تراسيم.. ما دفن فهو أعظم ياسيادة النائب !! عبد الباقي الظافر جمع الأستاذ على عثمان الصحافيين والإعلاميين ليبشرهم بميلاد الجمهورية الثانية فى السودان بعد ذهاب جنوب السودان بالإجماع الشعبى.. السيد نائب الرئيس لم يغلق باب الحوار مع المعارضة ولكنه جعله مشروطاً بأن لا انتخابات جديدة.. وأن الدستور الحالى سيمضي بعد إجراء تعديلات طفيفة. الشيخ بعد أن أنهى حديثه جاءه صحفي من أقصى المدينة يسعى.. مراسل الجزيرة سأل نائب الرئيس عن الحديث عن الحريات في الوقت الذي كانت تقمع فيه حرية التجمع في كل أركان الخرطوم.. والنائب يصرح أن الدولة التي تخشى الحريات لا مستقبل لها. المظاهرات التي أشار لها مراسل الجزيرة هي تجمعات شبابية خرجت يوم الأحد الماضي من أكثر من جامعة وتصدت لها الشرطة قبل أن تميز عنفها من سلمها.. وكان حصاد الاعتقالات وافراً وشمل عدداً من منسوبى مهنة الصحافة كان من بينهم زميلنا في التيار الأستاذ خالد سند. في ذات يوم مخاطبة نائب الرئيس كانت إحدى المحاكم تطلق سراح اثنين من الصحافيين تم اعتقالهما لبعض الوقت بسبب مقال رأي صحافى نشر في صحيفة إقليمية لم يسمع كثير من القراء باسمها إلا بعد حادثة الاعتقال. وفي ذات يوم مؤتمر النائب كانت صحيفة أجراس الحرية وأختها الصحافة تُصادر بعد خروجها من المطبعة.. وأمين مجلس الصحافة يقول إن مجلسه لا علم له بهذه الحادثة وإنه لا يمارس رقابة قبلية على الصحف. الحرية ستفقد معناها إنْ لم تمارس عبر حق التعبير المبني على حرية التجمعات السلمية.. الديمقراطية ستصبح منتجاً سودانياً غير مطابق للمواصفات الدولية إن لم تقر بحق الشعب في توصيل صوته للحكومة عبر تحريك الشارع. غياب الحرية يجعل الدكتور قطبي المهدي يرى أن انقضاض الانقاذ على السلطة قبل بضع وعشرين عاماً يماثل انتفاضة الشعب التونسي ضد الجنرال بن علي.. وغياب الحرية يمنع قادة الانقاذ من إدراك مشاعر السواد الأعظم من الشعب السوداني الذي اكتوى بالبطالة والغلاء الفاحش ونقص في الأنفس و الثمرات. غياب الحرية يضع على حكامنا غشاوة..وعندما نحذرهم من غضبة الشعب الحليم يرون الأمر كما رآه الوزير المصري أبو الغيط مجرد كلام فارغ.. ولم يتأكد حكام مصر من جدية الأمر حتى امتلأت شوارع المحروسة ببركان من الغضب المكبوت سنينَ عددا. طوفان الغضب الشعبي قادم.. الرياح التي هبَّت على تونس ومصر.. جعلت ملك الأردن يقيل حكومته ويعين حكومة جديدة تبحث عن التواصل مع المعارضة.. حتى أسد سوريا الذي ورث حكم الجمهورية من والده استيقن من المد الجماهيري وبدأ في إجراء حزمة إصلاحات في بلده المغلق لعقود طويلة من الزمان. غياب الحرية في السودان ستكون عاقبته مدمرة.. ففي بلدنا لا توجد مؤسسات قومية محايدة. ولا دستور راسخ.. السلاح في يد الأهالى.. صرح والي الخرطوم أن أربعين ألف قطعة سلاح مسجلة رسمياً بأيدي مواطنين مدنيين . أما ما دُفِنَ من مشاعر الغضب فهو أعظم . التيار