إليكم الطاهر ساتي [email protected] عزيزتي الطحالب.. حمد لله على السلامة ..!! ** لايزال الأهل بعاصمة البلد يشربون كدرا و طينا، بعد أن عجزت هيئة مياه الخرطوم عن تغيير لون ورائحة وطعم الماء بحيث يكون لا لون له ولا طعم ولارائحة ، أو كما درسونا في علوم الإبتدائية، وهو درس لم يعد يتناسب مع واقع لون المياه حاليا وكل أزمنة التلويث هذه..نعم ، فجأة تلونت مياهنا بلون رمادي ذي شوائب وطعم يغنيك عن الملح ، أي إذا قدمت لضيفك كوبا من عصير الليمون يتجرعه بتلذذ بمظان أنك أكرمته بكوب من عصير العرديب .. هكذا حال مياه الشرب في الخرطوم، والسكان على ذلك من الصابرين منذ ثلاثة أشهر.. وكما تعلمون ميزانية المياه النقية والمعباة في القوارير - والمسماة شعبيا بموية الصحة - لا يستوعبها دخلهم الشهري، ولذلك يجب ألا يخرج إليهم واليا أوزيرا أومديرا ناصحا بلسان حال تلك الملكة : ( أشربو موية الصحة ، طالما موية المواسير عكرانة )..!! ** آخر تبرير جادت به عبقرية هيئة مياه الخرطوم حول هذا الأمر قبل أسبوع ونيف، فحواه : ( الروائح والألوان التي ظهرت في مياه الشرب ظاهرة طبيعية، وهي ناتجة عن توالد الطحالب، وهي كائنات عضوية غير ضارة تتوالد دائما في شهر ديسمبر، ولاتوجد أية ملوثات في المياه ) ..هكذا تبرر هيئة مياه الخرطوم لون مياهنا ورائحتها وطعمها..وماعلينا إلا تصديق تبريرها الفطيرهذا، ونتجرع الطحالب بكل تفاصيل توالدها.. أي قدم لضيفك كوب العصير، ولا تنسى تنبيهه بأن يبارك للطحالب التي تتخمض أو تتوالد في قاع كوب العصير، وهكذا تكون رفعت عنك الحرج وكذلك تكون قد أفدت ضيفك بمعلومة مفادها: لحكومتك رحمة تجازوت البشر، بحيث صارت تظلل رحمتها حتى الكائنات التي تتوالد في مياه شربنا..ولكن قف عند تلك الإفادة فقط ، أي لاتزايد على ضيفك - كما تفعل صحفهم - بحيث تخبره بأن حكومتنا لا تحمي الطحالب في مرحلة توالدها فقط، بل ترعى أنجالها أيضا في المستقبل بمجانية التعليم والصحة ..!! ** ذاك التبرير لا يقنع حتى عقول ديوك المدينة وأسماك الريف ، ناهيك بأن يقنع عقل بني آدم ..العام الفائت كان به شهر ديسمبرأيضا، وكذلك العام قبل الفائت، فلماذا إختارت طحالبكم ديسمبر هذا العام - تحديدا - للتتوالد فيه ؟.. هل كانت عقيمة في الأعوام الفائتة، فتعالجت هذا العام (مثلا يعني ) ؟..لوكانت مياه ديسمبر السنوات الفائتة بذات رمادية ومرارة مياه هذه الأيام، لما سألنا ذاك السؤال، ولكنها لم تكن كهذه، فلماذا اللف والدوران وخداع العقول بتبرير: (مافي حاجة ياجماعة، بس دي الطحالب بتلد، وبعد ما تتحلى بالسلامة الموية بترجع زى ما كانت نقية ) .. وللأسف، لم تحمل هيئة الخرطوم الطحالب مسؤولية تعكير صفو المياه إلا بعد أن حذرت السفارة البريطانية رعاياها بعدم إستخدام مياه الخرطوم في الشرب ونظافة الأسنان، وذلك بعد أن أثبت فحصا معمليا في بريطانيا تلوثها بالبكتريا الفيلقية، أوهكذا حذرت السفارة .. فهرعت الهيئة بتبريرها الغريب في محاولة يائسة لتغطية آثار تحذير السفارة على الرأى العام، ثم أضافت في ذات التبرير مايلي نصا : ( سنأخذ عينات من مياه السفارة ونفحصها للتأكد من سلامة مياه الخرطوم )..تأملوا هذا الخداع .. السفارة فحصت مياه عاصمتنا في أحد معامل بريطانيا وعرفت محتواها ( بكتريا فيلقية) ، ومع ذلك هيئتنا تكابر- وتلت وتعجن - وتقول : ( أنسوا معامل بريطانيا، أنا بفحصا ليكم في معمل إستاك )..هكذا لسان حال الهيئة ، يطالبنا بتكذيب نتائج فحص المعامل البريطانية ونصدق نتائج المعامل السودانية ..حسنا، أفحصوها في معمل إستاك وأخبرونا بالنتائج .. ربما تثبت لكم نتائج معمل إستاك بأن الطحالب غادرت - عنابر الولادة - بالسلامة و فطمت صغارها، ولكن حلت محلها كائنات أخرى عجزت عبقرية الهيئة عن تصرف لها ( حبوب منع الحمل ) ..؟ ............... عن السوداني