[email protected] شاعرنا المجيد واستاذنا ولولا الخوف من ان اتهم بانني (بتاع حركات) لقلت صديقنا محمد المكي ابراهيم رد الله غربته له قصيدة رائعة روعة كل شعره اسمها اهانات شخصية لابن الملوح جاء فيها (على ليلى يطول اساك /منتعلا وسامك قلبك الخاسر /ممدودا على سجادة التاريخ / مائدة لكل حزين) فود المكي من رواد المدرسة الاشتراكية الواقعية الرافضة بشدة للرومانسية لذلك صب جام غضبه على ابن الملوح باعتباره دقة قديمة(اهينك ها انا اهينك عبر القرون اهين حلمك بالخلود العذب/ اهين نذالة الكسب الذليل على حساب القلب/ اهين جميع من باعوا الشباب وفرطوا في الحب) مناسبة هذة الرمية هي اننا نود اليوم ان نعاتب رمزا من الرموز العالمية دون ذنب جناه مثله مثل ابن الملوح الذي كان معبرا عن زمانه ولم يسلم من ودالمكي وشخصيتنا هو المفكر كارل ماركس معترفين بانه من العظماء الذين اثروا الحياة الفكرية العالمية بنظرياته الثاقبة فما من مفكر جاء بعده الا دار في فلكه سلبا او ايجابا قدم ماركس تفسيرا لمكانزيمات الصراع البشري في غاية التماسك تختلف او تتفق معه ولكن الاهم عندي كان هو نشدانه للعدالة الاجتماعية وابتداعه لنظرية الصراع الطبقي ودعوته لعمال العالم (البروليتاريا) للتضامن والاتحاد وانهم في النهاية منتصرون وهذا امر محتوم بالنسبة له في تقديري ان كارل ماركس يستحق ان نهينه كما اهان ود المكي ابن الملوح لانه حصر الخلاص البشري في الصراع الطبقي ولم يفكر بان هناك امم سوف تاتي بعده وتدك عروش الراسمالية بغير صراعه الطبقي . امم سوف تبتدع ادواتها بعيدا عن حتمياته. فقبل ايام معدودة اطلق لاعب الكرة الفرنسي السابق اريك كانتونا صيحة قوية يطالب فيها الناس بسحب مدخراتهم من البنوك لكي تنهار لانه في اعتقاده ان البنوك هي اس البلاء وهي وسيلة الانسان لاستغلال اخيه الانسان لانها تجمع مدخرات البسطاء وتعطيها لبعض الناس للثراء بها . نعم فكرة كانتونا فطيرة تحتاج الي (تخمير) وتطوير ولكنها مدهشة يكفي انها لفتت نظر المواطن العادي لاحدى ايقونات الراسمالية الحديثة واماكنية تحطيمها بعد اريك كانتونا ظهر السيد اسانج جوليان صاحب موقع ويليكيس ذلك الموقع الذي قام بتسريب وثائقا جعلت امريكا قلعة الراسمالية تتراجف. ان مافعله جليان لم يفعله استالين ولالينين قبله ولاخروتشوف بعده في النظام الراسمالي قد يكون موقع ويكيليكس خديعة امريكية او حتى صهيونية يعمل لمصلحة جماعة معينة او يهدف لخدعة البشرية وجرها لفخ جديد ولكن الذي يهمنا هنا ان عملية تسريب الوثائق عبر الانترنيت سوف تتطور وتشمل كل اسرار العالم الراسمالي وتجرده من اهم اسلحته وهي الغموض والسرية لدرجة الماسونية فبامكان شاب صغير ان يدخل الي موقع اعتى قلعة من قلاع الراسمالية ويهكرها ويفعل فعلة لو اضرب عمال تلك المؤسسة مائة يوم ما فعلوها. ونذكر هنا فتاة اليوتيوب السودانية وما راكمته من غضب وما اججته من ثورة في النفوس في السودان بصورة لم تفعلها المعارضة السياسية في عشرين سنة رغم انه يقوم عليها رجال سعبينيون فياسيد كارل ماركس ان التقنيات الحديثة لاتحتاج الي حلاقيم كبيرة تصيح ياعمال العالم اتحدوا ولاتحتاج الي (عضلات تبش) لكي تناضل وتدك صروح الظلم الراسمالي ولكننا في نفس الوقت لابد ن من ان نعترف لماركس في تمتينه لنظرية النقائض فالراسمالية هي الام الشرعية للتقنية الحديثة ذات التقنية التي سوف تقتل امها وتمشي في جنازتها.