محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] صابون القلوب الحزينة..هي البسمة دون شك..فلو انك دخلت علي شخص في مكتبة أو طرقت باب مسكنه فان تجهمه في وجهك يصيب قلبك لامحالة بالكابة وربما يظل هذا الآنطباع مخيما علي دواخلك يعتصرها اعتصارا حتي لو قضي لك امرا مهما فان حالة الفصام تصبح هي المهيمنة حتي بعد ان تغادر ذلك الشخص وتظل الصورة الأولي مرتسمة في مخيلتك وان مر الزمان.. فالمثل الشائع في كثير من بلاد العرب يقول.... ( لاقيني ولا تغديني )..ويقابله عندنا هنا في السودان المثل القائل ( بليلة مباشر ..ولا ضبيحة مكاشر..) لذا فانني.. وعلي راي صديقي الشاعر اسحق الحلنقي.. وراء البسمات كتمت دموع بكيت من غير تحس بيا.. أحاول اغتصاب الضحكة وسط كأبة الاجواء التي نعيشها .. والأستقلال يمر عيده هذا العام كعرس الحداد واي حداد نعيش ؟المهم يا سادتي وانساتي سيداتي . فقد خطرت ببالي فكرة هذا المقال وانا استرجع في ذاكرتي.. مداخلات السادة المعلقين علي مقال كتبته ربما في نصف الاسبوع المنصرم ..تحدثت فيه عن حفل الفنان/ العندليب الأسمر.. زيدان ابراهيم ضمن فعاليات مهرجان الخرطوم الموسيقي لهذا العام.. فلفت نظري ان احدهم ويبدو انه من الشباب صغار السن ان علق معنفا شخصي متهما اياي بسرقة الألقاب من اصحابها الحقيقين .. مضيفا ان العندليب الأسمر وعلي حد تعبيره هو لقب الأستاذ الفنان / شكر الله عزالدين ..ويطلب مني بصرامة الا اكرر هذا الخطأ مرة اخري..وحيث ان اداب التقاليد الصحفية تتيح الفرصة للمعلقين بالتعبير عن مفهومهم للمقالات دون ان يضطر الكاتب للدخول في شد وجذب مع المعلقين.. فقد انبري واحد منهم مشكورا وقال للمحتج بشدة ..ان لقب العندليب الأسمر أطلق علي الفنان الكبير زيدان. ربما. قبل ان يولد شكرالله.. واعتبرت انا الموضوع منتهيا وان الرسالة قد وصلت علي حد تعبير الفضائيات .. بيد ان الباب يظل مفتوحا لطرح جهل كثير من ابناء الأجيال الحديثة المشغولون باشياء تشتت تركيزهم وتحصيلهم بصفة عامة لاسيما وانها تعمق عدم اطلاعهم علي تاريخ الوطن حتي القريب منه و يجهلون رموز حركتنا الوطنية والسياسية..والأدبية والفنية..والرياضية .. وخلافها.. وتحضرني طرفة نسبت لصديقنا المهندس محمد ابراهيم عبود بن الرئيس السوداني الأسبق.. اذ قيل والعهدة علي الراوي انه جلس الي جانب شاب في الثلاثينيات من عمره ..علي متن رحلة بالطائرة ..ومن قبيل كسر رتابة الوقت الطويل في الجو سأل محمد عبود الشاب عن اسمه فرد بادب معرفا باسمه ومنطقته.. و اضاف انه قادم من المكان الفلاني حيث يحضر للدراسات العليا في مجاله.. فقال له محمد . عظيم يا ابني..و انا عمك محمد ابراهيم عبود.. رد الشاب ..متسائلا .. ابراهيم من؟قال محمد ..ابراهيم عبود يا ابني.. الم تسمع عنه ؟ رد الشاب وهو يكاد يذوب من الخجل ..لا والله يا أستاذ .. انا معرفتي بفناني الحقيبة القدامي مش ولا بد.. أطلق هذه القفشة المضحكة ..والمبكية في ان ونحن نعيش احزان الآحتفال الجنائزي في ذكري استقلال بلادنا الموحدة ربما الأخير ان لم يتولانا الله برحمته ويخيب فأل ..الحاقدين علي ما ننعم به من تماسك علي علاته.. يمر ذلك العيد مع أنهار الدموع المتوجسة خيفة و التي تذكرت الرجال الذين صنعوا مجدا .. باعه العيال.. ونجد كثيرا ايضا من عيال اجيالنا الجديدة من أولاد وبنات لايعرفون من هو محمد احمد المحجوب او العملاق اسماعيل الأزهري.أو البوث ديو...وذلك لان مادة التربية الوطنية..ناقصة ان لم تكن معدومة ..فحتي الكبار من مواطني هذا البلد هاجروا الي غير رجعة وفيهم من يقول لآ أحد من أهلي بقي حيا لكي اعود الي السودان..ولا لوم عليه اذ تربي اكاديميا ..هكذا واجتماعيا ايضا ناقص الوطنية وان التركيز علي القبيلة والقرية والعائلة انساه تراب الوطن.. فكم شهدت في مطارات العالم السودانين وهم يحضنون القادم من السودان ويسالونه ( الحلة كيف بالله ) فيما نري اخوتنا لمصرين وهم يقبلون القادمين ويسالون والدموع تتقطر من المآقي ( ازي مصر الحبيبة ).. وفي حلقة من احدي برامج التلفزيون السوداني سال المذيع شابا .. عن خليل فرح..فاجاب بفرح الذي قبض السبع من ذيله ( عارفه ..مش البغني الاماني العذبة ) فيما يكاد اخوتنا المصريون يساوون في التقديس .. بين سيد درويش وسعد زغلول. وسامحونا .. ان ضحكنا وسط الدموع.. فلن يجدينا ان نبكي دائما .. والله المستعان وهو من وراء القصد..