حديث المدينة جريمة قتل جماعي..!! عثمان ميرغني في سياق برنامجه (صحتك) أمس الأول (الجمعة).. قال البروفيسور مأمون حميدة: إن 50% من المعامل الطبية في السودان تخطئ في نتائج الفحص الطبي.. ويكتب الأطباء الوصفات العلاجية اعتماداً على هذا التشخيص الخطأ. لنفترض أن البروف مأمون حميدة استخدم الرقم (50%) من باب التعظيم.. ولنفترض أن الرقم الصحيح (40%).. بل فنقل (25%) أتدرون ما معنى هذا؟؟ ذلك يعني أن (25%) من المرضى هم في الحقيقة أصحاء لكنهم (مرضوا) نتيجة العلاج الخطأ.. مسؤولية من هذه المصيبة الكبرى؟ من يمارس جريمة (قتل جماعي) ضد شعب السودان؟ أذكر قبل أيام قليلة.. تعرض أحد موظفي صحيفة التيار لحادث مروري.. نقل على الفور إلى قسم الحوادث في إحدى المستشفيات.. بعد اكتمال المعالجة الفورية تقرر استبقاؤه للمتابعة.. ومن حرص مرافقيه على ضمان أفضل متابعة قاموا بنقله إلى مستشفى آخر.. ذهبت إليه لأطمئن على صحته.. كان ممداً على النقالة.. قرأت التقرير الطبي المرفق في أورنيك (8).. والله العظيم ما كان ممكناً سوى أن أضع التقرير جانباً وأرفع يدي إلى من حولي وأردد (الفاتحة).. التقرير مكتوب فيه التالي ( كسر في الرقبة.. وكسر في الجمجمة.. ونزيف في المخ.. وتهتك الغشاء العنكبوتي).. ورغم أنني لا أعرف ما هو الغشاء العنكبوتي إلا أن اسمه يوحي مدى تصميم الطبيب على أن يؤكد لنا أن المريض.. (مرحوم.. مرحوم.. يا ولدي..).. يعني حتى (العنكبوتي!!) تهتك..!! بعد ساعة من البقاء بجانب مريضنا.. شاءت إرادة الله أن أخرج من مبنى المستشفى فتقابلت صدفة مع البروفيسور الهادي بخيت مدير مستشفى الخرطوم (استشاري جراحة المخ والأعصاب).. الذي يبدو أنه جاء بمحض الصدفة.. طلبت منه التفضل بالنظر في حالة زميلنا المسجي عليه في وضع محير.. مبكي.. نظر البروفيسور الهادي بخيت في صور الأشعة.. وتأملها برهة من الوقت.. ثم مرر يده على رأس المريض وتحسس مواضع معينة.. ثم ثبت كفيه الاثنتين في موضع معين من الرأس وظل ضاغطاً عليه بقوة شديدة لبضع دقائق.. ثم فجأة رفع كفيه من رأس المريض. أفاق المريض مباشرة وفتح عينيه ونظر إليَّ وهو يردد أنه يشعر الآن باسترداد كامل وعيه وعافيته.. حتى الصداع زال تماماً.. في لمحة تغير حال المريض تماماً وعاد إلى الحياة.. رغم أنف (العنكبوتي!!) الذي تهتك.. والرقبة التي انكسرت.. والجمجمة التي تهشمت تماماً حسب تشخيص طبيب الحوادث.. ولا زلت في حيرة.. ما الذي كان مقدراً لمريضنا أن يتعرض له إذا لم يسخر الله لنا البروف بمحض الصدفة.. كيف كنا نسترد له (العنكبوتي!!).. مسؤولية مَنْ هذا الخلل الفظيع الذي يجعل نصف المرضى تحت رحمة الحظ السعيد.. إذا حصلوا على تشخيص خطأ من المحتَّم أن الطبيب سيقدم الوصفة الخطأ.. كم من المرضى الأبرياء المساكين الذي تعسر مرضهم أكثر وابتلوا بعاهات أو توَّفاهُمُ الله إلى رحمته.. جراء مختبرات ال(50%).. الخطأ.. التيار