هناك فرق. اعترافات عبد المأمور ..! منى أبو زيد هل تذكرون تداعيات مباراة مصر والجزائر التي أقيمت في الخرطوم وخلفت فينا جرحاً غائراً؟ ثمّ هل تذكرون كيف رُمّ الجرح على فساد.. وكيف ضاعت أصواتنا المطالبة برد اعتبار السودان، والانتصار لكرامته التي أراقها بعض الإعلاميين والفنانين المصريين على مذبح النكاية في الجزائر..؟ أولئك الذين زينت ابتساماتهم العريضة صور صحفنا وصفحاتنا الفنيّة، وسجلوا – عبرها - كلمات الشكر على حفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي، انقلبت ابتساماتهم تأففاً، وشكرهم قَدْحاً وذمّاً، بعد نتيجة المباراة ..! فأصبحت كرامة الأمن السوداني مضغة في أفواه الباحثين عن حكايات مثيرة يعلو ضجيجها على صرير الهزيمة الكروية (رحنا لقينا الجزائريين اشتروا السودانيين).. (من الذي اختار السودان، هذا البلد الذي لا يجيد تنظيم عيد ميلاد ناهيك عن مباراة دولية).. (لا بد من وقفة مع الخونة في السودان)، هكذا يقول قائلهم، فيهز مقدم البرنامج رأسه في أسف..! من منّا لا يذكر صراخ محمد فؤاد وإبراهيم حجازي وعمرو أديب، وخالد الغندور وإبراهيم حسن..! من منّا لا يذكر صور المطاوي والسكاكين التي كان يحملها الجزائريون في برامج التعبئة.. تلك الصور كانت مفبركة .. أي نملة مصابة بالرمد كانت تستطيع أن تجزم بأنّها من خارج السودان، ولكن ضجيج الإعلام المصري غطى أخرس أصوات الحكمة..! الذي أحزننا أنّهم لم يضعوا لنا أي اعتبار حتى يجتنبوا الإساءة إلينا، الجزائر كانت هي الند والخصم الذي يتشرف إعلام مصر بخصومته، أمّا نحن شعب السودان، فأهالي العزبة الذين أجادوا صنع (الفطير المشلتت) - كامل الدسم - فأفسدوا مزاج البهوات..! يومها أعلنت الخارجية السودانية غضبتها من موقف مصر، استدعت السفير المصري وأبلغته احتجاجها الرسمي، فاعتذرت مصر الرسمية عن موقف مصر الشعبية .. ثمّ سافر وفد إعلامي من السودان إلى مصر للاعتذار للإعلام المصري عن إساءته للإعلام السوداني على طريقة (أتيتك عارياً خلقاً ثيابي على خوف تظنّ بي الظنون)..! اليوم بعد سقوط النظام السابق خرج ذات الإعلاميين والفنانين والرياضيين، وأعلنوا على الملأ أنّ مواقفهم تلك كانت بتحريض سياسي من أسرة ونظام مبارك..! جميعهم، من عادل إمام، إلى عمرو أديب، إلى محمد فؤاد، قالوا بلسان واحد \"كنت عبد المأمور النظام السابق أجبرني على إعلان كراهية الجزائر، وهو الذي أجبرني على الكذب بشأن أحداث مباراة السودان\".. ثمّ أعلنوا بعدها عن حبهم للجزائر واعتذارهم لشعبها (ولا ذكر لهذا الشعب المسكين من قريب أو بعيد)..! ماذا عن السودان.. ماذا عن التشهير بمهنية أمنه والطعن في نزاهة جماهيره ومشجعيه؟! .. ماذا عن إهدار كرامة شعبه؟! .. هل أجبرتهم هذه الحكومة الانتقالية - أيضاً - على تجاهل حقنا في الاعتذار؟ .. سبحان الله! التيار