إليكم ...................... الطاهر ساتي [email protected] هذا معمل و ..( كمان مركزي ) ..!! **معلوم للجميع بأن إسرائيل تنفق على البحث بما قيمته (5%) من الناتج القومي، وهذا بمثابة أعلى إنفاق على البحث العلمي في العالم، والمعلومة هذه تكفي لنعرف لماذا دائما هناك تناسباعكسيا بين اليهود والعرب في مناحي الحياة، إقتصادية كانت أو سياسية أو إعلامية ؟..نعم، بالعلم - ولاشئ غير العلم- يتفقون على العرب، بل ويسيطرون على إقتصاد العالم.. وربما إستشعارا بمخاطر الإهتمام الإسرائيلي بالبحث العلمي، طالب الدكتور هاني الناظر، المدير السابق للمركز القومي للبحوث - أكبر مركز بحثي في إفريقيا والعالم العربي - الحكومة المصرية السابقة قبل شهرين ونيف بتخصيص (4%) من ميزانية مصر العامة للمركز، ولكن أطاحت ثورة الشباب بالحكومة قبل أن تحقق حلم الدكتور هاني الناظر .. المهم، كل الدول التي يحكمها الوعي توصلت إلى قناعة مفادها : البحث العلمي هو أساس نهضة الشعوب.. ولذلك، ينفقون على العلماء والطلاب وأبحاثهم ودراساتهم ومعاملهم إنفاق من لايخشون الفقر.. ثم تحصد شعوبهم ثمار النهضة ..!! ** ولكن نحن في السودان، نعم نهوى أوطانا كما قال شاعرنا، ولكن لانعرف كيف يجب أن نهوى، وهنا يصبح قول ذاك الشاعر مجرد قول ليس إلا، لأن أفعالنا تكذب أقوالنا..واليوم أعرض لك ياصديق نموذج حال يعكس واقع أكبر معمل بحثي أنشأته الدولة في العام 2005، ليواكب به السودان تكنلوجيا العصر المتجددة ولمعرفة الفحوصات النادرة في المجال البيطري والزراعي، أوكماقالوا عند التأسيس، واسمه (المعمل المركزي )..يتبع إلى وزارة العلوم والتكنلوجيا، ولكن وزارة الثروة الحيوانية غير راضية عن هذه التبعية، ولذلك تدير صراعا خفيا مع وزارة العلوم والتكنلوجيا لإعادة المعمل إلى حضنها..نعم هناك صراع حول هذا المعمل بين وزارتي الثروة الحيوانية والعلوم والتكنلوجيا، وللأسف المعمل وأبحاثه وأجهزته والباحثين وطلاب الدراسات العليا هم الذين من يدفعون ثمن هذا الصراع .. كاد يمنعني الحياء عن سرد تفاصيل الصراع وتداعياته وأثره على هذا المعمل ، ولكن لا حياء في الإصلاح ، حتى ولو كان هناك أجنبيا يقرأ ما نكتب ثم يقول شامتا : إن كان هذا حال معملكم المركزي، فكيف (ح تشيدون بلادكم و ح تفوقوا العالم أجمع ) ، أو كما تنشدون في خطبكم الجماهيرية..؟؟ ** شاء القدر بأن يتم تأسيس هذا المعمل المركزي في مبان تابعة لإحدى هيئات وزارة الثروة الحيوانية، وبالمناسبة : لاتقرأ مفردة المباني تلك كما يوحى معناها، أي هي ليست المباني التي في ذهنك، بل لاتزال مكاتبها الإدارية مبنية بالزنك .. نعم مجرد زنك، ثم لك أن تتخيل بعد ذلك بئية العمل التي لاتسر الصديق وتثير شفقة العدو.. ومع ذلك، الهيئة التابعة لوزارة الثروة الحيوانية تعترض وجود هذا المعمل على ما تسميها ب ( مبانيها).. وتطالب بترحيلها إلى مكان أخر.. ولأن إدارة المعمل لاحول لها ولاقوة غير الصبر، لم تجد مكانا يأوي معملها.. وضاق صبر وزارة الثروة الحيوانية، فأستخدمت سلاحا لم يخطرعلى بال بشر لإخلاء المعمل، وهو سلاح الإمداد الكهربائي .. نعم، قطعت الهيئة التابعة لوزارة الثروة الحيوانية - وبعلم وزيرها - الكهرباء عن ( المعمل المركزي ).. ومع ذلك لم يرحلوا .. يمشوا وين لكن ؟.. لامكان لهم في طول البلاد وعرضها، ليشيدوا عليه مقر للمعمل.. ولذلك،تقبلت الإدارة نهج وزارة الثروة الحيوانية وإستفزازها بصدر رحب، وإستبدلت الكهرباء القومية ب ( مولد كهربائي )..هكذا، منذ أبريل الفائت وحتى يومنا هذا كل أجهزة المعمل تحت رحمة مولد كهربائي صغير يعمل فقط ( 5 ساعات في اليوم ).. ساعات العمل الرسمية ثمان ساعات، تم تقليصها إلى خمس ساعات( 9 ص - 2 ظ)، لتواكب طاقة المولد الكهربائي .. وماذا عن الأجهزة والثلاجات وما بها من عينات بعد تلك الساعات الخمسة ؟.. أي ، ماذا عن تلف العينات التي تحتاج تحليل في الأجهزة في فترة متواصلة أو منتظمة ؟، وماذا عن تلف الأجهزة ذات التكاليف العالية والمصممة على نظام تلقي تيار كهربائي ثابت على مدار اليوم؟، وماذا عن برنامج عمل الباحثين وطلاب الدراسات العليا بعد أوقبل تلك الساعات الخمس ؟..هكذا تسأل ياصديق ؟..والإجابة ( لا شئ ، أو كل شئ بالبركة ساكت ) .. أي، ربما تحتفظ تلك الأشياء بجودتها وصلاحيتها - وتقاوم مخاطر عدم توفر الكهرباء - بفضل دعاء البروف عيسى الجعيلي - مدير المعمل - والعاملين معه..هكذا حال المعمل المركزي الذي تعتمد عليه الأبحاث الزراعية والبيطرية ، والذي تم إفتتاحه بالهتافات والأناشيد التي من شاكلة ( ح نشيد نحن بلادنا و ح نفوق العالم أجمع ).. ولن نطالب بإقالة وزير العلوم والتكنلوجيا العاجز عن توفير مقر لمعمل مركزي، وكذلك لن نطالب بإعفاء وزيرالثروة الحيوانية الذي يقطع التيارالكهربائي عن معمل مركزي ، لن نطالب بهذا أو ذاك، فالمحاسبة ليست من قيم ( النهج الحاكم ).. ولذلك، نكظم الغيظ وننصح ب : واصلوا الهتاف والأناشيد ، ربما بها فقط تبنى الأوطان ..!! ...................... نقلا عن السوداني