عبدالواحد احمد [email protected] الازمة السودانية بكل تاكيد تجاوزت وتتجاوز يوميا اماني وتحليلات الكتاب والقراء والمتابعين الوطن يا سادتي يعاني الازمة وراء الازمة القضية السودانية ليست وليدة لحظة ولكنها ذات جذور عميقة عمق الدولة التي تشكلت في رحم وطن يعج بالاثنيات الا ان حكم الجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني ادي الي تفاقم مراراتها التي اودت بتفتته وتغيير خريطته وردته الكاملة الي حالة اشبه بدولة شعوب القبائل كان السودان قبل مجئ الحكم التركي المصري قي اواخر القرن التاسع عشر لم يكن يعرف اي شكل من اشكال الدولة بطرازها القديم او الحديث بل كان عبارة عن مجتمعات تتكون من عشائر ومشايخ واثنيات وقبائل متعددة هذه التشكيلات الاساسية انذاك هي نواة المجتمع السوداني الحالي وقد تعاقبت علي حكم البلد والسيطرة علي موارده من دون ان تكون هناك صورة لدولة بقوانينها المعروفة وحدودها المميزة عندها بل كانت تتنازع حول موارد محددة من كلأ وماء وارض حسب طبيعة تطور تلك المجتمعات ونهجها في الحياة في ذلك التاريخ وكانت القبيلة والعشيرة هي الوعاء الذي يبسط الهيمنة والسيطرة والتفوق وبالتالي كانت هي المحرك الاساسي والحاسم الرئيسي في تطور القضايا المجتمعية وحركتها وحراكها في تلك الحقبة وهي الضامن والمحفز لوجود اي فرد وسط تلك المجتمعات المتناحرة فيما بينها من جهة وبين مجتمعات اخري من جهة مقابلة الضامن من حيث توفير المامن والماكل والملاذ وقد ظل السودان طوال تاريخه تحت اثر نتائج هجرة القبائل والعشائر التي تدخل اليه وتبسط سيطرتها وتفوقها علي اي منطقة من حدوده التي لم تكن معروفة قبل مجئ الاتراك لأنه في الحقيقة لم يعرف السودان علي مدي التاريخ شكل محدد لدولة ما ذات حدود وسيادة اراضي قبل مجيئهم بقيادة محمد علي باشا بحثا عن الذهب والرقيق يحمد ويسجل للاتراك بناء اول نواة لدولة حديثة في السودان حملت بذرة تكوين الدولة السودانية بكل تناقضاتها وازماتها وتعقيداتها حيث تكونت دولة الاتراك تلك علي انقاض القبائل والعشائر والمشيخات والاثنيات لذلك ظلت تحمل كل تناقضات الهوية في داخلها في عهد الاتراك عرف السودان عملية ترسيم الحدود للدولة وتكونت جماعات الشرطة والجيش من الهجانة والدوشرمة والباشبوزوق كما ان محمد علي باشا في عهده اسس لمجلس قضاء او ديوان القاضي انذاك للحكم في قضايا مجتمعات تلك القترة وبالتالي يمكن الكلام عن تاسيس اول جهاز للقضاء في تلك الدولة الحديثة فضلا علي ان السودان كان يتبع لجهاز اداري كامل لدولة ضاربة في التاريخ في استانبول عمل الاتراك ايضا علي تطوير الخلاوي والمدارس للاستفادة من الطاقة البشرية السودانية التي تمكنهم من السيطرة علي البلد وتسهل عملية الاستفادة من مواردهوبالتالي نشا اول نظام للتعليم هكذا بوجود الحدود والجيش من الدوشرمة والشرطة من الهجانة والجهاز القضائي والتعليمي نشات اول دولة سودانية من رحم تلك المشائخ والقبائل والعشائر والاثنيات بمؤسساتها المتكونة تلك ولكن لان الظلم يولد الاحساس بالوعي فقد ادت ممارسات الاتراك الهمجية والفوضوية وكبتهم وعنفهم للانسان السوداني لانطلاق ما يمكن ان نسميه اول ثورة وطنية لوطن واحد الثورة المهدية التي نجحت في توحيد السودانيين حول هدف واحد هو طرد المستعمر وبالتالي يمكن القول انها ايضا هي اول نواة للوطنية في هذا البلد الذي لازال يتشكل حديثا اخفاقات المهدية هي نبذها لكل ما هو تركي بغض النظر عن دراسة تلك