نور ونار أحداث مصر ...دروس وعبر م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] والشيخ يوسف القرضاوي-من منفاه الأجباري- يدخل الي ساحة التغيير في مصر مناديا برحيل الرئيس المصري ولاينسي الشيخ الجليل أن يقتبس من القراءن بنهاية حكم الظالمين فالله يمهل ولايهمل ولكل ظالم نهاية والشيخ ينصح (مبارك) بالتعجيل بالرحيل وهو راضيا حتي لايجبر عليه وهو مكرها تماما كالرئيس التونسي . خرجت جموع المتظاهرين في مصر تنادي بالأصلاح السياسي والأقتصادي الذي بلغ من الفساد مبلغه والرئيس المصري يتفهم طالب الجماهير أخيرا بعد أن تواري عنه الصاحب والمعين له وأدار الزمان له وجهه وتلاشت عضوية الحزب الحاكم التي كان يباهي بها معارضيه ويدخرها لأبنه في الميراث والتوريث ولكن عضوية الحزب لم تكن ذات أنتماء وولاء ولكنها تشتري في أسواق الذمم فأحرقت دورها وطفق الشعب الهائج يتعقبها والرئيس المصري يفهم كما فهم (التونسي) أخيرا فيقيل أمين التنظيم الذي تحوم حوله الريب والشكوك التي طالما جهر بها المعارضين ولكن الرئيس في سكرة السلطة يتعامي عنها ولكنه يفطن اليها بعد أن حاصرته الجموع أو قل كاد للأمر أن ينقضي والرئيس ينزل مكرها لابطل الي مطالب الشعب بتعيين نائب له وبعزل أمين التنظيم الحاكم. ماأشبه واقعنا بواقعهم وصاحب السلطة قد يفهم أخيرا وماحدث بمصر قد لايكون بعيدا حدوثه والواقع يبقي هو الواقع من حيث الشكل والمضمون فقد خرجت جموع الشباب تبغي الحياة الكريمة في التوظيف والمساواة الأجتماعية فتداعوا من كل حدب وصوب وحطموا الأساطير المصرية المتمثلة في أسطورة الأمن وقوي الدفاع عن النظام فأختفت لتظاهراتهم الشرطة وغابت فلول الأمن عن الأنظار والرئيس ساعتها يحتمي بالجيش ليعيد الأمور ويحتوي الموقف ولكن مطالب المتظاهرين قد تجبر حتما الجيش الي الأنحياز لها وكل أحتمال قد يكون واردا في معركة التغيير المصرية . لم يعد للنظام من صديق فكل الشعب قد تملكه الغبن من أساليب مواليه وطفحت روائح الفساد المستشري تزكم الأنوف من تلك الممارسات التي غض النظام ساعتها الطرف عنها حياء وأنكسارا فأنتشرت وصارت تضرب بجزورها في عمق الشعب حتي صارت فئة مميزة بين صفوفه تنعم بخيره وتسبح بحمده والشعب يحتمل صابرا من ذلك التمايز الصريح وعندما هبت ريا ح التغيير كان كل الشعب عند الموعد ليعلن النهاية ويطالب الصفوة المنعمة بالرحيل ومظاهر الغبن التي أورثها النظام في قلوب الشعب تبرز بقوة في التعدي علي منازل من أغنوا في ظل النظام - وأفقروا الشعب بالتجويع وزيادة الأسعار- فطفق قلة من الشعب يحرقون دور الحزب الحاكم وينهبون دورهم ومنازلهم والحقد الطبقي يفعل فعله في النفوس ولاتزيده سنوات الحكم الا أشتعالا وتوقدا والكبت المحبوس فيها يطلق سراحه ليعبر عن رأيه بصراحة التغيير وسيادة العدالة الأجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لكل الشعب وليس للمقربين من النظام. ماأحوجنا لأخذ الدروس والعبر من أحتجاجات مصر ومن تظاهرات تونس يجمع بين الأثنين في أن شعبيهما قد أحسا أن بيدهما مصابيح التغيير والأصلاح فهبوا لتغيير حياتهم والبحث عن المستقبل الجميل لهم ولأبنائهم لم ترهبهم تحذيرات السلطان ولم يكترثوا لأستعمال القوة والقمع ضدهم فلابد للتغيير من مهر يوازي تلك المرحلة وصدق العزم من الجماهير يجعل من الحاكم نازلا عند رغباتهم ولكن رغبة الشعوب تتجاوز تنازلات حكامها الي رحاب التغيير ورحيل الحكام .