[email protected] يقال ان الحياة مدرسة ، بقدر ما نتعلم من التعليم الاكاديمى ليتماشى مع ظروف الحياة وتطورات العصر ومهما ما نحمل من شهادات عليا أكاديميه نجد أنفسنا نحتاج الى العلم الشرعى لنسير به حياتنا كأمة مسلمه وكذلك نحتاج الى ان نتعلم من مدرسة الحياة الواسعة , فما هى مدرسة الحياة وكيف الالتحاق بها ؟؟؟ مدرسة الحياة هى مدرسة ليس لها سن عمرية محددة وليس لها مراحل تعليميه معينة وليس لها مقررات خاصة ومعلموها متواجدين فى كل لحظة وبدون راتب وانما هى مدرسة مفتوحة وبدون رسوم دراسية وهى فقط تتطلب منك الحكمة والصبر واخذ الدروس من المواقف والازمات وان تحترم من علمك حرفا او كلمة او حكمة فيها. هذه المدرسة تخرج منها الكثيرون الذين لا يعرفون القراءة أو الكتابة ولكن كانت لهم شهاداتهم المعترف بها من مدرسة الحياة ويحترمونهم ويقدرونهم ومثال ذلك : شيوخ القبائل او سلاطين الدينكا او أمراء الغرب ويلجىء اليهم أهل القبائل لحل مشاكلهم وهؤلاء يحلون مشاكل القبيلة او سكان القرية او حتى المشاكل الخاصه بين الزوجين احيانا . ومنهم الاشخاص الذين يعالجون بالخبرة والبصارة مثل تجبير الكسور وهم احيانا يبرعون فى مجال خبرتهم اكثر من الطب . هى مدرسة لها قيمتها ومكانتها فى مجتمعات العالم ولكن مدرسة ضاعت مع التطور وعهد التكنلوجيا ومؤتمرات الحوارات وحمل السلاح . بالامس تحرك الشعب التونسى الشقيق بعد ان تزوق العلقم سنين طويلة وهى فترة حكم رئيسه المخلوع زين العابدين بن على قرابة 22 عاما والذى حرم شعبة حق اداء العبادة التى خلقوا من اجلها وحق الحرية وحق الديمقراطية والمساواة وتوفير الحياة الكريمة لهم هذا الشخص الذى كان يدافع للغرب وهو احد جنود الاستخبارات الامريكية والفرنسية فى منطقته ومجند على ابناء عروبته ، هذا الشخص الذى تخيل بأنه يملك زمام الامور وليس هناك تغيير وبلغ به غرور فرعون وقال لى ملك تونس. هذا الشخص الذى يصدر أحكامه وقراراته من داخل منزله وبأشراف زوجته وأهلها . الشعب التونسى الذى لا يعرف عنه الكثير من أبناء الامة العربية وذلك لهجرته الى دول اوروبا وليس الى الشرق الاوسط ولتأثيرهم بالاستعمارى الفرنسى وعدم نشر ثقافتهم عربيا وعدم وجود اعلام مفتوح له حتى يعرفه من اراد . الحمد لله أتى اليوم الذى ينتظره هذا الشعب وينتظره الشعب العربى ليعرفه كل عربى ومسلم . ونتمنى له التوفيق وعدم ضياع صبره وانتفاضته وأن يرشح من يخاف الله ومن هو اجدر برد الحقوق وحفظ الارواح ورفاهية المواطن وتقدم الوطن . من دروس بن على لشعوب العربية ولحكامها بصفه خاصه ولشعوب العالم اجمع دروس لها مكانتها ودروس مجانية وهى من مدرسة الحياة ومنها : قول الله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26 . ليعلم الحكام بأن الملك بيد الله وليس بتصلتهم او جيشهم او قوتهم ، وليتعلم الغرب ان كل شىء بيد الله والله قادر على تغير كل شىء وليس هم الذين يغيرون بقوتهم . على الحكام المسلمين مخافة الله قبل كل شىء واداء الحقوق بالتساوى . أنه لا ينفعك الا من كان قريب لك سوى قرابة رحم اودين أو وطن او دم وهو ما حدث مع بن على ومن قبله عندما يفقد الانسان شرعيته ومكانته وسلطته ، أن اليهود والكفار لن يرضوا عنك مهما خدمتهم وقدمت لهم شعبك فداء لهم حتى تتبع ملتهم وصدق الله الكريم ولكن اين الايمان الصادق واين القلوب التى تعقل واين الاذان التى تسمع واين العيون التى تبصر. أن الشعوب ليس هى كالجمادات تحركها الحكومات متى ما شاءت ولكن يأتى اليوم الذى تحرك فيه الشعوب ضد هذه الحكومات الظالمة . ان الصبر له حدود ولا بدا من أن يأتى وقت تفريغ الغضب . الاستكبار والتعالى تؤدى صاحبها الى الحضيض ولو بعد حين . الذين يتبعون الباطل ويصفقون لحكام الفساد والاستبداد من اجل مصالح شخصية او منفعة سوف يعود عليهم ذلك فى الدنيا والاخرة . القوات العسكرية او الامنية وهى جزء من هذه الشعوب فيجب عليها الحياد مع شعوبها وعدم الانصياع لفرد أذا كان ظالم وهو غير دائم لهم ولكن الشعب بتناسله يتواصل وهم جزء منه . نزول الحكام الى رغبات الشعب ومعرفة حوائجهم وارائهم ويكونوا هم اقرب لهم من غيرهم . عدم الاعتماد على تقارير المخابرات او المقربون اوالذين داخل السلطة فى اوضاع البلاد الداخلية لانها غير صادقة ولمنفعتهم الخاصه . ليعلم الحاكم الذى صفق له الشعب يوما وهو يعيش فى القصور الفخمة ويأكل ما لذا وطاب سوف يأتى عليه يوم لم يجد فيه مأوى او مأكل لا عين تدمع ولا يد تواسى . المقربين من الحكام لا يأخذهم الغرور والتكبر والتسلط على الشعب واستعمال القوة والصلاحيات والسلطات لان مصيرهم ينتهى بمصير حاكمهم ويتم محاسبتهم او يعيشوا مشردين . ان السلطة لا تدوم وان التهديد بالقوة لا يخيف وان القمع لا يوقف هدفا . على الحكام ان يكون تعاملهم بصدق وشفافية مع شعوبهم . على الدول المسلمة ان تتعاون مع بعضها ولا تخدم مصالح اليهود والكفار على حساب شعوبها ودولها . الاهتمام بمتطلبات الشعب من توفير العيش الكريم والصحة والتعليم والمسكن . فهل تعلمنا من درس سياد برى وصدام وبن على قبل ان يسقط قناع كل حكامنا العرب والمسلمين . وأن نعلم بأن الشعوب تتوحد وتتكاتف فى هذه المواقف مهما اختلفت بشرتهم او لغتهم او قبيلتهم فى لحظة ضياع وطنهم وقهر كلمتهم وتجويع بطونهم وكبت حريتهم .