عندما خطط السدنة لزيادة البنزين والجازولين ، قال لهم التنابلة الشعب جعان لكنه جبان . ولما دخلت الموازنة المعدلة البرلمان ، خرج الناس للشوارع يحتجون ويتظاهرون . وعندما انتفضت جامعة الخرطوم ، قال الطفيليون ديل طلبة ساكت . وعندما اشتعلت المظاهرات في كل مكان ، قالت الحكومة علي لسان وزير ماليتها أنها ستكتفي ذاتياً من السلع خلال ثلاث سنوات . وقال فيما قال أن الإكتشافات البترولية الجديدة – لو جات – ستدخل في الزراعة بدلاً عن ( نأكلها ساكت ) . وقال أن أثر الزيادات علي الناس سوف يكون محدوداً بعد فترة . وقال سدنة آخرون أن الحكومة ( سوف ) تعطي منحة مالية للعاملين والمعاشيين ولم يحددوا مقدارها . وقال تنابلة أنهم سوف يوجهون المحليات لإعانة الأسر الفقيرة بمبلغ مية جنيه شهرياً . أما البعض الآخر فقد أراد تسويق زيادات السلع علي اعتبار أنها جرعة الدواء المر ، وسدنة ( تانين ) قالوا هو العلاج بالكي . طوال 23 سنة ظل الخطاب الإنقاذي يقول ( سوف و... سوف ) ، وللتأصيل تتحول هذه ال سوف إلي إن شاء الله ولكن الفقر انتشر خلال هذه الأعوام العجاف ، فصار الموظف فقيراً والعامل معدماً أما الفقراء أصلاً فقد لحقوا ( أمات طه ) وطه نفسه وقف في صف الزكاة فقالوا له انتهت البنود تعال السنة الجاية ، فلما قال لهم اعطوني من بند العاملين عليها طلبوا منه الإنتظار ريثما تأتي ( الطارة ) والتسعات . وتفرق دم البترول بين السدنة والتنابلة في المركز والولايات مافيش وزير أحسن من وزير والهمر تناطح همر ولا يزعل محمد أحمد ولا تغضب ست النفر . ولما وصلت السفسفة لطريق مسدود قالوا للناس هيا إلي التقشف ومعناه العلاج بالكي والجراحة المؤلمة ، في وقت لا يجد المرضي الفقراء ( حق ) الدواء ، ومستشفي العيون دخل في عطاء . تقشف أيها المواطن ، يعني أن تشتري كيلو اللحمة بمية جنيه والما عاجبو يحلق حاجبو ، أما تقشف أيها المسؤول فمعناها ألا يزيد نهبك عن خمسة أضعاف ماهيتك لتترك الباقي للحاشية في القري والبادية . وإذا أتتك المظاهرات ، فاعلن في مؤتمر صحفي عن إجراءات وسياسات ( سوف ) توفر اللحوم والخضروات ، وعن زيادة في العلاوات ، وإن فشلت الخطة (أ) فانتقل إلي الخطة ( ب) ومعناها راجع جدول السفريات ، واحلق الدقن والبس ( النضارات ) وتفادي التفتيش في ( الخور ) والمنعطفات الميدان