ويحل الرئيس عمر البشير ضيفاً عزيزا على ولايه شمال كردفان ،لقد ترك ورائه جملة من البلاوى وسيل من الهموم ،والاحزان ، سببه النتيجه المدويه لانفصال الجنوب وذهاب ثلث البلد فى ظل ولايته ،وتقطيع اوصالها ،وتمزق نسيجها ،فى هذا الجو الكئيب وصل الرئيس الى كردفان الغره، لعله يجد السلوى والدفء، وحكومه الولايه اعدت له الاستقبال الحاشد ،وجهزت الحناجر الكبيره، واغنيات واشعار ورقص، الحشد كان كبيراً وكان صمته اكبر، لقد تقدم الوالى وصمت عن الحكى المباح، وهو اسماع صوت الغلابى ومطالبهم المشروعه للزائر الكبير. لقد استجار جمال عبدالناصر بالخرطوم ابان حرب النكسه ،لعلها تكفكف جراحه ،وتستر حاله الذى لا يسر بل وحال الامه العربيه كلها ،جاء ناصر الى الخرطوم ليغسل الآمه عند ملتقى النيلين ،من فرط الهزيمه والفجيعه ،وكان رغم الهزيمه كبيراً، ومن رحم الهزيمه خرجت لآءآت الخرطوم التى حدثونا عنها . ولكن ماذا وجد البشير فى رمال كردفان التى دفنتها رمال اخرى ؟ وبما ذا وعدهم حتى يزيح عنهم الاحزان ،ويغسل الهموم، ام جاء مثل عبدالناصر ليغسل احزانه من تمزق الوطن الذى تم على يديه، ويترنم مع بلبل الغرب بأغنيه (الليله والليله دار امبادر ياحليله) لم يقدم الرئيس للمحشودين اى شى يسر البال ويجيب على اسئله الشارع الكردفانى العريض ،المطلوبات التى كنا ننتظر خطاب الرئيس ليجاوب عليها بسيطه بل ومتواضه ،وهى ماء ،وصحه، وتعليم ،ولكن لم يعرها الخطاب اى انتباهه ،بل انزلق فى كلام عن زكريات ،منذ 1989 ومن شاكله لو ما كنت من ذى ديل وا اسفاى . نزل الرئيس من المنصه المعده للخطابه وال ...........وصعدت الالآم على كتوف الناس ،لان الموضوع -عرضه وفرت - كما يقول اهلى الكرام وتفرقوا يعتصرهم الحزن على تبدد الامل المتوقع ،وهو توفير (جغمه مويه) من النيل العظيم والدراسات لذلك فى دواليب الوالى والذى يليه والسابقين ،والمسافه التى تقطعها المواسير كما تقول الدراسه 350كيلومتر ،ليشرب منها الناس فى الابيض ،وامكريدم والمزروب ،وسودرى ،وحمره الشيخ هذا شمال الولايه ومن الغرب الى الخوى، والنهود وعيال بخيت ،وودبندا ،وصقع الجمل، وغبيش وبينهما مناطق عده فى انتظار الفرج . فمن يدفع المطالب الى الامام حتى تفرج كربهم ؟ و ما ضاع حق وراءه مطالب ،ان الولايه يا ساده لم ينساها الموتمر الوطنى فى خططه باعتبارها فى مثلث حمدى ،وبالذى نراه الان اظنها قد هوت من مثلثهم المشئوم ذاك ،وبالتالى اضحت فى عداد الهامش العريض .