الطيب مصطفى وعبدالحى يوسف وجمهورية دغمستان الأسلاميه! تاج السر حسين –[email protected] الراحل د. جون قرنق كان مفكرا فذا أكثر منه قائد عسكرى أو زعيم سياسى، والدليل على ذلك انه ابتدع مشروعا، هزم (المشروع الحضارى) وأوقف مده عند حدود (ابييى) مع ان (عشاق الظلام) كانت نيتهم أن يتمدد ذلك المشروع جنوبا حتى يصل الى نهاية حدود دولة المناضل (نيلسون مانديلا) الذى اسس نظاما ديمقراطيا متسامحا متعدد الأديان لا يظلم فيه مسلم أو مسيحى على انقاض دوله عنصريه كريهه. والمفكرون أمثال الراحل (قرنق) لا تخرج الكلمات والعبارات من افواههم عشوائيه، لذلك حينما قال كلمته التى تردد باستمرار على احدى الفضائيات السودانيه ، فقد كان يقصد كل كلمه قالها، وهى (ان اللغه العربيه تمثل ثقافة جزء من شعب السودان لكنها ليست الثقاقه الوحيده فالفور لهم ثقافتهم وللدينكا ثقافتهم وللشلك ثقافتهم وللنوير ثقافتهم، وللدناقله ثقافتهم وللنوبه ثقافتهم، وللبجه ثقافتهم وكلها مجتمعه تشكل ثقافة السودان). وهنا نلاحظ بأن (قرنق) ركز فى مثاله على القبائل الراطنه ولم يذكر اى قبيلة لا ترطن ممايدل على انه يعلم جيدا بأن القبائل (الراطنه) هى القبائل الأصيله فى السودان، وهو عالم وباحث ودكتور يعنى ما زول (قريعتى راحت) يرمى الكلم على عواهنه مثل بعض (الطالبانيين) الذين يخرجون على الفضائيات وفى لحظات حماس وغياب عن الوعى يدلون بخطب عنتريه تحمل فى داخلها اقبح اشكال العنصريه والتفرقه بين المواطنين فى وطن متعدد الأديان ومتنوع الثقافات وفيه أكثر من 100 لغه و500 قبيله واذا كان الحاكم عاقلا لعمل على جمع السودانيين كافة فى اطار واحد (الأصلى) منهم والوافد، وذلك لا يمكن أن يتحقق الا باعتراف شجاع بخصوصية كل قبيلة لا بطمس ثقافتها وازدراء تاريخها. أما بخصوص الطيب مصطفى وعبدالحى يوسف (الفالقين) دماغنا صباح مساء باحاديثهما عن الشريعه غير (المدغمسه). والأخير افتى بعدم جواز التخلى عن ارض اسلاميه (شرعا)، مع ان ارض الجنوب وسائر الأراضى السودانيه كانت فى الأصل ملكا لأجداد الجنوبيين والقبائل الراطنه فى السودان، اما القبائل التى تدعى بأنها عربيه .. اذا كانت فعلا عربيه صرفه، فقد جاءت أما غازيه لا اقول فاتحه كما يردد (العوا) كل يوم على قناة الجزيره عن بلده مصر وهو مسرور، فواجهت فى السودان قوم سمر البشره اشداء يجيدون رمى النبال .. أو جاءت هاربه من ثأر أو بسبب بطش (الوهابيه) بالمتصوفه كما حدث اخيرا وبما أن الفارين هؤلاء أو المهاجرين من قبلهم كانوا يحملون فكرا صوفيا متسامحا، لذلك وجدوا الترحيب من اهل السودان بل اعتنق جزء كبير منهم دينهم الأسلام دون أن يتغولوا على حق الآخرين فى التمسك بدياناتهم الأخرى مسيحية كانت أو افريقيه. وعن هذه (الشريعه) التى يتحدث عنها (الطيب مصطفى) و(عبدالحى يوسف)، فليتهما بداية امتثلا لتوجيهات (ولى امرهم) فاغتسلا