التجربة للاستفادة من سلبياتها وايجابياتها فقد ادي نسف كل تلك المؤسسات التي كانت تكونت حديثا الي ردة عن حالة الدولة الي اللادولةولان المهدية لم ترتكز علي برنامج معين وصريح غير الادبيات الماخوذة من دولة الخلافة النبوية المحمدية فقد وقعوا ايضا في تناقضات الدولة الكاملة لتحدث الردة الي القبيلة والعشيرة مرة اخري وتتشتت المجتمعات السودانية وينبعث الظلم لتنتهي بذرة الوطنية الاولي هناك فقد استفاد الانجليز من تناقضات تلك الدولة المهدية ودخلت السكة حديد مع كتشنر لياتي بجنوده عبرها ما يؤكد ماساة الوضع في ذلك الزمان وبدخول الانجليز الي السودان تشكلت اول ملامح لدولة راسمالية علي الطراز الاوربي فكانت البني التحتية لتلك الدولة هي العمود الفقري لاقتصاد واعد يعتمد علي الزراعة والنقل والتعليم يهدف لاستفادة هؤلاء الانجليز من موارد السودان المادية والبشرية اسس الانجليز كل ملامح اقتصادنا القومي في السودان لخدمة انفسهم وفتحوا المدارس والمعاهد والجامعات وطوروا الجيش والشرطة والاجهزة العدلية والقضائية من العناصر السودانية بل وكونوا جهاز اداري اكثر تطورا بهدف القبضة البوليسية التي تؤمن لهم الاستفادة من موارد وثروات الوطن الغالي وكانت النتيجة ايضا تأسس وعي السودانيين وسط تلك المؤسسات فادي تجمع الخريجين الي ظهور الاحزاب السودانية التي حملت اماني وتطلعات البذرة الوطنية التي يمكن اعتبار المهدية هي الباعث الروحي لها ناضلت تلك الاحزاب السودانية من اجل سيادة الوطن للسودانيين بعد طرد المستعمر وقد تمكنت تلك النضالات والصراعات من ذلك لكن تلك الاحزاب حملت بذررة التخلف معها بلا رصيد منذو تكوينها فقد اعتمدت في تكوينها علي العشائر والطوائف كما انها حاولت غرس نظام الدولة الراسمالية الذي ورثوه من الانجليز وسط مجتمعات متخلفة وتقليدية وهذا هو اس المشكلة الذي قاد البلد الي حلقة مغلقة بين الديمقراطية والشمولية الي ان جاء نظام الحركة الاسلامية المؤتمر الوطني الحالي ليؤسس لازمات جديدة لا زالت تعصف بالبلد منذو اول يوم له بل انه نقل الوطن الي قالب جديد من التطور والفوضي انتقل معها المواطن السوداني الي حالة اشبه بالعزلة من قضايا وطنه الاساسية فمنذ توقيع المؤتمر الوطني لاتفاقية نيفاشا مع الحركة الشعبية ومنذو وفاة الراحل جون قرنق بات الشعب لا يأبه بما يدور في اضابير سياسته من مخاطر قد تؤدي في النهاية الي اعادة ترسيم حدود الدولة دولته وقسمتها الي قسمين شمالي وجنوبي وفي الوقت الذي لا يتغالط فيه سودانيان اثنان في ان الجنوب سوف لن ينفصل أو يكوِّن دولته في استفتاء تقرير المصير الذي وضع له التاسع من يناير لسنة 2011 كسقف زمني لاجرائه هذه الدولة الجديدة علي الرعم من عدم توفر ارضية صلبة لمقومات دولة ترتكز عليها وذلك بسبب غياب البنيات التحتية الاساسية لمشروع تلك الدولة بالمفهوم العام لتشكُّل الدول عبر التاريخ الا انها ستكون افضل حالاً من الدولة الموازية المتكونة حديثا ايضا في الشمال كان يفترض لمجتمعات السودان القديم والكبير ان تمر عبر تطورات تاريخية تسمح لبناء كيان قومي تتشكل من خلاله الدولة عبر تطور تلك المجتمعات وتفاعلانها وحراكاتها الاجتماعية الا ان ذلك لم يحدث وسوف لن يحدث بسبب التدخلات المستمرة للمؤسسات التي دائما ما حاولت حكم البلد وتوجيه مجنمعاته الي وجهة اصطدمت علي الدوام بواقع السودان الاثني والعرقي والجهوي وتعدد الملل والثقافات فيه وكان آخر مثال لتلك المؤسسات والفئات هو مؤسسة