ثورة 25 يناير.. سقط النصيف من أبواق الشمولية بلا إنحناء فاطمة غزالي [email protected] لاشك في أن ثورة 25 يناير المصرية كانت درساً عظيما لأبواق الحكومات الشمولية من الإعلاميين الذين ، ولجوا إلى ساحات الإعلام من بوابة خدمة الأنظمة، والسواد الأعظم منهم يأتي من قائمة أنصاف المتعلمين، الذين يفرحون أيما فرح بإنتسابهم لقبيلة الإعلام، ليس من أجل الوقوف بجانب قضايا الشعب ، بل من أجل الدفاع عن الأنظمة الشمولية، مقابل عيشة هنيئة، يعقبها مرد ، مخزي ،وفاضح،وفي كل الأنظمة الشمولية الفاسدة، تفتح الأبواب لهؤلاء الأبواق لينطلقوا كالصاروخ ، فتجدهم قادة رأي ،وفي مواقع متقدمة ،ويتولون شئون أكبر، من مقدراتهم العلمية، وأفقهم السياسي والاجتماعي، الذي لا يتجاوز مصالحهم الخاصة، وبالتالي يسبحون بحمد تلك الأنظمة، حتى في لحظة إحتضارها. وهاهو لسان حال ثورة يناير25 المصرية يقول سقطت ورقة التوت عن عورات الإعلام المصري الموالي لمبارك، فتبدلت المواقف بين عشية وضحاها وجعلت الإعلاميين الذين فشلوا في التنبؤ بمصير ثورة شباب الفيس بوك الذين سخر منهم جمال مبارك، يعيشون في طور الدهشة من كلماتهم التي غردت خارج السرب، وبدأوا يقصفون عليهم من ورق التصريحات المتناقضة لمواقفهم السابقة، ليستروا عواراتهم ، ويتوارون حياءً من كلمات سطرتها أقلامهم، وأخرى نطقت بها ألسنتهم، في سبيل تجير بنيان نظام مبارك، الهش بفساد،أصله جالوص تلفح بذرات الاسمنت، ليخدع الناس بمتانة زائفة، وقوة مفقودة. أبواق الأنظمة الإعلامية، فضحتها قناة الجزيرة أمس الأول عندما، عرضت لمشاهديها مواقف مخجلة لبعض الإعلاميين، والفنانيين،تجاه شباب ثورة 25 يناير،و جاءت تصريحات الأبواق سالبة ، تقلل من قيمة الشباب الثوار ،وعندما إنهمر غيث الحرية على أم الدنيا ، وخرجت قاهرة المعز من حالة التيه، بإنهيار فرعون مصر في الألفية الثالثة، تغيرت مواقفهم،وكأنهم لم يكونوا جزءاً من مراحيض الإعلام التي أزكمت أنوف العالم بروائحها الكريهة حتى جمعة الرحيل. أبواق السلطة في مصر ، سقط منهم النصيف، وتلقفتهم ألسن الشباب الثوار، بالرفض، لأنهم لحظة النضال من أجل الحرية، كانوا مشغوليين بإرضاء فرعون مصر وهامانته، فانقلب السحر على الساحر، وأصبحت قوات الدفاع الإعلامية لمبارك تبحث عن من يحميها من الهجوم ،والنقد. حقيقة كان الإعلام المصري الموالي لنظام مبارك درسا، لكل أبواق الأنظمة الشمولية،التي لا تنطق إلا بما يرتضيه النظام، وآن الأوان لتعد الأبواق في كل النظم الديكتاتورية العدة للدفاع عن نفسها لحظة إنهيار كل طاغية، لأن المعركة معركة شعوب، خرجت من طور وصمة القطيع، إلى شعوب تنادي بالحقوق،وتطالب بالحرية،وهي معركة لا شك في أن المنتصر فيها الحق على الباطل ، المظلوم على الظالم، وهكذا أخبرتنا ثورة الياسمين في تونس، واقنعتنا ثورة25 يناير في مصر،إذاً مهما تباعدت المسافة ، وطال أمد نضال الشعوب التي تتطلع للتغيير، فرياح التغيير لا شك في إنها قادمة فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض.