إليكم الطاهر ساتي [email protected] إلى البصيرة أم حمد ..حجا مبرورا ..!! ** البصيرة أم حمد ذبحت ثورها لإخراج رأسه من جرتها، ثم لاحقاً كسرت جرتها، وهكذا فقدت الثور والجرة ،وهكذا تقريبا خواتيم أية أزمة يتولى أمر حلها من لابصائر لهم..نعم، ذوي البصائر يتميزون عن غيرهم بحل الأزمات أوبتخفيف وطأتها على حياة المواطن، ولكن أحفاد البصيرة أم حمد يتميزون بتأزيم الأزمات بحيث يتحسر المواطن بلسان حال قائل : ليتهم تركونا في أزمتنا تلك، وليتهم ما أنقذونا..وماأكثر أحفادك على أرض بلادي يا بصيرة أم حمد ..أريك اليوم بعضهم ..!! ** أنطوني جيرفس - رئيس لجنة الشؤون الإجتماعية بالبرلمان - يبشر الصحف بحل الهيئة العامة للحج والعمرة ثم إحالة مهامها إلي الوكالات والشركات ، فتقع البشارة على صدر الصحف كماتشتهي الإثارة، لتحتفي بها أعمدة بلسان حال يهتف : يحيا العدل، يعيش أنطوني جيرفس، أيوة حلوها..هكذا الحدث والحديث منذ أسبوع ونيف، أتابعهما مشفقاعلى المبشر بالحل (أنطوني جيرفس) ومندهشا من المؤيدين للحل ( أعمدة الهتاف )، وإشفاقي على هذا البرلماني ودهشتي على هؤلاء الزملاء مردهما – يا بصيرة أم حمد - إنني وضعتهم جميعا في قائمة ( أحفادك النجباء ) ..!! ** نعم، كلهم يشيرون إلي سلبيات الهيئة العامة للحج والعمرة، وهم في تلك الإشارة صادقين، نعم هناك سلبيات ترهق كل من إستطاع إلي هذه الشعيرة سبيلا..ولكنهم بدلا عن تقديم مقترح يعالج تلك السلبيات، يقترحون ( حل الهيئة ) كأفضل علاج جادت به قريحتهم..وهو مقترح لايختلف كثيرا عن مقترحك - يابصيرة أم حمد - حين فكرتي في معالجة أزمة ثورك..كيف الكلام ده ؟..حسنا، أسمعيني يا البصيرة بعقلك أيضا وليس بأذنيك وقلبك فقط ، وأن نشرح لأحفادك الواقع كماهو خير من أن نحلم معهم كما نهوى..وعليه أصدمك بحقيقة مفادها: حل برلمان أنطوني جيفرس أسهل من حل هيئة الحج ..!! ** تلك حقيقة صادمة ، لأن برلمان أنطوني شأن سوداني فقط، وأهل السودان أحرار في التصرف فيه كما تشاء مصالحهم، ولكن حل هيئة الحج يستدعي إرسال وفد سوداني – إقترح بأن يكون برئاسة أنطوني جيرفس – إلي حكومة السعودية، ليقنعها بأهمية إلغاء نص قانوني في لوائحها المنظمة للحج، وهو النص الذي يلزمها بعدم التعامل مع الوكالات والشركات وعدم الإعتراف بها، و يحدد النص الجهة التي عليها مهام التفاوض والتنسيق والترتيب مع سلطات المملكة بأن تكون ( جهة حكومية) وليست جهة من شاكلة ( وكالة ساتي للسفر والسياحة ) ..!! ** وعباس الفادني - رئيس الحج بلجنة البرلمان الإجتماعية - يعلم تلك المعلومة، ولذلك لم يصرح بمقترح ( حل الجهة الحكومية هذه )، بل ترك أمرالتصريح لأنطوني، فصرح به بلا علم ،ولم يكن يعلم بأن مقترحه المستحيل هذا سوف يصبح جزء من صراع في قضية لاعلاقة لها - من قريب أو من بعيد - بالحجاج ومعاناتهم ، نعم هناك صراع ( مصالح شخصية جدا )، دفع أنطوني ثمنه بذاك التصريح الغريب، تسربت ملامحه في صحف الأحد الفائت حين قال مدير الهيئة : طالبنا نائب برلماني بدعم شخصي لسيادته، فاعتذرنا له، فدفع بلجنة أنطوني إلي التصريح بمقترح ( حل الهيئة )..فتأملوا بالله عليكم كيف يدار الشأن العام في البلد يا أولى الألباب ، ثم تأملوا ذاك ( الإبتزاز الرخيص )..أوقل أنها نظرية ( حقي كم ؟ ) التي تظلل سوح العمل العام ..وماهو بحق ، بل هو السحت الذي سوف يذهب بلحومهم إلي جهنم يوم ( الحساب ) .. !! ** المهم ..إلغاء ذاك ( القانون السعودي ) قد يسهل على برلمان أنطونى مهمة( حل الهيئة السودانية )، فليجتهد في ذلك إذا إستطاع إليه سبيلا، ولن يستطيع..ولذلك، بدلا عن (حلوها )، وكأنها مجرد (حبال بقر )، كان يجب أن نجتهد سويا في تحديد ( سلبيات الهيئة وأخطاء القطاعات وإهمال ولاة الولايات ولامبالاة وزارء الشؤون الإجتماعية وفوضى الأمراء وكل الذين يأكلون أموال الحجاج بالباطل )..وهذا هوحديث الغد الصريح جدا إن شاء الله ، بحيث يجب أن يعلم الحاج المخطئ والمصيب والمفسد، وكل هذا تحت عنوان آخر يا ( أحفاد البصيرة أم حمد )..!