بسم الله الرحمن الرحيم عسس البشير وفأرة الشعب أحمد عيسى محمود [email protected]. المتابع للأحداث في المحيط العربي هذه الأيام يرى بأم عينيه أن الأمر ما عاد خافياً على أحد أن التغيير بدأت رياحه تهب على عرش الدكتاتوريات التي أثبتت ثورتي مصر وتونس أن تلك العروش ((أوهن من بيت العنكبوت)).. والشيء المضحك أن ما تبقى من تلك الدكتاتوريات بدأت في تجميل صورتها أمام شعوبها.. فعلى سبيل المثال اليمن بدأ شاويشها في التحدث عن الحريات والديمقراطية وعدم التوريث ودعا المعارضة للحوار.. والجزائر على نفس الدرب سائرة.. وحتى الممالك العربية لم تسلم من تلك الرياح الشتوية فالكويت سارع أميرها المفدى بملء بطون الشعب رغم أنها بحمد الله مليئة.. والبحرين ما تمتلكه من تيارات عرقية وأيدلوجية مختلفة تعتبر الأكثر نشاطاً في المنطقة.. أما نحن في السودان فما نمتلكه من مقومات الثورة يكفي لتبديل قارة بأكملها.. فالتاريخ والواقع كفيلان بإحداث ذلك التغيير.. فتاريخنا مشهود مع العسكر.. فما من ثورة قامت إلا بدك حصون العسكر ووضعها في مزبلة التاريخ. أما الواقع فله القِدح المعلى في التغيير القادم.. فالتشرذم الحاصل نتيجة لسياسات حاكمنا الآمر بأمر الله أقل ما توصف بأنها قد أحدثت زلزالاً يصعب تلافي توقعاته على المدى القريب والبعيد.. فالجنوب ودعنا بأمر نيفاشا إلى غير رجعة.. وأبوجا ماتت سريرياً بفعل الأعمال الصبيانية لمراهقي المؤتمر الوطني.. واتفاقية الشرق في هذه الأيام دخلت غرفة الإنعاش فهي للموت أقرب منه للحياة.. أما المراوغة مع القوى السياسية فهذا بحر لا ساحل له فقد أجاد أصحاب النادي المشئوم السباحة فيه.. وصراحة هي سباحة عكس تيار الواقع.. فهذه الأيام دخل النادي مرحلة الجدل البيزنطي هل الدجاجة من البيضة أم العكس.. وهذا ملاحظ في التصريحات المتضاربة من ذاك النادي العنصري. فنجد أحدهم يحي ثورتي مصر وتونس ويشيد بهما في الوقت الذي يحاول بشتى السبل قمع المظاهرات في السودان.. وكذلك تصريح لكبيرهم الذي علمهم السحر أن الشمال المتبقي بعد فصل الجنوب له فيه قرابة (90%) مسكين أنت فهل التسعينات المذكورة عند صاحبيك زين الهاربين وحسني نفعت بشيء؟؟؟. فكان من الأجدر بك أن تقول أن هناك نسبة معتبرة في الشارع السوداني معارضة فهنا ربما تكون قد أصبت جزءً من الحقيقة.. سيدي لماذا التعامل مع الواقع بسياسة دفن الرؤوس في الرمال وإنكار ضوء الشمس في رابعة النهار.. لطالما لك التسعينات في شمال السودان.. ما هذا الخوف من مظاهرة بسيطة يسيرها شباب ينادون بأبسط شيء ألا وهو العدل والمساواة في الحياة الكريمة داخل بلدهم الذي تحول بقدرة قبضتك الأمنية وعسعسك المنتشر في كل مكان إلى مزرعة يعيث فيها أولاد نهر النيل والولاية الشمالية الفساد طولاً وعرضاً، حتى أضحت وزارات كاملة لا يدخلها إلا من كان من هاتين الولايتين وعلى سبيل المثال وزارة البترول التي أضحت ضيعة لأولاد الشوايقة في المقام الأول ثم الجعليين في المقام الثاني ((معذرة هناك شرفاء من هاتين الولايتين والقبيلتين)). وأيضاً من التصريحات التي لا تمت للواقع بصلة لرئيس عسس البشير الذي تحدى المجتمع السوداني بأسره من أراد الخروج فعليه أن يجرب!!!!. عجبي لذلك الفرعون الذي يدّعي بتصريحه هذا أن له ملك السودان وتلك الشعوب تتحرك بأمره.. لا وألف لا يا مدير شرطتنا الموقر فأعلم جيداً ((إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر)) ومهما ساهرت الليالي من أجل راحة البشير وجلوسه على الكرسي الوثير ((فلابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر)). فأعلم رئيس العسعس أن الناس قد استجابوا لدعوة البشير الأخيرة عندما استهان بالمعارضة ((ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)) فها هو الشعب قد دخل جميعه ((الفيس بوك)) من أجل التغير فهو آتٍ لا محالة، فبعد ذلك سوف ((يتبسّم ضاحكاً من قوله)) ويدعو الله ((ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك علينا)) ويقول كما قال أحمر عاد صاحب صحيفة الغفلة عند فصل الجنوب ((الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا)). فمساكين ((إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً)). فتأكد سيدي رئيس العسس إن الإنقاذ أصبحت في نظر الشعب كنافخ الكير أما أن تحرق ما تبقى من الوطن وأما يجد منها رائحة نتنة جراء التصريحات الغير مسئولة ولكن في المقابل هناك فأرة الشعب الإلكترونية في الفيس بوك فهي كحامل المسك، إما أن نجد منها ريحة ذكية تهب مع رياح التغيير وإما نبتاع منها ثورة تغيرية تقضي على الأخضر واليابس من بنيان الشمولية البغيضة.. فحينها نقول مع الفيتوري: ((أصبح الصبح)).