[email protected] ** لا، كدة ما كويس..أوهكذا عبرت حين قرأت صفحة إعلانية ببعض صحف البارحة، وكانت بعنوان : ( خصخصة سودانير - حقائق وأرقام ).. وهي عبارة عن تقرير أعدته اللجنة المكلفة بمراجعة وتقييم عملية بيع الناقل الذي كان وطنيا (سودانير)..والتقرير بقلم الدكتور يس الحاج عابدين، رئيس اللجنة.. قبل تفكيك التقرير، أفيدك ياصديق بأن الدكتور يس الحاج عابدين عضو بمجلس إدارة سودانير بعد الصفقة ، وكذلك هو الناطق الرسمي باسم المجلس، ومع ذلك صار اليوم رئيسا للجنة مراجعة وتقييم الشركة بعد الصفقة أيضا.. أي كلفوه بأن يراجع ويقييم عملية بيع هو ذاته كان - ولايزال - طرفا، وهذا لايحدث إلا في السودان..فالشفافية تقتضي بأن يراجع صفقة مشبوهة كهذه رجالا لم يكونوا طرفا فيها، ولكن ليس في الأمر عجب، حيث الشفافية في بلادي صارت من عجائب الدنيا، بحيث يراجع ويقييم أي مسؤول عمله بنفسه، ثم يصبح هو ذاته قاضيا ويحكم على عمله بالنجاح طبعا ، كما النموذج هذا .. المهم، يلا نقرأ التقرير الذي تم إعداده بنهج الأبالسة ..!! ** يس عابدين يفيد الناس بأن الشركات التي تقدمت لشراء ناقلنا الذي كان وطنيا بعد طرحها في العطاء، هي : المايا السعودية، عارف الكويتية، أعيان الكويتية، بارونز الفرنسية، طيران الإتحاد، طيران الأمارات، قلوبال الإستشارية، مجموعة الطيار، السفارات الدولية، مجموعة ساس، أبو الشعر السوري، العلوى البحرينية، البنوك السودانية، مضوي وساتي العالمية والزوايا للإستثمار.. تلك هي الشركات التي إستجابت للعطاء وتقدمت لشراء سودانير، كما جاء نصا في التقرير.. وبعد الفحص والتدقيق، وافقت اللجنة الحكومية على عرض شركة عارف الكويتية ، وباعت لها أسهم الشعب السوداني بمبلغ ( 115 مليون دولار).. هكذا ملخص التقرير، وهو ملخص معيب - شكلا ومضمونا - ومراد به خداع الناس والبلد، وكذلك يطعن في نزاهة وشفافية ومصداقية رئيس لجنة التقييم والمراجعة ، د. يس الحاج عابدين ، ما لم يعد ويكتب كامل التقرير - بالإعلان أو بالمقال - بكل نزاهة ومصداقية.. وذلك بالرد المباشر على الأسئلة التي سترد في الفقرة التالية ..!! ** رعاة الإبل في بوادي بلادي يعرفون بأن عارف نالت (49 %) من الأسهم، تقرير يس عابدين لم يذكر هذه النسبة، فقط ذكرت قيمتها النقدية ، وهذا (معيب ) .. وكذلك بائعات الطواقي بأسواق بلادي يعرفن بأن شركة إسمها الفيحاء نالت (21%) من الأسهم .. تقرير عابدين للأسف لم يذكر تلك النسبة، وبكل بؤس لم يذكر حتى إسم تلك الشركة.. بمعنى : اسم شركة الفيحاء لم يرد في قائمة الشركات التي دخلت سوق المنافسة وقدمت عروض الشراء، ومع ذلك إشترت (21% ) من أسهم الناس.. كيف حدث هذا يا يس عابدين؟ ..ولماذا لم يوضح تقريرك للناس ماحدث ؟.. أليس من حق أهل البلد - وهم أصحاب الأسهم - معرفة الشركة التي إشترت أسهمهم، وكيف إشترت رغم عدم ورود إسمها في قائمة الشركات المنافسة ؟.. ثم أليس من حق أهل البلد - وهم أصحاب الحق الأصيل- معرفة مجلس إدارة هذه الشركة التي إستولت على أسهمهم، رغم أنها لم تنافس مع الشركات المنافسة ؟.. هل تستحي - أم تخشى - أن تقول للناس بأن شركة الفيحاء حين نالت أسهمهم كان يشكل مجلس إدارتها السادة : الشريف أحمد عمر بدر، الدكتور أحمد المجذوب أحمد، العبيد فضل المولى ، المهندس عبد الوهاب عثمان و بعض الكوايتة ؟..بعضهم كانوا ولاة آنذاك، والبعض الآخر وزراء، وأحدهم كان مديرا لشركة دانفوديو..ما الذي يحول بينك وبين إتقاء ربك والتصالح مع ذاتك والصدق مع أهل بلدك ، وإفادتهم بأن هؤلاء هم أعضاء مجلس إدارة شركة الفيحاء التي لم ذكرها وإسمها في قائمة الشركات المنافسة ؟.. ثم ما الذي يحول بينك وبين مخافة الله والصدق مع شعبك - صاحب أسهم سودانير سابقا - وذلك بعدم توضيح أن شركة الفيحاء تلك تأسست بتاريخ 19 فبراير 2006 - أي قبل أسابيع قليلة من سيطرتها على (21% ) من أسهم أهل بلدك؟..لماذا تجاوز ضميرك كل هذه المعلومات المهمة يا عابدين ؟..هل نسيتها، أم تناسيتها لتقابل بها أهل بلدك أمام خالقهم في يوم لن ينفعك فيه حزبك ولا حكومته ولامنصبك ومزاياه ؟ .. رأيتك تهلل وتكبر في مناسبة ما ، وتخطب مطالبا بتطبيق الشريعة، فلماذا غيبت الشريعة في تقريرك هذا بتغييب شركة الفيحاء وأصحابها وسبب إستلائهم على (21%) من أسهم شعبنا بلا منافسة ؟..أم كنت ولازلت تظن بأن الشريعة فقط هي سياط النظام العام التي تلهب ظهور الضعفاء غير النافذين في الحزب الحاكم ؟.. لا يا رجل، فما لم تطبق مقاصد الشريعة في ذاتك ، فأنت غير مؤهل أخلاقيا بأن تطالب بتطبيق أحكامها على الآخرين ..!! ** و.. عفوا صديقي القارئ ، لقد إمتلأت مساحة الزاوية .. وما تلك إلا نظرة على سطح تقرير يس عابدين، المراد به خداع عقول الناس..غدا باذن العلي القدير، تحت عنوان آخر، سأنظر إلي عمق التقرير، فما في العمق..( أفدح وأفضح ) ..!! .................. نقلا عن السوداني