إليكم الطاهر ساتي [email protected] مبادرة خاصة لا تكفي ..!! ** الإستخارة، ليختار الإنضمام إلي تيار الإطاحة بالحكم أو إعتزال العمل السياسي نهائيا ، هذا ما لم يقبل المؤتمر الوطني تشكيل حكومة قومية عقب إنفصال الجنوب..هكذا يبادر الإمام الصادق المهدي، ويربط مبادرته تلك بفترة زمنية لاتتجاوز السادس والعشرين من يناير القادم، أي بعد شهر من يومنا هذا سوف يستخير الإمام الصادق ليختار النضال أوالإعتزال، ما لم يفكك المؤتمر الوطني حكومته ويستبدلها بحكومة قومية.. حسنا..قبل نقاش خياري ما بعد الإستخارة، إليكم المهام المرجوة من الحكومة القومية حسب ماجاءت في المبادرة، وهي بالنص : إبرام معاهدة توأمة مع دولة الجنوب المرتقبة، الإستجابة إلي مطالب أهل دارفور المشروعة، توفير الحريات العامة،التصدي للمسألة الإقتصادية، ثم التعامل الواقعي مع المحكمة الجنائية الدولية..تلك مهام الحكومة القومية المرتجاة في تلك المبادرة ..!! ** قبل نقاش تلك المهام وذاكما الخيارين، لقد علم الإمام الصادق والشعب السوداني الفضل - يعني شعب الشمال - بأن الدكتور نافع على نافع رفض فكرة الحكومة القومية الواردة في تلك المبادرة قبل أن يجف مدادها ، وطالب الإمام الصادق - في صحف البارحة - بأن يختار ما يشاء، نضالا كان أوإعتزالا،أو (الإثنين معا ).. وحديث نافع بالتأكيد هو حديث حزبه، وماهو بجديد ، إذ لنافع وحزبه حساسية عالية تجاه بعض مفردات القاموس العربي، ومنها مفردة (القومية )..وكذلك الحرية والديمقراطية والشفافية والمحاسبة وغيرها من من المصطلحات التي يستخدمها الآخرين - قولا وفعلا - لإصلاح حال شعوبهم وأوطانهم.. فالقومية - كما كل تلك الفضائل - مرفوضة في مجالس النهج الحاكم وعقول سادته..( الزارعنا لو غير الله اليجي يقلعنا، جبناها بالقوة والدايرها يجي يشيلها بالقوة ) ..أليس هذا لسان حال النهج الحاكم منذ ربع قرن إلا قليلا؟..عليه، ليس في الأمر عجب حين يشير نافع إلي المهدي بأن يختار ما يحلو له، نضالا كان إعتزالا ولكن (حكومة قومية لا)..ولا أدري - بعد هذا الرفض العاجل - إن كان الإمام الصادق سوف يعجل بموعد إستختارته أم سيظل الموعد كما هو(26/1)، أملا في أن يستبدل المؤتمر الوطني نهج رفض بنهج القبول في أية لحظة ؟؟ ** على كل، نرجع للمبادرة ونقف عند مهام الحكومة القومية..حيث هي مهام بحاجة إلي توضيحات، حتى يعلم الرأي العام بأن تلك مبادرة تحمل كل حلول قضايا السودان، وعلى ضوء العلم قد يساهم الرأي العام بالضغط على الحكومة لقبولها أو قد يتجاهله في حال أن تكون حلول المبادرة غير منطقية.. بمعنى، يجب على حزب الأمة شرح تلك المهام شرحا كاملا، بحيث يكون مقنعا للرأي العام وليس للحكومة، فالحكومة - منذ 30 يونيو ذاك - لم ولن تقتنع بأية مبادرة ما لم تكن حلولها ترفرف على فوهات البنادق..فليدع الإمام المهدي الحكومة، ويراهن على الشارع السوداني في هذه المبادرة وأية مبادرة أخرى، والرأي العام لن يقبل مبادرة كتلك، بحيث هي هلامية ( شكلا ومضمونا)..مثلا، ماذا تعني المبادرة ب( التعامل الواقعي مع المحكمة الجنائية الدولية ) ؟..مطلوب توضيحات شجاعة..ماذا يعني الإمام بالتعامل الواقعي ؟.. هل هو محاكمة المتهمين دوليا أم محاكمتهم محليا أم غض النظرعن محاكمتهم نهائيا ؟.. يجب أن تحدد المبادرة المعنى الصريح للتعامل الواقعي ، بكل وضوح..!! ** ثم ماذا تعني المبادرة ب(مطالب أهل دافور المشروعة )؟..ثم من هم أهل دارفور؟ هل هم جيش مني أم جيش عبد الواحد أم جيش خليل أم الجيش المسمى بالجنجويد؟ أم كلهم؟..وإن كان المعنى بأهل دارفور ( كلهم)، ماهي مطالبهم ؟ وهل مطالبهم تختلف عن مطالب أهل الشمال والشرق والوسط وكل أهل السودان؟..في تقديري، كل أقاليم السودان لها مطالب كما مطالب أهل دافور، وكلها مطالب مشروعة ، ويمكن إختصارها في (الديمقراطية والإنتخابات النزيهة هي الحل )..فهل الأجدى والأنفع تقديم مبادرة تلبي مطالب كل أهل السودان - بمن فيهم أهل دافور، أم الأجدى أن يتواصل ذات النهج العقيم الذي يستمد روحه من مبادرات تصب في ترسيخ سياسة (رزق اليوم باليوم ، والحلول التخديرية ) ؟..تلك هي الأسئلة التي بحاجة إلي إجابات واضحة ، بحيث تشكل (حلول واضحة )..علما بأن عدم تقديم الحلول الواضحة لأزماتنا هو الذي يرسخ الأزمات ويمد عمر (نهج نافع) ويمزق البلاد.. وعليه، للقوى السياسية - بما فيها حزب الأمة - حق التوجس من أن ينفرد المؤتمر الوطني بالشمال بعد إنفصال الجنوب،وكذلك للشعب حق التوجس من مصير البلد ، ولكن كل هذا التوجس يجب أن يسفر( برنامج عمل جماعي )..نعم برنامج جماعي تتواثق عليه كل أحزاب المعارضة،وليس حزب الأمة وحده..وفي حال رفض الحكومة برنامجا جماعيا كهذا،على قوى المعارضة كلها - وليس حزب الأمة وحده - أن تستخير و تختار مابين ( النضال والإعتزال ) ..!! السوداني