الجبهة الاسلامية كنموذج ظل عبر تاريخه في الحكم محاولاً الاستفادة من الارث التاريخي لانظمة الحكم في السودان المختلفة عبر الحقب بهدف فرض رؤيته السياسية والاقتصادية والعسكرية والايدولوجية ماراً بمراحل عديدة من التطور والتكيف مع الواقع السوداني المتشكل يوميا بغية الوصول الي ارضية يرتكز عليها لفرض نظام حكم حسب رؤيته ومن ثم الديمومة فيه ومحو الهوية السودانية ككل ولاجل كل ذلك مرت سنوات حكم الجبهة الاسلامية بمنعطفات وتعرجات وسياسات خطيرة وتقلبات استراتيجية انقلب معها تفكير الطغمة المتحكمة في الامور تارة بالتشدد والغلو واخري بمحاولة الاعتدال والمرونة مرورا بالانكفاء الموضوعي حول الرؤي والافكار هذا ما يفسر لنا كل التطورات التي مرت بها الجبهة الاسلامية اثناء تجربتها في الحكم كحركة جاءت بالانقلاب العسكري لاجل تمكين السلطة واحتكارها واعادة صياغة الانسان السوداني ثم كحزب مؤتمر حاول التلاعب بالديمقراطية والالتفاف عليها بقانون التوالي واخيرا الانقسام الكلي كحزبين صار الاول خارج اطار اللعبة السياسية في الحكم بينما انفرد الأخير بالسلطة التي عصفت به الي الوقوف عند محطة تقرير مصير جزؤ اساسي في صراع السلطة والثروة والمجتمع في السودان .... الجنوب لا شك ايضا انه عبر تلك الفترة في ان ذاكرة كل سوداني مليئة بذكريات حزينة وتجارب مريرة احدثها هذا النظام وهو يمر بكل تلك التطورات والمنعطفات والتقلبات حتي الوصول لمحطة تقرير المصير لجنوب السودان والتي هي اصبحت المكنسة الكهربية التي سوف تكنس نظام الانقاذ ودواعي وجوده لكن ذلك سوف يمر عبر طرق وعرة لدولة الشمال لان مسألة ارتباط المؤتمر الوطني بمفاصل الدولة هي مسالة جوهرية ومفصلية ايضا منذو مجيئه لحكم السودان ظل المؤتمر الوطني يسيطر ويفرض رؤاه في كل مؤسسات البلد للدرجة التي يصعب معها الفصل بين ما هو سياسي وطني وما هو حزبي في الدولة السودانية حتي صار البلد كقطاع خاص يسبح تحت فيض ذلك الحزب اتقاقية نيفاشا منذو مجيئها فرضت واقع جديد علي الجنوب فاصبح يتمتع بحكم ذاتي كلي قبل مجئ وقت الاستفتاء المؤدي الي انقسام وتخلص كلي من التبعية لحكومة الشمال لذلك سوف تصبح الحكومة المتكونة ببنود تلك الاتفاقية في الجنوب هي النواة الاولي والمرتكز الاساسي لحكومة الدولة الجديدة دولة جنوب السودان هذه الدولة علي الرغم من انها ورثت اقليما توجد فيه الارض وانسانها كوجودها منذو سيدنا ادم وبدء الخليقة كما وصفها الراحل الدكتور جون قرنق الا انها يمكن ان تصبح دولة فتية حال استغلال مواردها الطيبة وتسخيرها لاجل بناء دولة ذات مؤسسات مع وجود التحفز الجنوبي للاستقلال وتحديد الذات كشرط لتحمل تبعات الاستفتاء والانفصال من الشمال بالاضافة الي وجود الكاريزما الحزبية (الحركة الشعبية) كوعاء يقتنع معظم او كل الجنوبيين ببرنامجه للتغيير وهذه حقيقة عايشتها من خلال دراستي مع الجنوبيين بجامعة جوبا ومن خلال عملي حتي هذه اللحظة بجنوب السودان ومن خلال ذلك تبقي مسألة الوقت هي العامل الحاسم في مسألة تطور واستقرار دولة الجنوب كمكون موضوعي مع تلك المكونات هذا اذا استثنينا العوامل الخارجية والاقليمية التي قد تؤثر سلباً او ايجابا في تحديد شكل وهوية تلك الدولة العكس تماما سوف يحدث في الشمال علي الرغم من المفارقات الكبيرة علي ارض الواقع بالنسبة للاقليمين فالتاسع من يناير هو ليس لاستقلال الجنوب انما هو ايضا ثورة سوف تجتاح الشمال هذه الثورة ادت اليها عوامل كثيرة وتطورات في