل المتعة الشخصية ليس إلاّ. هذا على عكس بقية الولايات التي شهدت بعثاتها حضوراً مستمراً للعديد من الوزراء والمسؤولين من باب الدفع المعنوي والمشاطرة. ومن بين أبناء جنوب كردفان الغيارى بالعاصمة المدرب داؤود مهنا «قُرَب» الذي حرص على الوجود المنتظم مع البعثة، مسخِّراً كل ما لديه من خبرات تدريبية لخدمتهم دون أن يطلب منه أي شخص ذلك، ودون أن يرجو جزاءً من أحد أو شكوراً. وتحية خاصة للأستاذ محمد رزق الله تية «حمري» رئيس بعثة ناشئي جنوب كردفان الذي كان يعمل في صمت جندياً مجهولاً مستلهماً خبرته الرياضية الطويلة مع فريق نادي مريخ كادقلي، وظل بمفرده إلى جانب هؤلاء الفتية حتى وصل بهم إلى هذه القمم العالية، مؤكداً الحضور الإبداعي لولاية جنوب كردفان في مقدمة ولايات السودان عن جدارة واستحقاق. عيد النفايات يبدو أن هيئة نفايات العاصمة أرادت أن تذكِّر الناس بالقاعدة التي تقول إن طبيعة المهنة تؤثر على سلوك ممتهنها، فقد تركت هيئة النفايات أكوام القمامة والقاذورات على الشارع العام منذ ما قبل العيد، ولم تتحرك إلاّ بعد انتهاء عطلة العيد، لتكون عيديتها للمواطنين هي هذه القاذورات المتناثرة على الشوارع والطرقات. والتصرف البديهي في مثل هذه الظروف هو أن تبذل إدارة النفايات جهوداً إضافية في حملات النظافة، بدلاً من هذه الطريقة. فبقدر حرص الهيئة على تحصيل رسومها من المواطنين، يتوجب عليها الحرص على أداء واجبها نحوهم وبدقة متناهية. ولكن «الطبيعة جبل» كما يقولون، فالذين يعتقدون أن بقاء الأوساخ على الطرقات لأكثر من أسبوع هو أمر عادي، لا بد أنهم يتعايشون معها بشكل عادي أيضاً في أي مكان.. في البيت في الشارع في المسرح. الصحافة