عبدالواحد احمد مساء الخيرالعنصرية التي اعاد انتاجها النظام هي حفارة قبر الجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني وحمالة نعشهما الي مثواهما الاخير وهاهي حركات التحرر من القمع والاستبداد التي لا تستند علي سند حزبي او برنامج فكري جامع تنطلق في كل اطراف السودان المختلفة ولا احتاج الي مثال لكي أُدلل علي ذلك فالكل يعرف مدي الغبن الذي يحتقن في مجموع القبائل والعشائر والأثنيات السودانية من غير الجعليين والشوايقة والدناقلة ويفرض واقع هيمنة المؤتمر الوطني (تحالف هذا الثالوث القبلي ) وسيطرته علي الثروة والسلطة في كل لحظة تململ جديد في كل بيت سوداني كما تفرض سياساته التي ينتهجها في الاقتصاد والاسعار تشرزمات جديدة واحتقانات تبحث عن الملجأ القبلي والعشائري الذي يوفر لها غطاء التجمع والتحزب في مواجهة آلة نظام المؤتمر الوطني العسكرية التي يحتمي بها كوادر المؤتمر الوطني امثال نافع علي نافع الذي يصرخ باعلي صوته في شندي امام حشد احتفالي لاقباط هذه المنطقة بمناسبة اعياد المسيح منادياً بلجؤ حكومته الي كبت الحريات ومصادرة الرأي ان لم تكف المعارضة عن المناداة باسقاط نظام الحكم في السودان ويهدد د. نافع مساعد رئيس الجمهورية المعارضة بشل حريتها وحركتها إذا لم تكف عن محاولات بث الفتنة التي قال إنها لا تملك الجرأة ولا العدد لإشعالها وقال نافع إنه يرسل رسالة خاصة لبعض الذين يودون أن يقتاتوا على الفتن والذين يحلمون أن يبلغوا مراميهم التي أشار إلى أن أهل السودان حرموهم من الوصول إليها عبر الإنتخابات وتابع إنها فئة لا تملك غير أن تصك الآذان بالعويل والصراخ حول الوضع المتأزم وضرورة ذهاب الحكومة وإجماع الأمر على ذهابها كما أضاف نافع ونقول لهم إن أردتم غير ذلك فلن تحصدوا إلا الهشيم والحسرة ولن تحصدوا الا ان تفقدوا ما انتم متمتعون به الآن من الحرية والحركة والاحترام بين الناس واستدل بقول المتنبي: «إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن أن الليث يبتسم» جميل جداً يا سيدي الدكتور فأنت تملك رصيد هائل من التجربة مع بيوت الاشباح وجحور بيوت الأمن ولا أحد يستغرب عليك مثل هذا الصراخ مع كل ازمة للنظام لكن ما يجب ان تعرفه ان الذي يثور في هذه المرة ليست هي المعارضة التي تدوّن اعضائها في دفاترك الخاصة بمساعدة الاستخبارات البوليسية وتسجلهم في قاعدة بياناتك اليومية لتوضعها امام سيدك الرئيس في كل ليلة قبل ان تطلق كوادرك الامنية لاعتقالهم ووضعهم في السجون ان من يثور عليكم الآن هم غالب الشعب السوداني الذي لا تستطيع ان ترهبه بمثل كلامك هذا فلقد ولي زمان مديد يا سيدي جنرال الامن علي مثل هذا الكلام الممجوج والمخجوج والذي تستهلكونه انتم كوادر الحكومة مع من تحتمون بهم من كوادر الأمن والاستخبارات ان كنت توجه كلامك لاحزاب بعينها تخشونها وترتهبون من تحركاتها فان مثل هذه الهطرقة الأمنية لا تعنينا نحن الشعب السوداني في شيء ولا نخاف من آلتكم العسكرية فانت لا تستطيع ان تزج كل افراد ذلك البلد في سجونك لأنهم لا محالة ثائرون ولو كنت تريد ذلك عليك بالحديث عن بناء مساحات اوسع من السجون والمعتقلات لاستيعابنا جميعا بدلاً عن كلامك عن كبت حريات المعارضة وشل حركتها من يثور عليكم هم جموع الجياع والعطالي في اطراف كل ولاية سودانية مما تبقي من الوطن ولكم في تونس وجبروت حاكمها وتسلط امنها وقبضتهم التي تقارع جبروت القبضة البوليسية الاسرائيلية قوة وتطولها ذراعاً في فلسطين اسوة اذا اردتم ذلك ومن يثور عليكم هم تجمع القبائل والعشائر والأثنيات السودانية علي اختلافها لأن ما يجمعها هو الظلم الذي ولّد علي الدوام وطيلة تسلطكم الوعي والاحساس بالغبن بين تلك التيارات هذه الجموع يا جنرال الاستخبارات لا تحتاج الي مطالعة الصحف ومواقع الاننرنت والتحدث في الندوات والتجمعات التي تتكلم عن لجوئكم الي تحجيمها وكبتها ان لم يكف الشعب السوداني عن المعارضة لأن ظلمكم وتآمركم علي هذا الشعب قد دخل كل بيت سوداني من يثور ضدكم لا يحتاج الي رسالة يرسلها له المعارضين المعروفين لديكم فأغلقوا الصحف وقيدوا الحريات واسلبوا الرأي العام وجردوا الأحزاب من كوادرها واعتقلوهم فأنتم من يتولي ارسال تلك الرسالة للشعب السوداني فقد ظللتم لأكثر من عشرون عاماً تكتبون خطوطها رسالة ان ينتفض فمزيداً من الكبت يا سيدي الجنرال ومزيداً من التصريحات والصراخ ومزيداً من العنف الذي سوف يكون هو البارود الذي يشعل تلك الفتنة التي تتكلم عنها ومن معك لا يجب ان تحدثنا عن الديمقراطية وانت لا تمتلكها ولا تحدثنا عن انتخابات علم القاصي والدانئ عن تزويركم لها بل قاطعها معظم الشعب السوداني ولم يسجل في سجلها الانتخابي قبل ان تأتي لأنه يدرك مدي زيفكم وكذبكم ونفاقكم كما لا يجب ان تكلمنا عن السياسة التي قال فيك كبيرك الترابي الذي علمك اياها ما قال حتي انفجر أخيراً بالضحك عليك حين ضحك من تعاطيك مع ذلك الفن اخيراً ان كنت تري اسداً بارز النوائب فنحن لم نري غير نمور تحتمي بسلطة الأمن والاستخبارات.