المجنمع والسياسة علي النحو الذي ذكرته في هذا المقال فواهم من يظن ان السودان سيصبح حالة ينفرد بحكمها المؤتمر الوطني كما يصرح البشير في القضارف في حشد جماهيري في اعياد حصاد أو ان الشمال سوف يكون الدولة الاسلامية العربية التي تعتمد قوانين النظام العام كشريعة منزلة من الله و لغة المؤتمر الوطني واعوانه هي مصدر لغة البلاد لان هذا البشير يتكلم عن ردة سوف لن تحدث بل يتكلم عن ايام خوالي كانت الانقاذ ترفع فيها مثل هذه الدعاوي شعارات اتضح زيفها وعدم مصداقيتها وعدم امكانية تطبيقها علي ارض الواقع الموضوعي حديث البشير وغيره من التصريحات المشابهة والتي تفتقد بوصلة تحديد الاتجاه هي بدء واعلان شرارة الثورة في الشمال تتكامل مع حدوث فصل الجنوب فلا يعقل منطقياً ان ينقسم بلد كامل وبصورة كاملة من دون ان تتأثر انظمة حكمه علي المستوي السياسي ظلت الاحزاب السودانية هي مكون الوعي لدي معظم السودانيين وكانت قد شاركت ووجهت كل انتفاضات الشعب ضد الدكتاتوريات عبر التاريخ كما عرفت القوات المسلحة بمدي انحيازها مع الجماهير ضد تلك الدكتاتوريات اكتوبر وابريل كمثال الوضع الآن تغير تماما فما عادت تلك الاحزاب السودانية التي فرتكها المؤتمر الوطني وانهكها واضعفها تقوي علي قيادة جماهير وتوجيهها وهي تعاني ذلك الضعف ولم تتوفر في قوات مسلحة لعب بها نظام الانقاذ ووجها وافرغ مضمونها القومي الثقة من اجل الانحياز والتعاطف مع الشعب السوداني وجماهيره الثائرة اذن كيف ستكون الحالة؟ لعلني اري ان الخرطوم لم تعد ايضا الشرارة او الشمعة التي سوف تنير الطريق لباقي الوطن بعد انتفاضه لتستلم السلطة في وداعة ثم تعود الجماهير والبلد عموما للتاييد. لا ... هذه المرة سوف لن تعترف الولايات باي انقلاب لتغيير السلطة ياتي عبر الاذاعة ببيان ناعيا حكومة المؤتمر الوطني ودولة الانقاذ تعلنه الخرطوم لن تستطيع القوات المسلحة او الشرطة او الامن علي فرض الامن في ربوع السودان بعد انفصال الجنوب حتي لو سقطت دولة الانقاذ ما عادت الولايات تصدق في تغيير ياتي من الخرطوم وهذا هو مربط الفرس كذلك سوف يسعي المؤتمر الوطني وقد بدا بالفعل في ضرب كل من يسعي للتغيير داخل الخرطوم حتي لو اعلن السيد الصادق المهدي تهديده بالانضمام لمعسكر المعارضة ان لم يستجيب المؤتمر الوطني لمطالبه الوديعة الحالمة ما الذي سوف يحدث اذن؟ كل الدلائل بما فيها تغلغل المؤتمر الوطني في انظمة الحكم تشير الي حدوث فوضي عارمة بالبلد هذا النظام سينتهي الي فوضي تبدا من الولايات السودانية وتمردها وقد تدخل ولايات جديدة في حلبة صراع من اجل المحافظة علي كينونتها ووجودها وسوف لن تفلح مؤسسات نظام الانقاذ حتي بمعاونة امريكا ذات الاجندة المرتبطة بوجود المؤتمر الوطني كحزب حاكم في حفظ الامن وفرض السلطة في السودان فالآن قد بدأت ولايات جنوب كردفان والنيل الازرق والشرق في التململ بالاضافة لحركات التمرد في دارفور السودان الآن هو برميل البارود الذي ينتظر من يطلق شرارة الوقود لاجل الاحتراق لكن بكل بساطة اصبح نظام الانقاذ المتهالك يصارع في عدة جبهات داخلية جبهة مجابهة تداعيات الاستفتاء وتكوين دولة الجنوب المختلفة فكريا وايدلوجيا والمناقضة لتوجهات الانقاذ جبهة ارتفاع الاسعار والدولار وانعدامه جبهة مجابهة ضعف موارد الميزانية العامة للدولة والحزب بعد فقدان جزؤ كبير من بترول الجنوب جبهة معارضة الاحزاب الداخلية علي ضعفها الا ان تصريحاتها سوف تبلبل جو البلد العام جبهة مصارعة