في المقال السابق سردنا قصة الطفلة المغتصبة في السودان .. وهنالك أمثلة كثيرة لمثيلاتها ، وما حدث للطفلة (هند) في الأيام الماضية أصاب الكثير بالألم خاصة أن من اغتصبها لم يعرف حتى ألآن بعد أن حملت الطفلة ووضعت طفلة . (وهذه في مصر) وكانت تجلس في المحكمة وهي تحمل بمنتهى البراءة بين ذراعيها النحيلين طفلتها البريئة.. بينما جلست الأم وأنزوي الأب بين الحضور وقلبيها يتقطعان حسرة وألما على ما أصاب طفلتها المسكينة. والاغتصاب لغة أخذ الشيء عنوه أو دون رضاء واغتصاب النساء كما هو معلوم يتم بوسائل كثيرة منها التهديد والتغرير، وكثير من الحيل الشيطانية الأخرى التي يتقنها أولئك المنحرفون. ويبقى السؤال المعضلة، ماذا نفعل إذا ربينا أبناءنا وبناتنا على القيم والأخلاق ودفعننا بهم للمجتمع ونحن في ثقة واطمئنان بهم للمجتمع لحسن التربية، ولكننا نتجاهل ما يمكن أن يصدر من بعض شواذ المجتمع تجاه فلذات أكبادنا. ومن منطلق ثقة الأسرة في بناتها وفي حسن تربيتهن قد تخرج البنت وتذهب في حرية وثقة مع صديقتها فتقوم تلك الصديقة بتدبير مكيدة لها ، وتغافلها وتسقيها مشروباً مخدراً أو منوماً ثم يأتي أحدهم ليقوم باغتصابها (وقد حدث ذلك مراراً) وتنال تلك الصديقة (محل الثقة) جائزتها من ذلك الآثم . فما ذنب هذه البريئة ومن المسئول أن تمشى أحداهن باطمئنان في الطريق إلى المدرسة أو الجامعة فيقوم أحدهم أو مجموعة بإغلاق فمها وتؤخذ عنوة في سيارة ثم تغتصب وترمى فمن المسئول ؟ أن تتحدث طالبة وبكل براءة مع زميلها في الجامعة أو في العمل والذي استدرجها بمعسول الكلام والوعود الخلابة فيفاجئها برش عطر جميل على وجهها وقبل ان تجيبه يغمى عليها ويفعل المحرم فعلته ، ثم يلوذ بالفرار فمن المسئول ؟ وماذا نحن فاعلون تجاه هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا وعلى أخلاقنا وقيمنا ؟ هل نسكت عليها ونتمنى أن تموت كل واحدة تعرضت للاغتصاب لنرتاح منها ومن ملاحقة الفضيحة ؟ أم نقوم بقتلها حقيقياً أو معنوياً ؟ والضحية البريئة من يقوم بحمايتها والذود عنها بعد أن جني عليها من لا قلب له ورحمة ولا ضمير ؟ وهل نقول للرجال من فضلكم لا تغتصبوا النساء واذهبوا للآتي يردن ذلك بإرادتهن بالطبع هذا ليس في وسعنا وليس في وسعهم أيضاً تحقيقه فما جبلوا عليه هو المسيطر على سلوكهم وأخلاقهم إلا من رحم ربي إذن هل نشجع ونقترح ان نزوج بناتنا بعد البلوغ مباشرة سعياً للمحافظة عليهن ؟ وماذا لو طلقت البنت وهي في سن صغيرة ؟ أو إذا تعرضت للاغتصاب وهي متزوجة فالاغتصاب في نظري للبكر والثيب كارثة مدمرة وأثره النفسي يتساوى في الحالتين ولكن البكر تدفع الثمن غالياً بعدم الزواج منها، ثم يأتي المجتمع ليدينها ويحاسبها والمجرم حر طليق ؟ أقولها بكل مرارة وألم وقد تفشي هذا الأمر وصار كالداء العضال في مجتمعنا المسلم المحافظ فهل نستشعر فداحة الجريمة ونسعد بكل أجهزتنا الرسمية والشعبية لنعالج أسبابها ؟ وهل يستجيب البيت والمدرسة والشارع ومؤسساتنا المدنية لهذه الدعوة والنفرة الواجبة لنحمي أعراضنا وفلذات أكبادنا ونحررهم براثن (غول الاغتصاب) ونعود بمجتمعنا إلى سيرته الفاضلة بين الناس فهل من مجيب وهل من طبيب اللهم هل بلغت فاشهد .