ثار ثوار تونس الخضراء وخلعوا جلباب زين العابدين بن على، هكذا تتعلم الشعوب الانتفاضة وتغير حكوماتها. فالحياة الكريمة ، الحرية ، المساواة ، العدل الخ هي مطالب كل الشعوب الحرة. فإذا خير كل إنسان أن يعيش بكرامته أو يموت فلموت أفضل في هذه الحالة. هذا ما فعله الطالب الجامعي التونسي ابوعزيزى الذي بموته انطلقت الشرارة في جميع أنحاء البلاد.وثأر الشعب التونسي على حكومته.الشعب التونسي اتخذ من أبيات الشاعر أبو القاسم الشابى شعار فثار فكانت نعم الثورة إذا الشعب أراد الحياة يوما فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر. هكذا تغير طاغية تونس والشعوب العربية الثائرة تعلمت كيف تثور على جميع الطغاة . فالمرحلة التي وصلت لها الشعوب أن يحرق الشخص نفسه لم يكن لها مدلول إلا حالة السوء واليأس التي وصلت لها هذه الشعوب. فتكررت نفس الحالة في كل من الجزائر وموريتانيا ومصر والبقية تأتى . والعجيب في الأمر أن الحكام الطغاة لم يتعظوا من ثورات الشعوب فتجد واحد ينصح الشعب بان فلان كان الأفضل وان في عهد اكس كانت البلاد في حالة تنمية وازدهار . لم يكن هذا الحاكم يعلم أن بعض هؤلاء الثوار لم يجدوا مايقتاتونه في يومهم ومن وجد ضالته في عمل وضيع وشريف تصادر أملاكه المتواضعة ووصلت بهم السفالة أن يمدوا أيديهم إلى الشعب حتى جعلوا من بن ابوعزيزى يسئم من حياة فأراح نفسه وحرق جسده . هكذا تقوم الثورات فالثورة الفرنسية قامت من ابسط الأشياء التي يتوجب أن تتوفر للحياة الكريمة العدل والمساواة فكانت الحياة في شكل هرم ترابي يوجد في قمته النبلاء والاكليروس المستفيدين من عدة امتيازات ثم البرجوازية ثم الطبقة الكادحة المحرومة من المشاركة السياسية وتقع على عاتقها الضرائب والمزارعين اللذين تؤخذ ضرائبهم من المحاصيل فكانوا هم أكثر شرارات الثورة . لم يستفيد هؤلاء الحكام من الحياة ومن دروس الماضي والعبر المستوحاة منه فبلامس ثار شباب مصر في جمعة الغضب وفعل العجب العجاب الذي فاق تصور كل المحللين السياسيين والمراقبين وحتى الشارع العام. فقد تعلمنا منهم إن للشعوب صبر وللصبر حدود . نعم خرجت المسيرات سلمية تهتف بحقوق مشروعة ومطالب في حدود العقلانية إيجاد فرص العمل وفتح ومزيد من الحريات ...الخ ولأكن دائما تفاجئنا الشرطة وهى في خدمة الحكومات وليس الشعب، كما تقول المقولة الشرطة في خدمة الشعب فمعظم قوات الشرطة في البلاد العربية أثبتت بطلان هذه المقولة. فقابلت قوات الشرطة الشعب الأعزل بالسياط والهراوات والذخيرة الحية في بعض الأحيان فأشعلت غضب الشعب المتظاهر فعمت الفوضه التي لم تخفا أمس على احد. هنالك أسئلة مشروعة للشرطة هل تخفى أسباب خروج هؤلاء الشباب على الشرطة؟ الم تكن الشرطة تعلم بحال الشعب وما توصلت إليه الحالة المعيشية ؟ هل تستحق الجنيهات المعدودة التي تدفع لهذا الشرطي أن يقوم بضرب وقتل أبناء جلدته مقابل الحاكم الذي يتحكم في كل ثروة الشعب؟ ... نعم صمد أحرار مصر وصبروا وجاهدوا بأنفسهم واستشهدوا فى سبيل العيش الكريم وعزة وكرامة النفس, فكان النصر حليف الحق الأبلج وفرحت الشعوب من المحيط إلى الخليج. وعمت الشوارع العربية فرحة عارمة هلل وكبر وتعانق فيها الجميع , وزغردت الحسناوات فرحا بنشوة الانتصار. وليت الحكام والأنظمة العربية تتعظ وتعتر من النظام المصري الذي استبد وظلم وبطش بالشعب المصري. وجسم على صدورهم ثلاثون عاما يفرق ويبطش ويسجن وينفى كل من خالفه منهجه وسلوكه المشين من المحسوبية وتزوير الانتخابات وطرد ونفى الاسلامين وكل من أراد قول كلمة الحق. نعم سقط فرعون مصر والى مزبلة التاريخ نهاية كل ظالم , وليت غيره يتعظون والعاقل من اتعظ بغيره.التحية والتجلية والإكبار إلى أرواح الشهداء والخزي والعار لكل ظالم وقاهر وجبار, وعاشت الشعوب العربية حرة أبية تصنع التاريخ بدماء شهدائها وتقهر المستحيل وترمى بالطغاة والحكام المستبدين في مزبلة التاريخ. إبراهيم عبد الله احمد السعودية تبوك جامعة تبوك Ibrahim Abdallah [[email protected]]