ساخر سبيل الفاتح جبرا وأبطل التزلج لابد أنك عزيزى القارئ قد لاحظت منذ فترة ليست بالقصيرة أنك عندما تتفرس فى وجوه المواطنين وأنت ماشى فى الشارع أو راكب مواصلات أو حتى وجوه زملاء العمل بأنها وجوه عابسة يرتسم عليها تعبير واحد يجسد الهم والغم الذى يعيش فيه المواطن . قد تختلف – عزيزى القارئ- معي في درجة (سواد) تلك الصوره ، لكنك لابد أن تتفق معى تماماً بانها سوداء إذ أن وجه المواطن المنشرح المبتسم قد صار أندر من لبن العصفور حيث صار العبوس والتجهم حال السواد الاعظم من أفراد هذا الشعب (الفضل) . حاول أن تسأل أحد المواطنين عن سر عبوسه وتجهمه سوف ينظر لك وكأنك قادم من كوكب آخر قبل أن ينفجر فيك قاصفاً أياك بوابل من (الشكوى) والإعتراضات والإمتعاضات لتجد نفسك فى نهاية الأمر (غلتان ثم غلتان) إذ كان الأجدر بك أن تسأله إن كان بشوشا مبتسما قائلاً : - شنو البخليك مبتسم ومنشرح كده؟ نعم لقد أصبحت الهموم والمعاناة والضيق تجري منا مجرى الدم (لو كان فضل فينا دم) وعلى الرغم من تلك الحياه القاسية والجرى وراء المعايش البقت صعبة ، يخرج علينا الساده الساسه المسؤلين حفظهم الله وقد رسموا لنا الدنيا باللون (البمبي) فها هو السيد والى الخرطوم يبرر الزيادات الأخيرة فى أسعار السلع الأساسية قائلاً لا فض فوه (الرفاهية التي عشناها خلال السنوات السابقة هي سبب الوضع الآن) ! لما صعب على شخصى الضعيف فهم هذا التصريح (الغريب) فقد قمت بسؤال جارى (عوض سخانة) إن كان سوف يتنازل عن بعض الرفاهية التى يعيشها هو وأطفاله الخمسة وزوجته فثار وأرغى وأزبد وحلف بالتقطعو أنه لن يتنازل عن وجبه إفطاره المكونة الشوربة وسلطة الخضروات وطبق الأرز البسمتى مع شرائح السمك كما لن يقوم بتغيير أصناف اللحوم التى يتناولونها على الغداء والعشاء من كباب و كفتة وسكالوب بانيه وفراخ مشوي، وفراخ بانيه وشيش طاووق، وفيليه مشوى أو تغيير تحليته التى تعود عليها والمكونة من كريم شانتيه مع اللوز والكراميل !. من الواضح أن مسئولينا لا يتكبدون عناء وشقاء النزول من ابراجهم العاجيه ليعيشوا معنا على (كوكب الطقة الواحدة) حيث أصبح معظم التلاميذ الصغار من الأطفال لا يعرفون شيئاً إسمه وجبة الفطور (بدليل تصريح الوالى نفسه بأنهم سوف يقومون بدعمها .. فتأمل !) نعم .. كان الله في عون الساده الساسه المسؤلون (حفظهم الله) ليزيدوا من معدل (رفاهيتنا) حتى يختفى هذا العبوس الذى أصبح ملازما لوجوه مواطنيهم والذى أقترح بعض الطرق للوقاية من الإصابة به ولو (مؤقتاً) : أولاًً : على المواطن أن يبتعد عن سماع أو قراءة تصريحات المسئولين إذ لها أكبر الأثر فى الإصابة المباشرة بهذه الظاهرة . ويا ريت بالمرة يقوم بمقاطعة كل الوسائط الإعلامية ثانياً : يجب على المواطن الامتناع التام عن رؤية أى من المسئولين أو الوزراء حتى لا يقارن بين وجوههم البشوشة ووجهه العبوس القمطريرفتزداد تعاسته رفاهية ! ثالثاً : علي المواطن أن يبطل رفااااهية كسرة : أنا عن نفسى ح أخفض الرفاهية وأمتنع عن (الكافيار) وأبطل (التزلج) !!