[email protected] قال الشاعر الفارس عنترة بن شداد: وأغشى فتاة الحي عند خليلها وإذا غزا في الجيش لا أغشاها وأغض طرفي إذا بدت جارتي حتى يواري جارتي مأواها ليته كان معناً وقرأ ما طالعتنا به صحف سودانية من خبر وضع في ركن صغير في معظم الصحف مفاده قيام ثلاث شبان باغتصاب طفلة في الثاني عشر من عمرها في أحد الجنائن بمدينة معروفة في السودان . والطفلة التي أوقفت ركشة يقودها ابن الجيران لم يساورها شك حتى توقف وأخذ معه اثنان وهدوها وأخذوها ثم اغتصبوها وتركوها إلا أن اتصلت بشقيقها الأكبر الذي حضر وتم القبض على الجناة وهي الآن طريحة الفراش انتهى الخبر . ربما يقرأ الكثيرون هذا الخبر ويمرون عليه مرورا لكرام لاعتيادهم على صفحة الحوادث أو للتكرار وربما تبلد أصابهم وجعلهم لا يهتمون لهذا الجرائم لو تدبرنا الخبر لوجدنا (جارها) هو الجاني والجار معروف لنا هو حامي الحمى كنا نحتمي به كان يقوم بإرجاعنا للمنزل إذا خرجنا دون طرحه الرأس التي كنا نرتدها ونحن صغار كان مثل ود العم يخاف علينا من نسمة الهواء يغازل ويعاكس البنات ولكن بنت الجيران لا يضرب ويشتم الغريب الذي يحاول إقامة علاقة مع جارته عندما يخرج أهل المنزل يؤمن على حراسة البنات لأنه الأقرب من الناحية الجغرافية والأخلاقية ، يقوم بحفر الأرض وغرس الأعمدة ودق الخيمة من أجل العزاء أو الفرح ومعتصماه وأجاراه لو سمعها الجار في منتصف الليل لهب واقفاً واخذ عصاه يحمي الجار وأسرته ولكن ماذا أصاب الجار ليقوم باغتصاب جارته الطفلة الصغيرة واين الأمان أصابنا الرعب اهتزت الأعصاب جفت العيون تحجر الدمع في المآقي من الصدمة انخلعت القلوب ونزفت دما سال على تراب طاهرة نجسها الأوغاد بهذه الفعلة الشنيعة هل بعد هذا سنوصي ابن الجيران على بناتنا لا تقولوا هذا حالة شاذة ونادرة واستثنائية وحادث فردي وعرضي دعونا من فلسفة الأمور وتنميق الكلام وتغليف الجمل بورق ملون شفاف رقيق هذا منكم يا من قلتم نستر على الجريمة حتى لا يعرفها الكل نرجو عدم النشر حتى لا تشوه سمعة الوطن والأهل نعالج الأمور بحكمة وصمت حتى لا نكشف عوراتنا نتكلم بهمس حتى لا تسمع أصواتنا كنتم كالنعام الم تدرون ان العصر تغير ووسائل المعرفة التقنية تنقل الخبر وتحلله وأنتم نيام تظنون إنكم تحافظون على الهوية والتقاليد والعادات .. والنهاية الجار يعتدي ويغتصب لو كان الخبر غير الاغتصاب مثل خروجها بإرادتها أو هروبها معه أو كان مواعد لها لهان الأمر عندي لكن تركب الركشة وهي أمنه مطمئنة فيغدر بها هذا ما نرفضه ونشجبه وندينه كما ندين القرارات الجائرة ضد السودان ونتمنى ان يحاكموا أمام كل أهل السودان والأجهزة الفضائية أما الاغتصاب نفسه فهذا عنوان لمقال بإذن الله .