ساخر سبيل ومعاهو حاوي الفاتح جبرا بعد تخرجه من الجامعة عمل (عوض) فى وظيفة (محاسب) بإحدى المؤسسات الحكومية ، تدرج عوض فى السلم الوظيفى حتى صار (رئيس الحسابات) مع تقدم العمر وظهور بوادر (الصلعة) بدأت النقة : - يا عوض ما تعرس - يا عوض إنتا ناقصك شنو؟ - يا عوض البنات راقدات - يا عوض حصل روحك - يا عوض شفتا ليكا رئيس حسابات لسه ما عرس؟ - يا عوض جيب ليكا جنا ينفعك وتزوج عوض نزولاً لرغبة (المجتمع) والآن لديه أربعة من الأبناء فى المراحل التعليمية المختلفة ما أن قابلته فى احدى المناسبات مؤخراً حتى بدأ يشكو لى عن صعوبة المعيشة وغلاء الأسعار وعدم كفاية (المعاش) : - تعرف يا استاذ (الميه وعشرين جنيه) بتاعت المعاش دى ما بتعمل أى حاجه .. نحنا بناكل (عيش وشوربة) أول أسبوع في الشهر .. و تاني أسبوع فى الشهر (عيش وطعميه) ... وتالت أسبوع فى الشهر (عيش حاف) ساااكت ... والأسبوع الأخير من الشهر (بنعديهو صيام ) ... ده غير مصاريف الأولاد .. والموية والجمرة والنفايات وحبوب الضغط وحبوب السكرى والشنو ما عارف ! - وين المشكلة يا عوض ؟ الناس دى هسه كووولها ما كده ! - المشكلة يا أستاذ فى الإحساس مافيش زول عندو دم عاوز يحس بالحالة البطالة دى .. المدام ما عندها حاجة غير جيب وهات وعاوزين وعاوزين ... والأولاد كل يوم طلباتهم زائده ! - طيب ياخى ما تشوف ليك أى شغل ؟ - قالو ليك ما حاولتا .. كل ما أشوف ليكا جريده إعلانية بس أفتح ليك صفحة (وظائف) وأقوم أدور ليك على أى زول عاوز ليهو (محاسب) أو إن شاء الله (سواق) أتصل ليك بى رقم الشركة مما يسمعوا ليكا صوتى يجيهم ليكا إحباط .. طبعن بيكونو عاوزين يسمعوا ليهم (صوت ناعم) وكده ... والعجب لو ما إتصلتا ومشيت ليهم بالدرب يقعدوا يعاينو ليك من فوق لى تحت فى (قرف) ومن الإستقبال يقولو ليك أكتب لينا رقم التليفون وح نتصل فيك وعمرو يوم واحد منهم كلمني مافى ولا حتي بالغلط ... - وخلاس يعنى إستسلمتا للواقع ؟ - إستسلم شنو دى حالة الواحد يستسلم ليها ... قلت أخاطب المسئولين والعلماء ... أكيد عندهم الحل المناسب بعثت لى (ديوان المظالم) ردوا قالو ليا (زى حالتك دى ما إختصاصنا) ، بعتا لوزير الإقتصاد رد عليا وقالي ... الله معاك ... فهمت من كلامو إنو زول (متدين) شديد وإيمانو (قوى) .. بعت إيميل لرئاسة الجمهورية ما ردوا عليا قلت إحتمال يكونو مشغولين بحكاية الإستفتاء دى ، قلتا أبعت لديوان الزكاة واحد صاحبى قال ليا لو عاوزهم يدوك أعمل ليك (قناة فضائية) ! - طيب كان تخاطب جهات عالمية - القال ليك ما خاطبتا منو بعتا إيميل للأمم المتحدة علي أساس إني إنسان وعندى حق فى الحياة الكريمة ... ردوا وقالوا بإنو جهودهم في السودان كلها موجهه حاليا لأماكن الشده وأنا ما أماكن شده ! - طيب ما فكرتا تغترب ليه؟ - القال ليك منو .. والله بعد العمر ده فكرتا ولقيت ليا عقد بتاع (راعى) قلتا برضو (ما بطال) الواحد ممكن يقعد (يرعى) بالبهائم وكمان يحسبا ليهم .. لكن - لكن شنو؟ - الفيزاء بى قالوا بى ستة ألف ريال وطبعن أنا كان عندى خمسة ألف قرش دى حالتى؟ - أها وهسه ناوى تعمل شنو؟ - والله قررتا أقوم أشيل الأولاد ديل ومعاهم أمهم وأسلمهم (للدولة) ومعاهم (المية وعشرين جنيه) بتاعت المعاش !! كسرة : حقو المسئولين عن المعاشات يصرفو للزول المعاش بتاعو ومعاهو (حاوى) !!