[email protected] الأديبة وكاتبة القصة القصيرة فاطمة السنوسنى تقول في إحدى قصصها (في بلاد بعيدة نظر الطبيب صورة لقلبي بالأشعة السينية ،، هتف بإنزعاج : هناك تشوهات بالقلب ، قلت بغير إنزعاج ، ليس تشوهآ ، لكن قلبي في الغربة دائمآ يتشكل بخارطة الوطن.. نظر الطبيب إليّ مندهشآ ، وعكف على الخارطة يدرسها بإمعان ) إنها التفاصيل الدقيقة لخارطة هذا الوطن ... الذي تشكلت قلوبنا وفقا لها .... وتوارثنا وصية الأجداد فيها ...... وعلى التراب الغالي الما ليه تمن !!!!! فمن الذي ضيع الوصية ؟؟؟ ومن الذي يريد أن يبشرنا بلاء حياء بأن في بتر أنياطه خيرا ... وبركة ورحمة لنا كنا فاهمون !!! وإن دولة الحق والعدالة ..... والضياء كان ينقصها مبضع الجراحين المهرة أمثالهم ..... وأن كل علل الوطن ......... وأسباب تأخره .... عن ركب الحضارات والأمم وقيام الدولة الكبرى فقط هذا التنوع ... والتفرد .... الذي شكل جنوبنا الحبيب .... جزءا كبيرا منه وبعد هذا الإنجاز في ظنهم........ لم يعد للتنوع مكانا بيننا ...... فقد حسمت هويتنا ..... وبشرى للدول العربية والإسلامية !!!!!! فقد جاءكم السودان مبتورا ....مشوها .... بعد أن ضاقت مواعين ساسته .... في إدارة هذا التنوع ..... وفر أبناءه في الجنوب بجلودهم .. حين حانت السانحة لهم ..... وهناك من ينتظرون . بلد .... مأساته ...... في تقمص ساسته .... وحكامه للفكرة.... والمنهج وفق اللحظة ومتطلبات المرحلة ........ تحسم هويته .. وطريقة حكمه بطريقة ( دق العيش في مواسم الحصاد) بطرقه البدائية ....... دون مراعاة للجاي بكرة ........... وللماثل أمامنا من نتائج ...... وما ستنجبه الأيام من خطل التهور والإنفعال ...... حتى لو إفترضنا حسن النية ..... وأبعدنا المزايدات والمكايدات السياسية .... فماذا كسب الوطن ..... من هوجات وهرتشات التأفف العرقى والإثنى والثقافي ....... الذي تبنته الدولة منهجا .... في تعاملها ..... مع أبناء الوطن الواحد المتعدد الثقافات والإثنيات ... أي منهجا للعدالة ... اقمنا ... أي نموذج كان لجعل قلب الوطن قوة جاذبة ......... قبل أن يشهد علينا العالم .... أننا فشلنا في الحفاظ على وحدة هذا الوطن ..... وكثيرا منا يتحدث بشتارة غريبة ...... عن ان الأجنبي ... والمستعمرين ... هم أس البلاء ..... وسبب المصائب ...... ولكن ماذا فعلت الدولة وساستها .. ومفكريها لسد الثقوب التى منها ينفد الأجنبي ......... ويحقق مأربه ... والسوأل الذي يفرض نفسه أيضا لماذا أصبح الوطن فريسة سهلة فعلت بها المطامع الدولية ما تشاء وشكلته وفق ما تهوى وبمباركة أبناءه .... توقيعا وتنفيذا ... وطالما أسوار الخوف ... والحيف والظلم والضياع الحقوقى ... تستطال أمام كل من يطالب بحقه .... وهو في كنف الوطن .... فليس غريبا من بعض أبناء الوطن .... التلويح بأيادى الرضا والقبول ... لكل قادم من وراء الحدود .. يلوح ويخاطب أمانيهم العطشى للحقوق ... ورد الظلم ورفع التهميش . تعدد وتنوع هذا الوطن .... نعمة ... أحالتها العين الواحدة .... والشتارة الفكرية ... والذهنية إلى نغمة ... وأورثت هذا الكم الهائل من النزيف ... والحريق ... ومزقت عصبه ونسيجه الحى الذي كان يمكن أن يتلاقح ويتحاور كثقافات ... يبقى منها ما تقبله الفطرة الإنسانية ...... ويذهب مالا ينفع الناس ...... دون قوة ... أو مركز تحركها مآربها .... في البقاء في الحكم ..... لخلق بؤر العتمة والحروب ... والنزاعات من هذا التنوع ... والتفرد الذي حبي به هذا الوطن ..... ليجنى هذا الوطن هذه العواصف ... والنتائج المريرة .... التى ستظل قدر أنبوبي ملتهب يحيل خرطة هذا الوطن... إلى عدم .