دارفور إلى أين ؟ مجدي معروف [email protected] لم تكن تدري ماذا يخبيء لها القدر الى أن جاء هذا النظام الغريب العجيب ! نظام الجبهة الاسلامية - الانقاذ ثم تحول الى النظام الهجين المشوه الموجود الآن، فماذا حدث في دارفور وكيف تطور الى هذا الحد : 1989م قام نظام الجبهة الاسلامية وقتها على فرضية نفي الآخرسياسيا وتغييب ارادة الشعب الشعب، متوهما نجاح مشروعه في دارفور التي يمثل الاسلام نسبة100% لكنه فشل وانهزم وانهزم منذ البداية مما أدى لخروج أبناء دارفور من الاسلاميين اللذين كانوا يساندون النظام النظام . وارتبطوا بالتنظيمات المعارضة للنظام . فشل نظام الانقاذ في مواجهة هذه الأزمة لغياب الأفق الاستراتيجي للمعالجة ، وممارسة سياسة ميدانية أججت الصراع ، وأدخل الخطاب السياسي للنظام مفردات أججت الصراع أكثر أكثر واستثمرها الاستعمار الحديث (أمريكا - أوروبا - ) كالصراع بين العرب والأفارقة وذلك بدلا من أن يكون خطاب النظام تكريس العيش المشترك بين القبائل. فانحرفت المنازعات بعيدا مسبباتها ، واستثمر النظام هنا الخلافات القبلية لتحقيق مكاسب آنية متوهما أنها لمصلحته في المنطقة بممارسة الاستقطاب القبلي ،وابتداع مايسمى بالبيعة لنظام الانقاذ باسم القبيلة ، والنفرة والجهاد الى أن وصل الأمر لدرجة تحريك القبائل وتسليحها ضد القبائل الأخرى . خلفت هذه السياسات أثرا بالغ السوء اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا مما أدى لانهيار كل المشاريع الاقتصادية والزراعية والصناعية وحتى انهارت الخدمات الصحية والتعليمية والتعليمية وخدمات المياه . وأهملت اتفاقيات تنظيم المراعي على الحدود السودانية مع دول الجوار والتي كانت تجدد سنويا تجدد سنويا . وتحولت كل المؤتمرات التي عقدت من أجل حل أزمة دارفور محليا الى تظاهرات سياسية واعلامية ، مع عدم وجود آليات شعبية لتنفيذ مقررات هذه المؤتمرات مما أدى الى اعادة انتاج الأزمات. أصبح استخدام السلاح واسع النطاق في المنطقة بواقع قطعة سلاح لكل مواطن فوق سن16 سنة ، ومصادر السلاح كانت من حكومة الانقاذ وليبيا وتشاد مما زاد أعداد الضحايا ووسع رقعة النزاع الجغرافية ، فتدخل الجيش السوداني ليقصف بعض القرى بالطيران بمعاونة ليبيا ، هنا طلبت بعض القبائل الدعم من أبناء عمومتهم بتشاد وهنا تفجر النزاع الاقليمي وتبعه التدخل الدولي كل حسب مصالحه. الى أن وصلنا الى مرحلةقرار مجلس الأمن 1706منذرا بالتدخل العسكري في دارفور ، وفعلا دخلت القوات الأممية (القوات الهجين). ومازال النظام مستمرا في تكتيكاته ومناوراته التي لا طائل منها . مجدي معروف رئيس اتحاد الطلاب السودانيين - جامعة حلب - سوريا