الثورات الشعبيه فعل تلقائى يبرز للوجود عند تراكم الاسباب التى تحرك الساكن الثورى فى الدواخل الجمعيه ، وهى تظل قابله للاشتعال ك(نار البعر) حارة وملتهبه و كامنه ،ومتأهبه ،ان الشعوب قد تتحمل الظلم سنين عدداً بيد انها ستنتفض لا محاله يوماً ما، الشعب السودانى له الرياده فى صناعة الثورات ،وهو الذى انجز ثورتين من اعظم الثوارات فى العالم العربى ،لقد استعمل شعبنا سلاح الاضراب السياسى والعصبان المدنى فى اكتوبر العظيمه ،ورغم بطش الجلاد الانه تراخى لاراده الجمهور العظيم ،الذى ملأ الشوارع لاجل الحريه والكرامه فكان له ما اراد ،وانزاح ستار الديكتاتوريه مفسحاً المجال واسعاً للديمقراطيه التى كانت اراده الشعب ومطلبه الداوى ،وكذا الحال عند ولاده ثورة ابريل، ورغم ان الطاغيه نميرى كان اعرف بفنون الاستبداد والتنكيل بالشعب ،الاانه سقط مجندلاً بالخيبه والهوان امام الزحف الجماهيرى الذى كان يطلب الحريه والرفاه والعيش الكريم ،ان الثوره التونسيه التى التى اشعل نارها رمزها الاوحد (ابوعزيزى )الهمت شعوب المنطقه العربيه للسير فى ركابها ،وتمثُل خطاها،وان الدرس المستفاد منها ان الاستبداد او المستبد هو اجبن مما نتصور ،وان اساليب القمع التى يستعملها لقهر الشرفاء ،دليل على خوفه وجبنه،فالرئيس المخلوع زين العابدين لم يستطع الصبر على سماع الحناجر التى هتفت ضده ،فاطلق رجليه للريح بطريقه مفعمه بالدراما والتراجيديا ،جعل من حالته اضحوكه وتسليه للسامرين، ولم يصبر شعب على طاغيه كما صبر الشعب المصرى ،حتى ان مبارك تفجأ تماماً بالثوره الشبابيه المباركه ،لقد كان فى خياله ان الشعب لا يعرف طريق العصيان فذا به ماردا خطيراً ،خرج من رحم المعاناه والعطاله والتهميش ،شباباً غضاً قوى الاهاب ، شديد الايمان بوطنه ومسكوناً بحبه ،وكان مثلاً عالياً لكل الشعوب المحبه للحريه والعداله ،ان المخلوع مبارك لم تنفعه العلاقه الكبيره مع امريكا بل انهم تخلوا عنه رغم الخدمه التى كان يقدمها لهم لان المتغطى بالسند الامريكى عريان وهذا درس للحكام العرب الذين حاربوا شعوبهم واسندوا ظهورهم على الامبرياليه ان رياح الثوره متحركه بلا شك وهى الان كالاعصارتتلوى فى فضاء السودان الذى اضحى جاهزاً لان معطياتها متوفره ،من ظروف معيشيه صعبه وان الاسعار تزيد بزياده عمر الانسان ،اما التعليم فقد اصبح للمقتدرين وهم بالطبع الذين يحكمون الان،ام ابناء المساكين فمصيرهم الشارع العريض الذى يتسع كل يوم ،لاستيعابهم كشماشه وفاقد تربوى ،كلها مؤشرات باعثه لهبه شعبيه تعدل حال الوطن وتعيد الحريه والكرامه للمواطن الذى قل صبره.