تراسيم عبدالباقى الظافر [email protected] ذهب السيّد رئيس الجمهورية إلى قضارف الخير احتفاءً بعيد الحصاد.. توقعت خطاباً يمنح حلولا لمشاكل العطالة المتفشية.. يجيب عن أسئلة المستقبل المُستعصية.. ولكن رئيس الجمهورية شغلته مشكلة (فتاة الفيديو) التى كاد أن ينساها الناس من فرط العنت الاقتصادي.. الرئيس من قضروف ود سعد قال بالحرف \"أي واحد شعر بأنّ هذه القضية مخجلة أو مسيئة فليراجع إيمانه، ويمشي يغتسل ويصلي ركعتين، ويتشهد، ويجدد إسلامه\".. ثمّ قطع الرئيس الطريق على لجان التحقيق التي شكلت قبل أيام لمحاسبة المتجاوزين في تنفيذ العقوبة. سيدي الرئيس.. أنا خجل وكثير من النّاس لأنّ الطريقة التي نُفذت بها العقوبة لم تكن تفق والقوانين السودانية.. وأن أول من فطن لهذا التجاوز السلطة القضائية والتي أغلقت هذه المحكمة، وعاقبت القاضي الذي تسبب في الأمر.. ثمّ أخيراً وعدت كل الجهات التي طالها الأمر بالتحقيق.. هل كل هؤلاء المتأسفين عليهم ركعتين. ليست الفتاة المجلودة بهذه الكيفية هي التى تجلب الحزن والخجل.. سيّدي الرئيس كان نصيب نساء السودان من سياط النظام العام مليون وستمائة جلدة.. جل هذه السياط لم يكن في عقوبات حدية بل تباينت ما بين الفعل الفاضح والزي غير اللائق.. نحن الآن نحقق رقما قياسياً جديداً بين الأمم في عدد النساء المجلودات. سيدي الرئيس.. بالأمس تقدم طالب سوداني عاقل بطلب إسقاط جنسيته السودانية.. وصل الغيظ واليأس أن يطلب مواطن سوداني طوعاً بنزع جنسيّته السودانية.. ووصل بنا الهوان أن توافق وزارة الداخلية على طلبه إن وجد دولة تقبل به.. في ذات الوقت تمنح الحكومة السودانية الجنسيّة السودانية لكل من هبّ ودبّ ولعب كرة القدم بمهارة.. هل هذا أمر لا يدعو للخجل سيادة الرئيس. نحن نخجل سيادة الرئيس لأنّ حكومتنا وبدلا من أن تنتهج سياسة الوفرة التي تهزم الاحتكار تطلب من القوات النظامية أن تكون سيفاً باتراً لتحقيق الوفرة الغذائية. نحن نخجل يا سيادة الرئيس.. لأننا أصبحنا الدولة الأكثر تصديراً للعمالة لإسرائيل.. مواطنونا يذهبون إلى العدو وهم يحملون أرواحهم على أكفهم وشعارهم (يا غرق يا جيت حازمة).. لأنّ بلدنا أصبحت طاردة.. الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. نحن نخجل.. لأنّ الإحصاءات الدولية تسجل أننا من الدول الأكثر فساداً.. نحن عند كل الدنيا دولة فاشلة.. العالم بات يرفدنا بمؤن وإغاثات وأخيرا أمسى مبعوث واحد لا يكفى. سيدي.. نحن نأسف لأن الحكم ما عاد دولة بين أهل السودان.. في عهد الإنقاذ هذا وزراء منذ عهد الآلة الكاتبة.. جاءوا إلى الحكم شباباً وأمسوا اليوم شيوخاً.. ولا أحد على وجه اليقين يدرك متى يترجّل هؤلاء. سيدى نحن نخجل.. لأنّ ربع شعبنا يفر بحريته إلى الضفة الأخرى من النهر.. سيدي نحن نأسف لأنّ بلدنا تفقد خمس شعبها وبعض حكامنا يرون ذلك فتحا عظيما. بصراحة سيدي الرئيس نحن نخجل ونأسف لأن بعضاً من ولاة أمورنا لا يفعلون ذلك. ==،،،،،