وتوضيا واعادا الأموال التى كانا يحصلان عليها كمرتبات وحوافز من دوله خليجيه الى اهلها. ولمن لا يعلمون نوضح ونقول بان عبدالحى يوسف والطيب مصطفى كانا يعملان فى دوله خليجيه لا داع لذكر اسمها تبيح بيع الخمر على الفنادق ذات الخمسه والأربعه نجوم بل فى بعض اجزاء تلك الدوله التى ينبهر بها (الأسلاميون) ويستثمرون فيها اموالهم يباع الخمر مثلما يحدث فى اوربا علنا وجهارا نهارا حتى قبل صلاة الجمعه! ومعلوم ان مرتبات الدوله من ضمن مصادرها الضرائب، وضرائب الخمور هى الأعلى فى غالب الأحوال. وبما ان المؤمن كيس فطن ودقيق وذكى ولكى ينأى بنفسه عن اكل الحرام يترك 70 بابا للحلال .. وما هو معلوم لأبسط الناس أن الشريعه لا تبيح للمسلم الحرام الا عند الضرورة القصوى التى تجعله يواجه خطر الموت من الجوع. لذلك نتساءل ما هى الضرورة التى اباحت للطيب مصطفى ورفيقه عبدالحى يوسف أن يعملا لعدد من السنوات فى تلك الدوله الخليجيه التى تبيح بيع الخمر ولحم الخنزير ويجمعا ثروه ماليه من ذلك المال المخلوط بالضرائب التى تجبى من الخمور؟ وما هو معلوم أن عبدالحى يوسف لم يترك العمل فى تلك الدوله الخليجيه من نفسه وانما ابعد (امنيا) .. واذا كان الطيب مصطفى وعبد الحى يدعوان لشريعه غير (مدغمسه) وحريصان على دينهما وأن يخرجا من هذه الدنيا مياشرة الى جنات الفردوس، فعليهما أن يتخلصا من المال الذى جمعاه من تلك الدوله وهو لا يصلح حتى كصدقه لأن الله طيب لا يقبل الا طيب، ثم يعملان من جديد مثل باقى الشعب المسكين الكادح الغلبان وبعد ذلك من حقهما أن يتحدثا عن شريعه غير (مدغمسه)! من عجائب الأسلامويين انهم يحبون جمع المال بكل السبل واصعب شئ عندهم أن ينفقونه أو يتخلصون منه، لكنهم يمكن أن يحدثوك عن الحلال والحرام حتى الصباح. وحتى تؤكد دولة (داغمستان الأسلاميه) انها سوف تنفذ شريعه خاليه من (الدغمسه) فعليهم أن يكونوا شفافين لا يخادعون الله ورسوله ويوقفون فورا التعامل مع (الصين الصديقه) وهى دوله شيوعيه وكافره وملحده تنكر وجود الله، وتعتقل المسلمين وتعذبهم وتقتلهم. وعليهم كذلك أن يتخلوا عن انبطحاهم المستمر للجارة الشقيقه (مصر)، وأن يلغوا عقد الحارس (الحضرى) وسحب الجنسيه السودانيه منه، فالنظام فيها نظام عاقل يعرف مصلحة شعبه ولا يزائد فى ذلك ويرفض السماح لأى حزب سياسى أن يشارك فى الأنتخابات اذا رفع شعارات دينيه، لأنهم يعلمون بأن هذا الفعل سوف يهدد الوحده الوطنيه ويجعل بلدهم مثل (جمهورية داغمستان) الأسلاميه التى كان اسمها ذات يوم (السودان)! آخر كلام:- مع كامل تقديرنا لبيان (هيئة شوؤن الأنصار) الذى يعكس كثير من الذكاء والمعرفه بالشريعه، الا اننا نحذر من مغبة الوقوع فى فكرة دوله دينيه على اى شكل كان، حيث لم نر اى دوله (دينيه) حققت نجاحا فى اى مكان فى العالم، والحل هو فى نظام (ديمقراطى) كامل ينأى بالدين عن السياسه.