إليكم الطاهر ساتي [email protected] جامعة جوبا الدولية بالكدرو .. تأملوها ..!! ** ملف التعليم العالي وجامعات البلاد وطلابها، لم يدرج في جدول أعمال اللجان التي ناقشت قضايا ما بعد الإنفصال..ولذلك تفاجأ الشمال والجنوب - يادوب - بأن هناك مصيرا مجهولا ينتظر أكثر من ( 31 الف طالب جامعي ) و( 3 ألاف عضو هيئة تدريس )..هؤلاء هم طلاب وأساتذة الجنوب بالجامعات الشمالية و طلاب وأساتذة الشمال بالجامعات الجنوبية..لجان قضايا ما بعد الإنفصال تجاهلت وضع معالجة توفق أوضاعهم ، ربما ليختلف لاحقا في أمرهم الوزير ووزير الدولة وليتصارعا ويتراشقا بالبيانات، كما يحدث حاليا.. وللأسف أو كما العهد بهم دائما ، عندما تعجز عقول ولاة الأمر عن حل أزمة ما، فأنهم يسعون إلى تأزيمها بالإستقطاب السلبي.. ولذلك، ليس بمدهش أن يستقطب وزير الدولة خميس كجو كندة وبعض بطانته الإتحاد العام للطلاب السودانيين ليقف معهم ضد الوزير الإتحادي بيتر أدوك..هكذا تحولت قضية طلابية إلي صراع مراكز قوى، وكل طرف يرشق الآخر ببيان، بيد أن مصير الطلاب لايزال مجهولا..!! ** ولفائدة القارئ، نفصل الأرقام أعلاها، حيث تقول الإحصائية بأن جملة طلاب الشمال بجامعات الجنوب،جوبا وبحر الغزال وأعالي النيل (12 طالب )، وجملة أعضاء هيئة التدريس الشماليين بتلك الجامعات (1586 عضو ).. وجملة طلاب الجنوب بالجامعات الشمالية (20 الف طالب )، وجملة أعضاء هيئة التدريس الجنوبيين (1383 عضو).. والسجال ليس حول طلاب الجنوب بجامعات الشمال، حيث هناك ترحيب بكل طالب جنوبي راغب في إكمال دراسته بالشمال.. ولكن سجالهم السخيف حول طلاب الشمال بجامعات الجنوب، أي حول مصير (12 طالب ).. أحد طرفي السجال - وزير الدولة وبعض الأساتذة - يرى بأن تأسيس جامعة جديدة بالكدرو هو الحل ، لتستوعب (12 طالب )، بل إقترحوا لها اسما ب ( جامعة جوبا الدولية )..تأمل طرائق تفكيرهم يا صديق : يفصلون جوبا جغرافيا ويتمسكون باسمها صوريا، ثم يرحلون جامعة جوبا ذات التاريخ العريق ليؤسسوا جامعة جوبا الدولية.. دولية كيف يعني؟ جامعة دي ولا منظمة حقوق إنسان ؟.. المهم ، هذا رأى طرف، لايتكئ على خطة ولادراسة جدوى ولاتحضير، فقط ربما مر صاحبه ذات يوم بجوار قطعة أرض في الكدرو ثم أشار إلى رفاقه :( تعالو نعمل جامعة دولية هنا )، وهكذا دائما تنبت مشاريع بلادي، ولذلك لاتثمر غير الطحن وليس الطحين ..!! ** أما الطرف الآخر في السجال الحامي - الوزير الإتحادي وبعض الأساتذة - يرى بأن تأسيس جامعة جديدة ليس بحل موضوعي، إذ ليس من المنطق أن يجتمع البعض في ساعة ضحى ثم يقرروا إنشاء جامعة وإفتتاحها خلال أسابيع، وكأنها ( سبيل بثلاثة أزيار و وضاية )، تأسيس جامعة ليس بهذا اليسر- والفوضى- ما لم يكن المراد بها هو فقط إضافة المزيد من الكم بلا كيف..ولذلك يرى الوزير الإتحادى بأن يتمهل الجميع قليلا، وأن يمضى مسار التعليم العالي كما هو عليه الوضع حاليا، وذلك لحين ترتيب الوضع في الجنوب والشمال في المستقبل، ويرى بأن نصف عام إنتقالي ولن يتأثر خلاله وضع الجامعات،ثم يرى هناك إمكانية توقيع إتفاق بين الجنوب والشمال يوفق وضع طلاب الشمال والجنوب بحيث لايضاروا ولا يتنقلوا حتى يكملوا تعليمهم، ويرى بأن الإنفصال المرتقب يجب أن يكون إنفصالا سياسيا فقط، بحيث لايضار منه طالب أوتاجر أو راعي أو أي مواطن، وذلك بوضع حزمة إتفاق تبقي مصالح أهل الشمال والجنوب كما هي بالشمال والجنوب..هكذا ينظر الوزير الإتحادي بيتر أدوك لقضية طلاب الشمال والجنوب، وهناك من يناصره مضيفا : وإن كان لابد من إبقاء طلاب الشمال بالشمال، يجب توزيعهم في جامعات الشمال، أى كما حدث سابقا لطلاب السودان بالخارج، حيث تم توزيع الآلاف بثلاث جامعات فقط لاغير، والأن عدد الجامعات والكليات تتجاوز الثلاثين، فما الذي يمنع توزيعهم فيها، بدلا عن التخبط بنهج : نعمل جامعة دولية في الكدرو ..عليه، يا سادة يا كرام : كلام الوزير بيتر كلام عقل، لاترهقوا الطلاب بالتنقل ولاترهقوا الدولة بجامعة غير ذات خطة ودراسة .. ومع ذلك، لن تسمعوا نصيحة الوزير بيتر ، حيث حديث أي وزير بالحركة الشعبية أو أى حزب آخر غير حزبكم - كما كلام القصير- غير مسموع .. ولهذا ذهبت جوبا، لتبقى اسمها في لافتة بالكدرو .!! ..................... نقلا عن السوداني