ود ال " إتكة " ركب التونسية كمال كرار في لغتنا السودانية مصطلحات وصفات لا يعرف من أين أتت، وقد لا يعرف معناها الحقيقي لكنها عندما تذكر في سياق الكلام تفهم بكل سهولة. في معرض الإشارة للجبان والرعديد يقول لك أحدهم " شفت فلان ود الإتكة أول ما مشيت عليه رقد صوف “. وفي خضم معركة أو شكلة يقال للذي هرب منها " ود الشافو خلو “. ومن الملاحظ أنّ هذه المترادفات يوصف بها الرجال دون النساء لأن المجتمع السوداني بأكمله " إلا الكيزان " يحترم المرأة ويقدرها ويعزها. حتى الأغنيات الوطنية الرمزية أيام الاستعمار والديكتاتورية اختارت الأسماء المؤنثة للتعبير عن الوطن مثل عزة الخليل و نورة حميد. ولأنّ مكانة المرأة عالية عندنا فإنها لم تتعرض للاساءة والجلد والتنكيل بشكل قاسي إلا تحت ظل هذه الحكومة. ولو سارت رزان وصديقاتها في شارع النيل لمجرد شم الهواء فإن " الطارة " تغير عليهن وترفعهن إلي محكمة " الفيديو " والباقي معروف. في بلاد العالم أولاد إتكة كثيرين يحكمون بالحديد والنار ، ينهبون ويفسدون ويتحدثون بلغة لحس الكوع وبتاع البتوع. أما حين تثور الجماهير وتنتفض وتحاصر القصور الجمهورية فإن الدكتاتور يطل علي الشاشة البلورية مرعوباً فيصدر القرارات الجمهورية بتخفيض أسعار السلع وإطلاق الحريات الصحفية والسياسية . عندما كانت تونس تغلي وتحاصر بن علي ونظامه كان تلفزيون المؤتمر الوطني يبث المسلسل الياباني وحوارات مملة مع " كاني ماني “. وعندما ركب الرئيس المخلوع التونسية هائماً فوق مالطة وصقلية ، كانت زوجته قد تسللت ليلاً إلي دبي المخملية. وكان أصهاره قد هرعوا إلي المطار للحاق بالطائرات الرئاسية وجدوها قد ولت وطارت فركبوا اللواري إلي الخلاء والضهاري. أما السدنة والتنابلة فهم ينتظرون مصيرهم أمام محاكم الشعب التونسي العادلة ليجردهم من الأموال التي نهبوها وليحاسبهم علي الجرائم بما فيها قتل المتظاهرين. الرئيس التونسي الذي ركب التونسية لم يستطع حماية نظامه برغم الأجهزة الأمنية التي أغدق عليها من مال الشعب وبالرغم من الخطب النارية والوعيد والتهديد. إذا أخوك اتزين بل راسك هذا المثل السوداني نهديه للطفيلية والتنابلة وسدنة المؤتمر الوطني من كبيرهم وإلي جديدهم المعجب بأغنية " إنت رجع لي رسايلي والرسايل العندي شيلا شيلا “. الميدان