ومفاوضة حركات دارفور التحريرية والمتمردة جبهة تململ بعض الولايات والمزاج العام السوداني علي سياسة المؤتمر الوطني التي اتبعها للفصل والتفريط في الجنوب من خلال ما سبق اتضح ان السودان بحكومته ومعارضته ومجتمعاته يمر بحالة من الضعف العام الا ان هذه الحالة في تشاكس وصراع فيما بينها يمكن ان نسميها حالة توازن صراع الضعف العام وهذا الوهن علي الوهن المتصارع هو ما يفضي الي حدوث الفوضي التي تتوفر كل محفزاتها وشروطها الآن وعلي الرغم من التصريحات والترتيبات التي يتبعها النظام ويضع فيها قصاد كل بيتين في الخرطوم واي مدينة اخري في السودان رجل امن وذلك بهدف حد الحركة او التحرك الذي يقوم به السودانيون يهدف الي زعزعة امن الحكومة وضرب استقرارها بل ان هذا الكلام نسمعه كثيرا من رجالات الانقاذ الذين يتحكمون علي البلد ويفرضون سلطة وجودهم بجدار عسكري وتحرك استخباراتي وسط عامة الناس من المواطنين السودانيين الا انه لا شك في ان كل العوامل الموضوعية للذهاب والاطاحة بحكم الانقاذ قد توفرت الآن ولم يتبقي غير الشرط السياسي الموضوعي الذي يعلن نهاية هذا النظام وقيام سلطة وطنية علي انقاضه يتحدث اعلام النظام الآن عن أن الاحزاب والقوي التقليدية غيرقادرة علي تعبئة الشارع العام السوداني وتهيئته لاحداث العصيان المدني المفضي الي انقلاب عام علي السلطة وتغييرها الشعب السوداني سوف يخرج نفسه بنفسه ولا ينتظر احد ولا يخاف من شيء قضايا الجماهير تلتحم مع بعضها البعض الآن وهي تري ان اسباب تواجد حكومة لا تستطيع البقاء علي وطن واحد قد انتفت اليوم بل ان الردة القبلية نفسها والتي احدثها وكرث لاعادة انتاج ازماتها النظام لهي كفيلة باحداث الفوضي علي النظام الذي من شدة خوفه وهلعه بدأ ينشر كل قواته ودباباته كل يوم ويعلن عن تمكنه من صناعة طائرات التجسس علي خلفية واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون بها عدوكم وعدو الله الشعب السوداني انطحن بهذه الحكومة التي تعد العدة لمقاتلته بالشرطة والجيش الا انها لن تقوي امام عصيانه المدني العنيف وخروجه للشوارع بالهراوات وبكل شيء في انتظار نهاية مهزلة فصل الجنوب التي هي بداية تفتيت الوطن فوق رؤوس اهل الحكومة التي لا تتورع في وصف المطحونين بالنيل الازرق وجبال النوبة وجنوب كردفان بانهم ليس الا عبيد في ظلها وعرفها كيف يرضي هؤلاء ان يكونوا عبيداً في خدمة اسيادهم بل سوف لن تقبل جماعات دارفور كرقيق تستجلبه الحكومة بشوية مناصب تؤتي لهم من اجل الالتفاف حول دارفور وكذلك البجا والأمرأر والهدندوة والبني عامر في الشرق والذين لا تعتبرهم هذه الحكومة غير احباش اوباش في شرق السودان ولا ننسي النوبة في الشمال الذين هم ليس اكثر من شراكسة ودروز وخليط انساب من فرس وروم وهجانة ودوشرمة كما يعتبرهم جعليي وشوايقة النظام اللذين يسكنون معهم و يتسيدون عليهم آناء الليل وأثناء النهار اما ناس الجزيرة والبطانة فهم خدم وكومبارس يخدمون البشير وزمرته فليس لهم دور الا ان يكونوا كذلك ولا يمكن وليس باستطاعتهم نقاش القضايا التي تتعلق بالوطن فهم مغيبون ومهمشون ليلعبوا دور الكومبارس ودروع حماية للنظام كل فئات الشعب السوداني تتلاقي في هذه المحن وهي مطالبة بعزل هذه الفئة الحاكمة هذه هي مقومات الثورة والانتفاضة ضد الانظمة الفاسدة عبر التاريخ علي الرغم من ان نظام الانقاذ يوهم نفسه بانه سوف يبقي بقوة العسكر متناسياً ان لهؤلاء العسكر بيوت تطحنها زمرة الانقاذ وتشردها وتطمس وجودها